أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، أن حالة الاستهتار المجتمعي من خطورة وباء كورونا أوصلت البلاد إلى وضع بالغ الصعوبة، مشيرا إلى أن الوقائع أثبتت أن الرهان على وعي الناس والتزامهم بالإجراءات الرامية لحماية أنفسهم وعائلاتهم هو رهان خاطىء، وأن الأمر يقتضي فرض إجراءات صارمة.
وقال دياب في تصريح له اليوم: "بكل أسف، فإن صرخاتنا ونداءاتنا وتحذيراتنا، والإجراءات والتدابير التي اتخذناها لكبح تفشي فيروس كورونا لم تقنع عددا كبيرا من اللبنانيين بحجم خطر الوباء".
وأضاف: "قسم من اللبنانيين رفض الالتزام بوضع الكمامة وكأن في ذلك إهانة، وقسم منهم لا يزال مقتنعا أن وباء كورونا هو وهم، وقسم آخر أقنعوه أن الدولة تقوم بتخويف الناس بالكورونا لكي تحمي نفسها. إنه أمر عجيب بالفعل.. العالم كله يخوض حربا شرسة مع هذا الوباء بينما البعض في لبنان يعتقد أن كورونا كذبة".
وأشار إلى أن حالة الاستهتار أصبحت تشكل خطرا صحيا كبيرا، وعلى الرغم من ذلك، هناك من يرفض الالتزام بالإجراءات التي قررتها الدولة. متابعا: "إن واجبنا هو حماية اللبنانيين من أنفسهم بسبب استهتار قسم كبير منهم، ولم يعد هناك إمكانية لإجراءات مجتزأة تسمح بالتحايل عليها أو بتحديها. إننا اليوم أمام تحد خطير".
وأكد أن المسئولية لمواجهة تفشي وباء كورونا تقع على أجهزة الدولة الإدارية والعسكرية والأمنية، وأنه ينبغي على كل شخص أن يتحمل مسئوليته، وأن يكون كل مواطن مسئول عن تنفيذ الإجراءات، وأن يضغط المجتمع على كل مواطن لا يلتزم بحماية نفسه وعائلته والمجتمع.
ودخل لبنان إغلاقا عاما في كافة أنحاء البلاد ابتداء من الخميس الماضي وحتى أول شهر فبراير المقبل، مع فرض منع التجول بين الـ6 مساء والـ5 فجرا وذلك في سبيل كبح انتشار الوباء، غير أن قرار الإغلاق قوبل بانتقادات كثيرة كونه تضمن الكثير من الاستثناءات وسمح لكثير من الأنشطة بمزاولة العمل بصورة شبه طبيعية.
ويبحث المجلس الأعلى للدفاع في وقت لاحق من اليوم في شأن تشديد الإجراءات وتقليص الاستثناءات، وصولا إلى إغلاق شامل للبلاد لوقف تفشي الوباء بعدما امتلأت المستشفيات ووحدات العناية المركزة بالمرضى المصابين بكورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة