شهدت مدينة الرقة السورية إضراب النساء عن الطعام على مدى يومين على التوالي لإعلان تنديدهن بالانتهاكات التركيَّة "اللاإنسانية واللاأخلاقية" التي تُمارس على نساء الشمال السوري، واصفين التدخل التركي "بالاحتلال".
وشارك مجلس الشباب العام ومجلس المرأة العام ومجلس ناحية الرقة لحزب سوريا المستقبل بالإضراب عن الطعام الذي نظِّمته إدارة المرأة في الرقة، تحت شعار: "لا للاحتلال.. لا للإبادة.. معاً نحمي المرأة والحياة”، في مجلس عوائل الشهداء بمدينة الرقة خلال اليومين الماضيين.
وزُيِّنت صالة المجلس بالعديد من صور الشهداء ومنها صور شهيدة الياسمين "هفرين خلف"، وأعلام حزب سوريا المستقبل وأعلام إدارة المرأة في الرقة، بالإضافة للشعارات التي تندد بانتهاكات الاحتلال التركي ومنها:"نحن نساء الرقة بإضرابنا عن الطعام سنكسر قيود الظلام، سنقف سداً منيعاً أمام الفاشية التركية ، كلنا مقاومة".
وشارك في الإضراب عن الطعام نساء من مدينة الرقة، وممثلين عن الإدارات، والمؤسسات، والمجالس المدنية والعسكرية في الرقة.
وأعربت حنان محمد في كلمة باسم مجلس المرأة العام لحزب سوريا المستقبل عن الرفض القاطع للانتهاكات التركية في شمال سوريا قائلة: "نحن كنساء سوريات على اختلاف مكوناتنا وثقافاتنا ومعتقداتنا اليوم نقف وقفة واحدة ضد التدخلات والانتهاكات التركيَّة اللاإنسانية واللاأخلاقية التي تُمارس على نساء الشمال السوري".
وأضافت "حنان"، إن تركيا تنتهك حقوق الإنسان وتخرق المواثيق الدولية وتواصل استهداف وانتهاك حقوق المرأة، حيث اعتقلت المئات من النساء، ومنهن ليلى كوفن، وأيضاً استهدفت الأمين العام لحزب سوريا المستقبل المهندسة هفرين خلف.
وشددت على أهمية مساندة قوات سوريا الديمقراطيَّة التي تسطر أروع البطولات في مقاومة هجمات الاحتلال التركي، كما جدَّدت العهد للشهداء، قائلةً: "نتعهد بأن نسير على درب الشهداء، وأن نكمل مسيرتهم النضاليَّة نحو بناء سوريا ديمقراطيَّة تعددية لا مركزيَّة".
بدوره أكد ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في القاهرة سيهانوك ديبو أن المقاومة السورية في شمال وشرق البلاد بشكل عام متدرج من المقاومة المسلحة إلى المقاومة المدنية للاحتلال التركى، مشيرا إلى أن الإضراب في الرقة يدخل يومه الثالث تنديدا بالجرائم التركية وهو محاولة للفت انتباه المجتمع الدولى تجاه جرائم أنقرة في سوريا بشكل عام والشمال السورى بشكل خاص.
وأشار سيهانوك ديبو في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على أن الاضراب هو محاولة لممارسة ضغط على المجتمع الدولى والمنظمات الدولية وتحديدا الجامعة العربية التي يجب أن تتحرك لإنقاذ سوريا من جرائم تركيا، لافتا إلى أن العملية السياسية تعانى انسداد بالكامل بسبب العراقيل التي تضعها تركيا ضد مشاركة القوى ذات التأثير لحل الازمة وفى مقدمتها مجلس سوريا الديمقراطية الذى ترفض أنقرة مشاركته في حل الازمة السورية سياسيا.
وأوضح أن تركيا تهيمن على أغلب مكونات هيئة المفاوضات السورية للمعارضة وهو ما يلقى رفضا إقليميا ودوليا، منتقدا العدوان التركى على سوريا ومحاولة سرقة ونهب أكبر مساحة من البلاد على مرآي ومسمع من دول العالم، مضيفا "قوات سوريا الديمقراطية منذ 2015 تحمى السوريين والمقدرات السورية من مخططات العثمانيين الجدد في سوريا."
فيما أكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية، عضو اللجنة الدستورية المصغرة، قاسم الخطيب وجود حدث جلل في مناطق شمال وشرق سوريا من قبل السلطات التركية والفصائل السورية المأجورة التي تعمل لأجندات خارجية بتنفيذ انتهاكات كبيرة، معربا عن رفضه للانتهاكات التي تمارسها تركيا وفصائلها بحق أبناء الشعب السورى.
وطالب الخطيب في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" المجتمع الدولى بحماية المرأة السورية من كل هذه الانتهاكات التي تعتبر جريمة حرب بحق المرأة، لافتا إلى أن المرأة السورية رمز للفداء والتضحية ولها دور كبير قدمته في سوريا وتحملت الملاحقة والتهجير والاعتقال والتشتيت والتجويع والترويع وتحملت الجزء الأكبر من معاناة الشعب السورى.