غموض يحاصر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.. باحث بكارنيجى يؤكد لـ"اليوم السابع" تأثر علاقات لندن وبروكسل.. تنفيذ "بريكست" دون صفقة أرجح الاحتمالات ويمكن اعتباره "خطوة للوراء".. واستقلال اسكتلندا محتمل

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 11:30 ص
غموض يحاصر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.. باحث بكارنيجى يؤكد لـ"اليوم السابع" تأثر علاقات لندن وبروكسل.. تنفيذ "بريكست" دون صفقة أرجح الاحتمالات ويمكن اعتباره "خطوة للوراء".. واستقلال اسكتلندا محتمل
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخلت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى مرحلة الحسم، وسط مخاوف من عدم قدرة المفاوضين من الجانبين على التوصل إلى اتفاق يرسم ملامح العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى، لاسيما بعد تحرك لندن الأحادى بالتراجع عن أجزاء من بروتوكول أيرلندا والذى ينظم الحركة عبر الحدود، وفى ظل استمرار تفشى فيروس كورونا وتأثيره السلبى على الاقتصاد واعتبار بعض المراقبين إن الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون فشلت فى التصدى له كما ينبغى، حيث يقول بعض الخبراء الآن إن إتمام إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بعد انتهاء الفترة الانتقالية فى 31 ديسمبر أصبح مسألة "بقاء سياسى" بالنسبة لجونسون، ولهذا تزيد احتمالات الخروج بدون صفقة.

بيتر كيلنر
بيتر كيلنر

 

ويتفق مع وجهة النظر هذه بيتر كيلنر، الباحث البريطانى الزائر في مركز كارنيجي أوروبا، حيث رجح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عبر البريد الإلكترونى أن المملكة المتحدة أغلب الظن ستخرج بدون اتفاق من التكتل الأوروبى.

 

وقال كيلنر إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق الآن أصبح النتيجة الأكثر ترجيحا، معتبرا أنه فى حال تمكن المفاوضون من  المعسكرين من إحراز أى تقدم والتوصل لاتفاق ، فسيكون ذلك لأن المملكة المتحدة ستذعن للاتحاد الأوروبي بشأن المطالب المتعلقة مساعدات الدولة للشركات وغيرها من قضايا "تكافؤ الفرص".

ويطالب الاتحاد الأوروبى المملكة المتحدة بتحديد كيفية مساعداتها للشركات البريطانية بعد الخروج لضمان منح الشركات الأوروبية فرص متساوية، حيث تفاخرت الحكومة بأنه يمكنها أن تتدخل بسهولة أكبر لمساعدة الشركات البريطانية المتعثرة بعد "بريكست".

 

ومن جانبها، تعتبر بروكسل المساعدات الحكومية للشركات جانبًا رئيسيًا لضمان تكافؤ الفرص، بحيث لا تستطيع الشركات البريطانية بشكل غير عادل إضعاف نظيراتها في الاتحاد الأوروبي.

 

 

بيتر كيلنر الباحث فى كارنيجى
بيتر كيلنر الباحث فى كارنيجى

 

وبسؤال الخبير فى مركز كارنيجى عن شكل العلاقة المستقبلية بين لندن وبروكسل، قال "ستكون العلاقات سيئة وستتعطل التجارة - وخاصة الواردات الغذائية - على المدى القصير على الأقل. ليس من المؤكد ما إذا كانت الأمور ستتحسن على المدى المتوسط."

 

وحول مدى تأثر الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بخروج بريطانيا، وما إذا كان هذا يمثل بداية لانسحاب المزيد من الدول، أضاف كيلنر أن التكتل سيستمر بل اعتبر أنه سيكون من الأسهل التوصل إلى إجماع عند معالجة القرارات الصعبة بدون بريطانيا.

 وعن مكانة بريطانيا فى العالم بعد الخروج، قال الباحث الذى كان رئيس لشركة الاستطلاعات "يوجوف"، إن وضع المملكة المتحدة سيتأثر سلبا، حيث يعتقد الكثير من البريطانيين إن بلدهم أصبحت أقل أهمية مما كانت عليه فى السابق، ومن المرجح أن يوضح "بريكست" هذا الأمر.  

 

وأضاف: "القضايا الكبرى فى عالم اليوم ، من الهجرة إلى تغير المناخ ، لا يمكن حلها إلا من خلال عمل البلدان معًا. في حالة بريطانيا ، يجب أن يكون هذا التعاون مع شركائها الأوروبيين. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطوة إلى الوراء: نفوذ بريطانيا سيتراجع."

 

وحول تزايد إمكانية استقلال اسكتلندا بعد "بريكست" لاسيما فى ضوء اختلاف تعامل حكومة نيكولا ستورجن وحكومة جونسون مع الوباء – نجحت الأولى فى السيطرة على انتشار الفيروس بشكل كبير، قال الباحث البريطانى إن انتخابات البرلمان الاسكتلندي ستجرى في مايو المقبل، معتبرا أن هناك فرصة حقيقية في أن يؤمن الحزب الوطني الاسكتلندي ، الذي يدير اسكتلندا كحكومة أقلية ، أغلبية شاملة داعمة للاستقلال، حيث سيطالب بتفويض لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.

ورغم أن بوريس جونسون قال إنه سيرفض السماح بإجراء استفتاء، ومن الناحية القانونية ، يحق لبرلمان وستمنستر رفض طلب اسكتلندا، إلا أنه من  الناحية السياسية ، قد يكون من الصعب مقاومة الضغط لإجراء استفتاء لفترة طويلة، وفقا لكيلنر.

 

وأضاف: "الاستقلال الاسكتلندي خلال السنوات العشر القادمة هو احتمال حقيقي."

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة