يحتفل اليوم الكاتب والروائى الكبير سمير الفيل، بعيد ميلاده الـ70، إذ ولد فى 16 يناير عام 1951، وهو روائى وقاص ومسرحى، وكاتب أغانى مسرحية، كتب سمير الفيل الرواية والقصة القصيرة، رغم بدايته كشاعر، حيث مضى فى دائرة الشعر 30 عامًا، إلا أنه اتجه للسرد وأحدث فيه حضورا لافتا، يكاد يكون من أغزر أبناء جيله إنتاجاً، فبعد خمسة دواوين، أنجز ثلاث روايات و18 مجموعة قصصية.
كتب سمير الفيل الشعر فعرف فى محافظته دمياط كشاعر، وفى القاهرة عرف ككاتب قصة، خاض تجربة الصحافة لعقد من الزمن، لكنه الأدب أسره، ورغم تنوع أعماله وإنتاجه الأدبى، إلا أن عددا كبيرا من النقاد يصنفونه كـ كاتب أدب مقاومة، بل تصور البعض مشاركته فيها، كونه كان من أوائل من تبنوا كتابة المقاومة من خلال أول رواية "رجال وشظايا" لكنها لم تصدر إلا عام 1990.
نال جائزة الدولة التشجيعية عن القصة القصيرة عام 2016، ثم جائزة يوسف أبو رية عن اتحاد كتّاب مصر فى 2017، وحاليا يفاجئ الفيل الوسط الأدبى بثلاث مجموعات قصصية فى أقل من 6 أشهر، والآن هو مرشح فى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافة لأفضل مجموعة قصصية لعام 2020، فرع كبار الأدباء.
أعمال سمير الفيل كثيرة ومتعددة، وإنتاجه الأدبى منذ بدأ قبل نحو 50 عاما لم يخفت سحره، ظل أسيرا للأدب وظلت الكتابة أسيرته الأولى، وفى التقرير التالى نسلط الضوء على عددا من أعماله الأدبية الكثيرة، هي:
مكابدات الطفولة والصبا
مجموعة قصصية صدرت عام 2007، فى (مكابدات الطفولة والصبا) يبدو الراوئى "سمير الفيل" شديد الإخلاص لمواجعه، بل أكثر من ذلك، حكيماً مع الحياة، وفيلسوفاً إبدعه لا يكذب أقواله.
يضم الكتاب مجموع قصص قصيرة تقترب من واقع الطبقة الشعبية، كيف يعيشون، كيف يفكرون، ما هى أحلامهم، عن أى مستقبل يبحثون؟، ينطلق الراوى من تفاصيل صغيرة فى حياة أولئك الناس، ويتحدث بلسانهم، ويكشف عن همومهم، وربما يحلم معهم.
فى قصة "حكاية أم شريف والبيضة الذهب" نجد حكاية شعبية تامة فى منطقها ولغتها وبنيتها، أما اللغة فترتدى رداءاً تراثياً، مغلقاً سخرية شفيفة، وها نحن أمام أم شريف التى تملك دجاجة سوداء ضمن قطيعها الكبير، كانت تلك المرأة قد نالت ميراثها من أبيها، فاشترت مصاغاً، وتصادف أن هبطت لها الدجاجة السوداء مع استلامها للميراث، فارتبطت لديها بالبركة والخير.
هوا بحرى
مجموعة صدرت عام 2010، عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة تدور احداث معظمها فى وجه بحرى، فى المجموعة عوالم مترعة بالخيال بينما فى مجموعة «الأبواب» علاقات فانتازيا تعلو الواقع، غير أنها تعود لتسقط خطابها الفكرى عليه، وهكذا الكاتب مسكون دائما بالخيال، وعبر الواقع يتسع حدود هذا الخيال ويضيق حسب مسار الأحداث.
نتهجى الوطن فى النور
ديوان شعرى صدر عام 2000، تطور جديد فى شعر العامية يتخلق على ضفاف شاعرية الشاعر (سمير الفيل ) فى ديوانه ( نتهجى الوطن فى النور ) فى إضافة شعرية جديدة لحركة الشعر العامى فى مصر .
يدور الموضوع الشعرى عند ( سمير الفيل ) حول محور يمكن إيجاز القول فيه بأنه الجذور، ذلك أنه شاعر حكيم مولع بالتأصيل والامتداد فى التربة بعناد واصرار بحثا عن ( الجذور ) جذور بيئته الأثيرة (دمياط ) فى إطار البيئة الكبرى ( مصر ) بل بيئة الإنسان فى كل مكان.
شمال يمين
فى "شمال يمين" محاولة لمقاومة القهر اليومى، مرثية للحياة العسكرية بتحدياتها الظاهرة والخفية، منذ انخراط الجندى فى الحياة الخشنة يفقد جزءًا من ذاته الحرة المحلقة، هذا بالضبط ما حاول أن يقوله الراوى فى قصص المجموعة بعد 30 سنة عن تركه الخدمة.
فى مجموعة سمير الفيل "شمال يمين" الجندى فى هذه النصوص يتأمل العسكرية بحياد تام، وقد تحولت الأحلام إلى مجرد حطام، واشتعل الرأس شيبا، والروح بؤسا!، وقد تكون هذه المجموعة من الأعمال الأدبية العربية القليلة وربما النادرة التى تتناول الحياة العسكرية.
أتوبيس خط 77
أحدث إبداعات الكاتب سمير الفيل٬ المجموعة القصصية "أتوبيس خط ٧٧"، تتضمن المجموعة 12 نصا سرديا محكما٬ تعالج المشكلات الاجتماعية التى يتعرض لها المجتمع، فى قضايا تخص العلاقة بين الرجل والمرأة٬ كما تكشف تلك العلاقات الشخصية التى تسود الأوساط الشعبية، من خلال لغة متماسكة٬ وأحداث شيقة يتميز بها الكاتب.