فى ظل تسارع وتيرة انتقادات الأحزاب السياسية المعارضة لنظام أردوغان، يسعى الأخير سعياً حثيثاً، لتفكيك الخريطة الحزبية المعارضة وتشكيل تحالف سياسي جديد موالي للحزب الحاكم.
وفي إطار تحركات حزب العدالة والتنمية لتفكيك شوكة الأحزاب المعارضة، من خلال محاولة استقطاب بعضها، استقبل أردوغان، رئيس حزب الاتحاد الكبير التركي مصطفى دستيجي بالقصر الرئاسي بأنقرة، في اجتماع مغلق، كما زار أردوغان رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة أوغوزهان أصيلتورك وتباحث معه أمور التحالف معه.
وقد حمل لقاء أردوغان مع كل من: "مصطفى دستيجي" و "أوغوزهان أصيلتورك" العديد من الدلالات، لا سيما في ظل الحراك الهادئ الذي تشهده خريطة التحالفات الحزبية داخل تركيا.
ينحصر المشهد السياسي حالياً في تركيا بين كتلتين انتخابيتين هما، كتلة (تحالف الشعب) والمؤلفة من "حزب العدالة والتنمية" و "حزب الحركة القومية"، في مواجهة (تحالف الأمة) الذي يضم 5 أحزاب من المعارضة، بينما تُرك "حزب الشعوب الديمقراطي" وهو يساري موالٍ للأكراد خارج التحالف الرسمي للمعارضة، لكنه يدعم تحالف الأمة بشكل غير رسمي.
وخلصت دراسة (معهد واشنطن) والتي أعدها كل من، سونر چاغاپتاي مدير برنامج الأبحاث، ورايلي باري الباحثة في معهد واشنطن، إلى أن ثمة أربعة أحزاب معتدلة تبحث عن مكان لها على طاولة الحكم في تركيا وهي "حزب المستقبل" و " "حزب الخير" و "حزب السعادة" و "حزب الديمقراطية والتقدم" فضلاً عن الحزبين المتطرفين من جهة المعارضة وهما "حزب الشعب الجمهوري" و "حزب الشعوب الديمقراطي" واللذان يوجهان سهام النقد للممارسات التركية الأردوغانية التي يتقمص فيها الإرث العثماني.
وبحسب موقع (تركيا الآن) فإن أردوغان يحاول جاهداً لاستقطاب بعض الأحزاب المعارضة وضمان تحالفها معه في الانتخابات المقبلة، وعقب لقائه مع "أصيلتورك"، قال أردوغان "عملنا معا في الماضي، وكان أكبر مني (في حزب الرفاه) ولا يزال كبيري حتى اليوم، زرته من باب التزاور أولًا، ومن أجل الحديث عن التحالفات، سواء كانت سياسية أو التحالف في محاربة الإرهاب، فعلينا ألا نشعر بالوحدة في هذا المجال".
ولكن رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحالف بين حزبه وحزب العدالة والتنمية الحاكم خلال المرحلة المقبلة.
ولا شك أن حديث أردوغان عن التحالفات السياسية يعتبر "بيت القصيد" الذي فتح معه باب تحليلات واسعة، أكدت أن الزيارة كانت في إطار التحركات التي يسير فيها (تحالف الجمهور) بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في الوقت الحالي، من أجل استقطاب الأصوات الانتخابية الجديدة، لا سيما مع النتائج غير المطمئنة التي تظهرها استطلاعات الرأي في تركيا.
من جانبه شن زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، حملة شرسة من الانتقادات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واصفاً إياه بأنه "لا يستطيع أن يحمي الدولة" وأنه "على مدار 18 عاما قدم حزب العدالة والتنمية للجمهورية التركية أكبر ديون في تاريخها" و "أردوغان يفرض الوصاية على وسائل الإعلام في تركيا".
يُشار إلى أن الفترة الحالية شهدت ملاحقات مستمرة من جانب النظام التركي ضد معارضيه، من مختلف مكونات المجتمع التركي، أحزاب معارضة، وصحفيين، وعسكريين وطلبة وأصحاب رأي، دون أي رادع من قانون أو اعتبار للمساءلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة