شهد العالم فى بداية العام الجديد 2021 العديد من الأزمات الخاصة بالشبكات الاجتماعية وتحديث التطبيقات، والتى منها أزمة تحديث واتس آب وفيسبوك، واغلاق تويتر لحسابات الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب ،وهو الذى أدى إلى تغيير المشهد العام لبعض مواقع التواصل الاجتماعى المعتاد عليها والاكثر شيوعا.
يعتبر تطبيق الواتس آب الأكثر استخداما فى أوروبا ، وخاصة إسبانيا حتى الآن، ولكن منذ بداية الجدل المثار حول تحديث التطبيق والتغييرات الجديدة التى تطرأ عليه من خلال ادخال بيانات خاصة للغاية وعلاقته بفيس بوك ، فقد شهدت أوروبا بدائل آخرى مثل سيجنال وتيليجرام، اللذات شهدا نموا كبيرا فى الأيام الأخيرة.
وأشارت صحيفة "الاسبانيول" الإسبانية إلى أن كل شيء بدأ بنشر شروط خدمة واتس آب الجديدة ، والتي تتضمن قسمًا جديدًا حول الطريقة التي يتم بها مشاركة بيانات المستخدم مع فيسبوك، وعلى الرغم من أن هذه الشروط الجديدة لا تنطبق على أوروبا، لكن هذا لا يعني أنها لم تكن مثيرة للجدل، بالإضافة إلى ذلك ، أصبح الارتباط بفيسبوك أكثر إثارة للجدل من أي وقت مضى ، بعد الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي الذي انتهى بفرض حظر غير محدد على حساب دونالد ترامب.
وأكدت الصحيفة أنه لهذه الأسباب، حقق تيليجرام المزيد من المستخدمين الذين يبحثون عن بدائل لتطبيق الواتس آب،كمراسلة فورية، وحول 27% من المستخدمين فى أوروبا إلى تيليجرام، وهو أمر مثير للفضول بالنظر الى ان الشروط الجديدة لا تؤثر على الأوروبيين.
وأكدت الصحيفة أنه تمت إضافة 25 مليونًا إلى 500 مليون مستخدم وصلتهم إلى تيليجرام فى الأسبوع الأول من العام إنه ارتفاع كبير مقارنة بمليون ونصف مستخدم يوميًا اعتادوا الحصول عليه.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن تيليجرام أيضا تلقى العديد من الانتقادات التى تتعلق بالخصوصية ، عندما تم الكشف أن وظيفة العثور على مستخدمين قريبيين سمحت لهم بالعثور على ارقام المستخدمين من خلال التطبيق،وتدرس الشركة فى الوقت الحالى إمكانية تغيير هذه الخاصية، ولكن من السابق لآوانه قول ان تيليجرام سيقضى على الواتس آب فى العالم، باعتباره اكثر التطبيقات المراسلة شيوعا، ولكن يبدو واضحا أن هناك تغييرا ملحوظا فى المشهد العام لقطاع التكولوجيا.
وقالت صحيفة "باخينا 12" الأرجنتينية، إن هناك تحديثات سيشهدها مستخدمو "واتس اب" وتطبيقات المراسلة الأخرى، بعد أن أعلن قادة "فيسبوك" عن تحديث لسياسات خصوصية تطبيقاتهم، وأحد هذه التطبيقات هو سيجنال Signal الذى سيعتبر بديلا آمنا فى الأيام المقبلة، كما يعتبر أحد المستفيدين من الأزمة القائمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيجنال هو تطبيق مراسلة فورية يمكن تثبيته على هواتف أندرويد وآى فون والذى تم إطلاقه رسميا فى عام 2015، وهذه المنصة مشهورة مثل تيلجرام أو الواتس آب، ويتميز بأقصى درجات الأمان.
يعمل التطبيق مع التشفير من طرف إلى طرف، مما يعني أن جميع الرسائل المرسلة داخل النظام الأساسي، سواء أكانت نصوصًا أو صوتيات أو صورًا أو مقاطع فيديو، لا يمكن قراءتها من قبل أطراف ثالثة، ولا يستطيع مبتكرو المنصة الوصول إلى هذه المعلومات، وهو ما يجعله الأكثر الأمانا فى الوقت الحالى بعد الأزمة التى يعانى منها تطبيق واتس آب.
وأجرى تطبيق التراسل الفوري واتس آب مؤخرا تحديثا تجريبيا يتعلق بسياسة خصوصية التطبيق، سيجبر المستخدمين على مشاركة بعض بياناتهم مع شركته الأم "فيس بوك"، وهو الأمر الذي أثار جدلا وغضبا بين ملايين من مستخدمي التطبيق حول العالم، مما دفع الكثيرين لمغادرة التطبيق والبحث عن بدائل أخرى، وهو الأمر الذي قد يعني تخلي واتس آب عن عدة ملايين من مستخدميه فى سبيل تطبيق هذه السياسة الجديدة.
وفى غضون ذلك، لم يعد تطبيق بارلر Parler ، الشبكة الاجتماعية الشهيرة التى يستخدمها أتباع ترامب، متاحة منذ الساعات الأولى من يوم أمس،، بعد ساعات من سحب أمازون الوصول إلى خوادمها بسبب الرسائل المستمرة التي تحرض على العنف والتي تم تحميلها إلى المنصة، و رفعت بارلر دعوى قضائية على أمازون ، متهمةً خدمة استضافة الإنترنت لديها بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار من خلال تعليق حسابه.
وكان عملاقا التكنولوجيا جوجل وأبل Apple و Google قد أزلا بالفعل شبكة التواصل الاجتماعي من منصات التنزيل الخاصة بهما بسبب انتشار "تهديدات العنف" و "الأنشطة غير القانونية".
في رسائل نُشرت يوم السبت الماضى ، اتهم المؤسس المشارك لشركة بارلر Parler ، جون ماتزي ، عمالقة التكنولوجيا ببدء "حرب ضد حرية التعبير".
بارلر، الذي يعتبرأن هذا القرارتم اتخاذه لأسباب سياسية ولتقليل المنافسة لصالح تويتر، طلب من المحاكم إصدار أمر مؤقت ضد أمازون يجبر المجموعة على إعادة فتح خوادمها، بعد إغلاق تويتر نهائيًا لحساب ترامب يوم الجمعة، كان تطبيق بارلر هوالأكثر تنزيلًا في آبل في اليوم التالي.
تم إطلاق Parler في عام 2018 ، ويعمل مثل تويتر، منذ نشأتها جذبت بسرعة المحافظين المتطرفين واليمينيين المتطرفين، على الرغم من انضمام المزيد من الجمهوريين التقليديين في الأيام الأخيرة.