خطة طموحة وتطبيق عملى لتجديد الخطاب الدينى، منهج وضعته دار الإفتاء المصرية فى ظل ولاية الدكتور شوقى علام، مفتى الديار، فى صورة خطة استراتيجية ستعمل على تحقيقها على مدار السنوات الخمس القادمة، وهى الخطة التى أعلن عنها خلال فعاليات مؤتمر إنجازات دار الإفتاء الذى عُقد فى 28 ديسمبر 2020م من العام الماضى.
الخطة الخمسية التى أعلن عنها المفتى تتضمن العديد من الأهداف والمشروعات المتنوعة التى تغطى كافة جوانب العملية الإفتائية، وتهدف إلى الوصول بالدار كمرجعية إفتائية إلى العالمية، سد الحاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية، تعزيز الدور المجتمعى لدار الإفتاء، تعزيز المنهج الوسطى ومحاربة الفكر المتطرف، توفير الدعم المتواصل للصناعة الإفتائية والارتقاء بأدواتها، إثراء البحث العلمى فى مجال الإفتاء ومستجداته، تأهيل وإعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبراتها فى مجال العمل الإفتائى.
الدار ستعمل على التوسع أفقيًّا بإنشاء عدة فروع لدار الإفتاء فى محافظات مصر المختلفة، على أن يبدأ ذلك فى يناير 2022 وينتهى فى ديسمبر 2025، كما ستطلق الدار عددًا من القوافل الإفتائية، تستهدف الوصول للقرى والنجوع البعيدة والأقل استخدامًا لوسائل التواصل، مما يقلل من فرص تواصلهم مع دار الإفتاء، على أن يبدأ التنفيذ فى مارس 2021، وينتهى فى ديسمبر 2024، هذا فضلًا عن زيادة عدد المتصدرين للفتوى، بالعمل على زيادة عدد المتصدرين للفتوى فى مقر دار الإفتاء وفروعها لاستيعاب أعداد السائلين المتزايدة، ويكون البدء فى يناير 2021، على أن يتم الأمر فى ديسمبر 2024.
وستعمل الدار على إنشاء مكاتب تمثلها فى المحاكم من أجل الإرشاد فى قضايا المنازعات الأسرية وغيرها، وإنشاء مركز تحكيم تابع للدار يختص بالنظر فى المنازعات المالية والأسرية خاصة المتعلقة بالميراث والتركات، وتطوير لجنة الأبحاث الاجتماعية، وهى لجنة مشتركة من خبراء ومتخصصين لعمل دراسات وأبحاث شرعية وعلمية وميدانية حول الظواهر والقضايا الاجتماعية.
كما تهدف الدار من خلال خطتها إلى تعزيز المنهج الوسطى ومحاربة الفقه المتطرف، فى محاولة لتفكيك الفكر الإرهابى المتطرف والرد على أطروحاته الغوغائية بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوعية المجتمعات بمخاطره وآثاره على مستوى العالم، وذلك من خلال تطوير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وإنشاء برنامج "سلام" وهو برنامج إلكترونى يستند إلى التقنية الحديثة فى تشكيل مخرجات تجمع كافة العوامل المرتبطة بالتطرف والإرهاب فى شكل شبكى وفق عوامل متفاعلة مجددة، وإصدار المرجع المصرى فى دراسة التطرف ومواجهته، وهى موسوعة علمية للتعريف بظاهرة التطرف ودوافعها ومصادرها ومنطلقات الفكر المتطرف، وسبل الوقاية منها وطرق مواجهتها وتصدر فى 30 مجلدًا، وإطلاق منصة "محاكمة" وهى منصة إلكترونية تعتمد على تقنية الواقع الافتراضى Virtual Reality تبنى من خلالها مبنى محكمة يمكن للزائر أن يلتقى فيها بالعديد من الشخصيات المتطرفة، وتقوم المنصة بعمل احتكاك بين الزائر وبين تلك الشخصيات لتوليد الأفكار المرتبطة بحجج هؤلاء الأشخاص لارتكاب جرائمهم والجواب عن تلك الحجج وبيان الصحيح منها، هذا فضلًا عن تطوير وحدة الرسوم المتحركة، وإنشاء مركز سلام لدراسات التشدد، وهى مبادرة تُعنى بإنشاء مركز لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يعالج مشكلات التشدد والتطرف ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهتها.
ومن ضمن المشاريع التى وضعتها الدار فى خطتها الخمسية تطوير وسيلة الفتوى الهاتفية، وذلك بربط عدد من هواتف المتصدرين للفتوى برقم خاص للفتاوى فى الدار، وإنشاء قسم نسائى يتكون من مجموعة من الباحثات للإجابة عن القضايا النسائية المحرجة، ولزيادة مشاركة المرأة فى العمل، وإنشاء مرصد للجاليات المسلمة، ويراد بهذه المبادرة إنشاء آلة بحثية لخدمة دار الإفتاء لتحقيق الرصد والمتابعة الرصينة لأوضاع الجاليات الإسلامية فى الخارج، وإنشاء ملتقى بحوث ودراسات الأقليات المسلمة، وهى مبادرة تعنى بإنشاء ملتقًى يجمع الباحثين والدارسين من مختلف التخصصات التى تتعلق بشئون الأقليات المسلمة، لعقد حلقات نقاشية والخروج بأوراق عمل رصينة، وإطلاق التطبيق الإلكترونى العالمى للفتاوى، وهو تطبيق إلكترونى عالمى للفتاوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية (FatwaPro)، وإنشاء وحدة للإنتاج الفنى متخصصة تهدف إلى إنتاج برامج وأفلام قصيرة لتسهيل الحصول على الفتاوى الشرعية بشكل إبداعى.
