يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، لم يفوت يوماً متبقياً في إدارته التي تنتهي بحلول 20 يناير دون ملاحقة إيران، حيث قال أعلنت وزارة الخزامة حزمة عقوبات جديدة وصفها مسئول أمريكي حالي بـ"المفيدة" لإدارة بايدن المقبلة، وهي تصيغ سياساتها تجاه طهران.
وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى بيان إن واشنطن أدرجت على القائمة السوداء سبعة كيانات وفردين اثنين، فى عقوبات ترتبط بكيانات إيرانية تعمل فى مجال الشحن، فضلا عن عقوبات على كيانات إيرانية بسبب أنشطة ترتبط بنشر الأسلحة التقليدية.
وشملت العقوبات الجديدة قيود علي الإمبراطورية المالية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقال مسؤول أمريكي كبير مطلع على الأمر لصحيفة واشنطن فري بيكون إن المزيد من العقوبات قيد الإعداد ومن المرجح أن يتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة.
وقال المصدر إن هذه الإجراءات لا تهدف إلى عرقلة إدارة بايدن المقبلة، كما توقع البعض في وسائل الإعلام، لكنها تزودها بمجموعة من أوراق المساومة لتلعبها في الوقت الذي تسعى فيه لاستئناف المفاوضات مع طهران، حيث يعتقد مسؤولو ترامب أنه كلما زادت العقوبات الفردية التي ستستخدمها إدارة بايدن كوسيلة ضغط، كان ذلك أفضل.
وقال المسؤول: "إذا كان الناس ينتهكون العقوبات الأمريكية ، فينبغي أن تلاحقهم العقوبات"، وعن المزاعم بأن الإجراءات تهدف إلى جعل الدبلوماسية أكثر صعوبة للإدارة المقبلة، وقال: "لا نعتقد أننا نقيد أيدي إدارة بايدن".
وتقول إدارة ترامب إن عقوباتها تفسح المجال لإدارة بايدن لإعادة الانخراط في الدبلوماسية وأنه بينما تواصل إيران دعمها للجماعات الإرهابية الإقليمية وتتقدم بتخصيب اليورانيوم فإن القرارات التي تتخذها الإدارة الخالية المنتهية ولايتها يمكن أن تساعد الإدارة القادمة في التراجع عن العديد من هذه الإجراءات إذا كانت قادرة على إقناع إيران بتقليص أنشطتها النووية وإعادة الالتزام بالوعود التي قطعتها بموجب الاتفاقية النووية لعام 2015.
وقال المسؤول إن عقوبات اللحظة الأخيرة ليس سوى أداة واحدة للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات وهو ما كانت تهدف له إدارة ترامب حيث كانت تعمل إيران على التفاوض على اتفاق نووي مجدد.
وفقًا لوزارة الخارجية تم تنفيذ أربع جولات من العقوبات على إيران في الشهر الماضي فقط استهدفت ما لا يقل عن 35 فردًا وكيانًا مرتبطين بدعم إيران للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والانتشار النووي وأنشطة خبيثة أخرى، واستهدفت أحدث العقوبات اثنتين من أبرز التكتلات الإيرانية ، وكلاهما يسيطر عليه خامنئي ويستخدمان كصندوق له ولقيادته العليا.
ومن خلال العقوبات، يمكن للولايات المتحدة أن تضغط على إيران لتقديم تنازلات جدية - وهو هدف يتقاسمه جو بايدن وفريقه للسياسة الخارجية، وقال المسؤول الأمريكي الحالي "هذا لا يقيّد أيديهم ولا يحاصرهم. إنه يمنحهم أوراق للعب .. نعتقد أننا في الواقع نساعد إدارة مستقبلية"
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لصحيفة "فري بيكون" إن العقوبات الجديدة "تهدف إلى حرمان النظام من الأموال والموارد اللازمة لتمويل أنشطته الخبيثة"، وأضاف: "إن تخفيف العقوبات وإعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية الكاملة مع الولايات المتحدة والتعاون الاقتصادي الأمريكي لا يمكن أن يبدأ إلا عندما نرى أن النظام جاد في تغيير سلوكه وإنهاء أنشطته العدوانية والتخريبية في المنطقة تجبر عقوباتنا إيران على الاختيار بين وقف سياساتها المزعزعة للاستقرار أو مواجهة ضغط اقتصادي أكبر وعزلة ، وزيادة معارضة شعبها".
بدورها، قالت مجلة فورين بوليسي إن دفع الإدارة في اللحظة الأخيرة للسياسة الخارجية يتعلق بـ "القتال مع إدارة بايدن القادمة"، ومع ذلك أقر التقرير بأن الإجراءات لن تمنع الرئيس المنتخب جو بايدن من التراجع عن سياسات الرئيس دونالد ترامب الخارجية.
وقال جوناثان شانزر المسؤول السابق في وزارة الخزانة وخبير العقوبات ، إن إدارة بايدن لن ترغب في رفع جميع العقوبات عن إيران على الفور، وأضاف: "محاولة إنكار أن إيران تدعم الإرهاب أمر غير منطقي من الصعب إثبات أنهم ليسوا كذلك".
وأضاف شانزر نائب الرئيس للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "من الصعب إنكار أن إيران متورطة في دعم مجموعات إرهابية مختلفة".