كشف الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن عن خطته لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية باقتراح حزمة إنقاذ بقيمة 1.9 تريليون دولار، فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز أنه يوضح نوع المساعدات الكاسحة التى طالب الديمقراطيون بها على مدار أشهر، وتشير إلى تحول فى تعامل الحكومة الفيدرالية الأمريكية مع الوباء مع استعداد بايدن لتولى مهام منصبه.
وتشمل الحزمة أكثر من 400 مليار دولار لمكافحة وباء كورونا مباشرة، ومنها حوالى 50 مليار دولار للإسراع فى توزيع اللقاح و130 مليار دولار لإعادة الفتح الآمن لأغلب المدارس فى غضون 100 يوم.
وهناك 350 مليار دولار لمساعدة حكومات الولايات والحكومات المحلية لسد القصور فى الميزانية، بينما ستشمل الخطة شيكات مباشرة قيمتها 1400 دولار للأفراد، ليرتفع إجمالى ما يحصلون عليه بعد إقرار مساعدات الشهر الماضى إلى 2000 دولار، إلى جانب إعانات بطالة أكثر سخاءً، و دعم إجازة مدفوعة الأجر للعاملين، ودعم كبير لتكاليف رعاية الأطفال. وتضمنت الخطة زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا فى الساعة.
وكان بايدن قد قال فى خطاب للأمريكيين، الخميس، إنه خلال هذا الوباء، خسر ملايين الأمريكيين دون ذنب منهم، الكرامة والاحترام التى تأتى مع وظيفة وراتب، وهناك ألم حقيقى يطغى على الاقتصاد الحقيقي. واعترف بايدن بالثمن الباهظ، إلا أنه قال إن البلاد لا تستطيع أن تفعل أى شىء أقل من ذلك. وقال بايدن إن صحة الأمة على المحك، مضيفا أن ذلك لا يأتى بثمن بخس، لكن الفشل فى القيام بذلك سيكلفنا غاليا.
واتخذ بايدن إجراءات سريعة لتشكيل جدول الأعمال فى وقت أزمة وطنية وبعد يوم من مساءلة ترامب فى مجلس النواب. فى حين أنه يعكس التحول السياسى فى واشنطن مع سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس، فإن الدعم لبرنامج بايدن سيواجه على الفور تحديات ، بدءا من احتمال أن تؤدى محاكمة ترامب فى مجلس الشيوخ إلى تأخير تمريره.
ولم يتضح أيضا مدى سهولة تأمين بايدن لأصوات كافية لخطة بهذا الطموح والتكلفة، لاسيما فى مجلس الشيوخ. فصحيح أن فوز الديمقراطيين بمقعدى ولاية جورجيا فى انتخابات الإعادة قد منح حزب بايدن السيطرة على الشيوخ، إلا أنهم يتفوقون بالصوت الفاصل لنائبة الرئيس كامالا هاريس، التى تصبح بحكم منصبها رئيسة مجلس الشيوخ أيضا. وسيضطر باين لتعويض أى انشقاق من الديمقراطيين المعتدلين بأصوات الجمهوريين فى وقت تندر فيه الشراكة بين الحزبين.
وقال بايدن من جانبه إن أعضاء الكونجرس سيحتاجون للعمل معا من أجل صالح البلاد، وأن الوحدة ليست مجرد فكرة خيالية وإنما خطوة عملية من أجل إتمام الأمور كدولة، وإنجازها سويا.
وتقول نيويورك تايمز إن إعلان بايدن عن خطته الاقتصادية جاء فى لحظة عصيبة للولايات المتحدة مع استمرار ارتفاع إصابات كورونا، واستمرر تهميش ملايين من العاملين وفى ظل انقسامات حزبية تهدد بتمزيق أمريكا. وبعد أكثر من أسبوع على اقتحام مبنى الكابيتول فى جلسة التصديق على فوز بايدن، أصبحت واشنطن أشبه بمعسكر مسلح مع إقامة حواجز فولاذية عبر المدينة وانتشار قوات إنفاذ القانون المسلحة فى الشوارع.
وتوفى أكثر من 4200 شخص فى الولايات المتحدة بسبب وباء كورونا يوم الثلاثاء الماضى، فيما يمثل أعلى عدد يومى من الوفيات. وتزداد المخاوف من فقدان التعافى الاقتصادى مع تقدم نحو مليون شخص بطلب إعانة البطالة الأسبوع الماضى، وتراجع الوظائف ى ديسمبر، فيما يمثل أول تراجع منذ بدء التعافى فى مايو.
ويؤكد مسئولو بايدن على أنهم يسعون لتمرير الخطة سريعا، وسيتبعها حزمة تعافى أكبر تشمل أوليويات أخرى للديمقراطيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة