"اللى يشوف بلاوى الناس هتهون عليه بلوته" عبارة تتكرر كلما اشتدت علينا الأزمات ورأينا غيرنا فى مآزق أكبر مما وجدنا عليه حالنا.
"من 10سنين بابا وماما انفصلوا عن بعض ومن وقتها دا حالنا" هكذا بدأت وعد صاحبة الثالثة عشر من عمرها حكايتها هى وتوأمها شهد اللتان يعملان بورشة "استانلس" بحى "الجمالية" بالقاهرة والتى اضطرتهم الظروف على فعل ذلك بعدما انفصلا والديهم، فقررت الأم أن تأخذ"وعد" لتعيش معها والأب تزوج وأخد"شهد" لكن كانت تعانى من سوء معاملة زوجة أبيها وخدمتها وتسليط والدها عليها بالضرب والاهانة؛ ولكن بعد دخول الأب السجن لجأت" شهد" لأمها وتوأمها" وعد" بعد أن كادت لا تطيق العيش مع زوجة أبيها التى تخلو الرحمة من قلبها.
وتابعت حديثها "خدت اختى ونزلنا الشارع ندور على شغل علشان والدتى تعبانة ومريضة ومع كدة برضو هى بتدور على شغل مناسب لصحتها، أما انا واختى مسبناش شغلانة الا واشتغلنا لحد مجينا هنا فى ورشة الاستانلس والصراحة صاحب الورشة بيعاملنا أحسن من أبونا وأهلنا مشوفتش منه حاجة وحشة" .
واستكلمت حديثها" بصحى كل يوم الساعة٧ واصحى اختى وأخدها فى ايدى واكلم الأسطى بتاعى أخد منه المفتاح وافتح الورشة وأخد منه فلوس ونجيب فطار نفطر وبعدين نكمل شغلنا لحد الساعة ١٢ بليل، ولو انا خلصت قبل اختى مقدرش أمشى واسيبها لازم نمشى وايدينا فى ايد بعض.
أما عن أمنية"شهد" فهى لا تتمنى سوى أن الله يديم الصحة والعافية لوالدتها وتسترد صحتها، وأن لا يفرق عنها توأم روحها "شهد".
