تمر اليوم الذكرى الـ30 على إعلان الكونجرس الأمريكى تفويضه بأغلبية ساحقة الرئيس جورج بوش الأب باستخدام القوة ضد العراق لإرغامه على الانسحاب من الكويت بعد فشل كافة الجهود الدبلوماسية باقناع الرئيس العراقى صدام حسين بالخروج سلميًا من الكويت الذى احتلتها قواته فى 2 أغسطس 1990.
وكان هذا القرار وراء اندلاع واحدة من أشهر حروب المنطقة وهى "حرب الخليج الثانية"، وأطلق عليها عسكريًا أيضًا اسم عملية درع الصحراء هى حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، بعد أن منح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفويضًا بذلك لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
سميت الحرب بين إيران والعراق باسم قادسية صدام كذلك بحرب الخليج الأولى، وقد أطلق على هذه الحرب اسم حرب الخليج الثانية، ولكن يُطلق عليها فى بعض الأحيان اسم حرب الخليج أو حرب الخليج الأولى للتفريق بينها وبين غزو العراق عام 2003.. وخلال السطور التالية نوضح بعض الكتب التى تناولت حرب تحرير الكويت أو حرب الخليج الثانية:
حرب الخليج الملف السرى
كتاب تأليف بيار سالينجر إريك لوران، ويتحدث عن حرب الخليج أسبابها وعن غزو الرئيس العراقى السابق صدام حسين للكويت والدور الذى لعبة العالم الغربى فى هذه الحرب وعدد من الوثائق السرية المرفقة مع الكتاب.
فى هذا الكتاب يدخل القارئ معهما إلى حصن صدام حسين، ويسمع معهما أوامر بوش داخل قاعدة قيادة قوات التدخل الأميركية، ويحضر معهما العشاء الأخير الذى أقامه ملك المملكة العربية السعودية لمصالحة الأخوة الأعداء.
حرب الخليج: أوهام القوة والنصر
كتاب للكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، الكتاب يناقش احدى الازمات العنيفة التى وقعت للأمة العربية، وهى أزمة من نوع خاص، فمع تداعى الامبراطورية السوفييتية و التحولات العنيفة التى كان يشهدها العالم بتهاوى و انهيار المعسكر الاشتراكى تحرك صدام بجيشه صوب الكويت ليفرغ من احتلالها فى ساعات واستيقظ الناس على وضع جديد و خطير حيث اصبح بيد العراق نصف انتاج البترول و ثلثى احتياطاته فى ذلك الوقت!.
يتحدث الكاتب بتفصيل عن الاسباب التاريخية والظروف والأجواء التى سبقت الازمة ومهدت لها ويصف الازمة بأنها كانت "عاطفية بأكثر من اللازم، شخصية بأكثر من اللازم، عسكرية بأكثر من اللازم "، ويسرد هيكل الأخطاء التى وقع بها صناع القرار العراقى والحسابات الخاطئة التى زادت من اشتعال الازمة، فعالم البارحة يختلف عن اليوم!
قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج
كتاب للمؤرخ يونان لبيب رزق، حيث استعرض من خلال الفصول العديد من القضايا منها عمليات الربط بين اسمى كل من جمال عبد الناصر وصدام حسين، وأوضح أن هناك فارقاً كبيراً بين التوقيت والمكان والحدث فى حد ذاته. ويحتوى الكتاب على قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج على خمسة مواضيع ويتفرع من كل موضوع عدد من الفصول.
فى مقدمة الكتاب يرى المؤلف أن تأصيل الأحداث تاريخياً هو الهدف من هذا العمل، ثم يتم الغوص فى تفاصيل ما يجرى على ضوء هذا التأصيل، وتأسياً على هذا فإن التعامل مع أحداث حرب الخليج منذ انطلاق شرارتها الأولى بالاجتياح العراقى للكويت وحتى لحظة الانتهاء من هذا العمل بكل المضاعفات التى صاحبت تلك الحرب.
حرب الخليج أو الاستعارات التى تقتل
كتاب لجورج لايكوف، ويتحدث عن إن الخطاب الذى دفعنا إلى الانخراط فى حرب الخليج يمثل نظرة استعارية شاملة، فلطالما أشير إلى أننا نفهم الحرب بوصفها لعبة تنافسية، شأنها فى ذلك شأن الشطرنج أو رياضة كرة القدم أو الملاكمة. وهى استعارة تحتوى على منتصر ومنهزم واضحين، وعلى نهاية محددة للعبة.
وتسلط هذه الاستعارة الضوء على التفكير الاستراتيجي، وعلى فريق العمل، وعلى الاستعدادات، وعلى المتفرجين فى الساحة الدولية، وعلى نشوة الانتصار، وعلى صغَار الهزيمة وذلّها. ويحدد النصر بشكل جيد فى الحكاية الخرافية فى اللعب، فعندما يتحقق النصر تنتهى الحكاية وتنتهى اللعبة، إلا أن الوضع لم يكن كذلك فى أزمة الخليج. فالتاريخ يستمر، ولا يتخذ "النصر" معنى إلا فى إطار هذا التاريخ.