تشهد جمهورية افريقيا الوسطى الغنية بالذهب والماس صراع حاد وسط محاولات إعلان رئيس للدولة عقب الانتخابات الرئاسية التى تم إجراؤها أواخر 2020 وشابتها أحداث عنف، مما أسفر عن إغلاق أكثر من 14 % من مراكز الاقتراع فى البلاد بواقع 800 مركز من بين 5408 مراكز اقتراع فى الدولة التى تعانى منذ عقود من الجماعات المسلحة ما اضطر الآلاف إلى النزوح والفرار.
فعلى الرغم من امتلاك دولة أفريقيا الوسطى الثروات الطبيعية لكنها تعانى من الفقر بسبب النزاعات الداخلية، وتعتبر جمهورية أفريقيا الوسطى غنية باليورانيوم والماس والأخشاب والذهب، إلى جانب القطن والقهوة والتبغ، فضلا عن الثروة الحيوانية التى تعتبر مصدرا مهما للدخل.
أعلنت اللجنة الانتخابية فوز رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان آركانج تواديرا، بفترة رئاسية أخرى مدتها خمس سنوات، بعد حصوله على أكثر من 53 % من الأصوات، فى انتخابات شابها العنف، طبقا لنتائج أولية ورفض المرشحون المنافسون وعددهم 16 مرشح نتائج التصويت ودعا عشرة مرشحين فى بيان مشترك إلى إلغاء نتيجة الاقتراع وإعادته من جديد، وذلك بسبب مخالفات وضعف الإقبال على التصويت.
بعثة الأمم المتحدة فى جمهورية إفريقيا الوسطى أكدت أن فترة الأيام الثلاثة لاستئناف النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية أمام المحكمة الدستورية قد انتهت أمس وبحسب ما ورد أمام المحكمة الدستورية حتى 19 يناير لفحص الطعون وإعلان النتائج النهائية للانتخابات.
ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة قال تواصل بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى أفريقيا الوسطى عملها لحماية المدنيين وتنشر تعزيزات فى قاعدة عملياتها المؤقتة الواقعة فى بلدة جريمارى فى محافظة أواكا.
وأضاف دوجاريك، يحدث هذا فى الوقت الذى يواصل فيه تحالف الجماعات المسلحة، الذى يضم اتحاد الوطنيين الكونغوليين وأنتى بالاكا، هجماته على مواقع القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى، فى هذه المنطقة لافتا إلى انه التمس بعض أفراد قوات الأمن الوطنى وكذلك مدنيون ملجأ فى مبانى الأمم المتحدة.
وفى بوار، تبادلت قوات حفظ السلام وجنود من قوات وسط إفريقيا إطلاق النار مع عناصر مسلحة مما أدى إلى نزوح مئات المدنيين. وتواصل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تسيير دوريات قوية فى بوار ومناطق انتشار أخرى.
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزح قسرا ما يقرب من ربع سكان جمهورية أفريقيا الوسطى البالغ عددهم 4.7 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2020، بما فى ذلك، 630 ألف لاجئ فى البلدان المجاورة وحوالى 630 ألف نازح داخليا.
وأعربت المفوضية عن قلقها إزاء أحداث العنف والحوادث الأمنية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، وقد أجبِر أكثر من 30 ألف شخص على الفرار إلى الكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو، فيما نزح عشرات الآلاف داخليا.
وقال بوريس تشيشيركوف، المتحدث باسم المفوضية إنهم تلقوا تقارير حول انتهاكات حقوق إنسان تحدث داخل جمهورية أفريقيا الوسطى، مشددا على أن مفوضية اللاجئين تعمل بشكل وثيق مع السلطات والشركاء لرصد حماية النازحين وتقديم المساعدة ودعم العائدين وجهود إعادة الإدماج.
ووفقا للمفوضية، عبر حوالى 24 ألف شخصا نهر أوبانجى، باتجاه مقاطعتى باس-أويلى وشمال أوبانجى فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد وصل ما لا يقل عن 15 ألف شخص إلى قرية ندو، عقب الهجمات على بلدتى دامارا وبنجاسو منذ أيام قليله وقد شكل الوافدون إلى قرية ندو، التى يبلغ عدد سكانها 3,500 نسمة فقط، ضغطا على الموارد والأسر المضيفة.
فيما وصل 4,434 شخصا إضافيا إلى الكاميرون، معظمهم إلى بلدة جاروة بولاى الحدودية. ووصل 2,196 شخصا إلى تشاد ونحو 70 إلى الكونغو. وأفادت المفوضية بتعزيز وجودها على طول نهر أوبانجى للاستجابة لاحتياجات الوافدين الجدد والاستعداد للتسجيل.
وقال المتحدث باسم المفوضية، إن المفوضية تحثّ حكومات جميع الدول المجاورة على الاستمرار فى منح حق اللجوء ودعم السلطات المحلية لتسجيل الوافدين الجدد.
وأشار تقرير المفوضية يقيم معظم الوافدين مع المجتمعات المضيفة أو فى مخيمات مؤقتة. وهم بحاجة ملحة للماء والملجأ والوصول إلى الرعاية الصحية والصرف الصحى لمنع انتشار كـوفيد-19 والأمراض الأخرى. وتعمل المفوضية عن كثب مع السلطات الوطنية والمحلية والشركاء الإنسانيين لدعم الفئات الأكثر ضعفا.
وفى الكاميرون، تعمل مفوضية اللاجئين على التنسيق مع السلطات الوطنية والمحلية لتوفير الحماية والمساعدة. وسيستضيف موقع مخصص فى جادو الوافدين وسيتم إجراء التسجيل هناك.
كما يتم التسجيل فى تشاد، ويقدم برنامج الأغذية العالمى حصصا غذائية للوافدين الجدد، كما أنشأت المفوضية عيادة صحية متنقلة.
داخل جمهورية أفريقيا الوسطى، فرّ 185 ألف شخص من 25 بلدة على الأقل، كإجراء وقائى فى الغالب، إلى الأدغال والغابات منذ 15 ديسمبر.
وقد استؤنفت العودة الطوعية للاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى بعد سنوات فى الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية فى نوفمبر 2020، لكنّها توقفت مؤقتا الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة