"حنان وحب وعطف" جميعها مشاعر عاشتها معهما دون أن تشعر للحظة واحدة انها مصطنعة أو غير حقيقية، كانت تلمس أمومة والدتها عندما سهرت طول الليل بجانبها ويديهن متشابكتان ببعض ،عندما كانت تقلق وتحزم وتنصح، فكانت ايضا الفتاة المدللة لوالدها منذ طفولتها حتى التخرج من الجامعة وصولا لمركز مرموق فى أحدى الشركات الدولية وكاتبة روائية ايضا .
فى الفترة الأخيرة انتشر بشكل كبير كفالة الأيتام وتسهيل الإجراءات التى قامت بها وزارة التضامن الاجتماعى والشروط البسيطة للتبنى، ولكن فى عام 1994 لم تكن الفكرة منتشرة بشكل كبير ولكن للقدر رأى أخر فى حكاية أمنية وماما أمينة.
أمنية المشد تبلغ من العمر 26 عاما وهى الفترة التى قضتها فى بيت رحيم ، كان لقاؤها الأول مع أسرتها وهى عمرها 5 شهور فى إحدى دور الرعاية بالتضامن الاجتماعي، المسئولة عن كفالة الأيتام، ومن اللحظة الأولى كان نصيبها أن تعيش فى أحضانهم.
"الأم هى اللى ربت مش اللى ولدت وأمنية دى بنت قلبى وعمرى".. هذا ما قالته أمينة ياسين والدة أمنية.
وقالت لـ اليوم السابع: " أنا وبابا أمنية كنا متجوزين من سنة 73 ، وفضلنا 20 سنة من غير خلفة، وسافرنا أمريكا ورجعنا تانى، كنا بنروح دايما دور الايتام وذوى الإعاقة ونجيب لهم أكل ولبن وكل حاجة، وفى مرة شفت أمنية مع جدتها فى الدار وعرفت إن باباها ومامتها توفوا، وجدتها جابتها الدار عشان مكانتش هتقدر على خدمتها، أنا ومحسن زوجى الله يرحمه لعبنا معاها، وراحت مسكت صباعه، واتمسكت بيه جدا وهنا باباها اتأثر وعيط، وأنا كمان عيطت، وقلنا ساعتها إحنا عاوزينها خلاص، وتم كفالتها وعايشة معانا".
وأضافت" مكناش مصدقين نفسنا، إشترينا لها اللبن وفرشة الشعر وكل الحاجات اللى هى محتاجها و كنت حسا ساعتها انى بحلم ، وفرحانة جدا بوجودها معانا، و البيت كان كله فرحة وسعادة بوجودها".
وتابعت" أنا كرست حيات كلها لبنتى أمنية، مكنتش بدخل المطبخ وهى صاحية، مكنتش بشرب الشاى وهى صاحية كنت اخاف ليدلق عليها، كان بباها بيحضرلها الرضعة وكنا بنحميها سوى مكنتش بنام غير وايدى فى ايديها وماسكين بعض، لما كانت بتتعب مكناش بننام انا ولا بباها وكنا نفضل سهرانيين جمبها ونقيس حرارتها ونتابعها، عشان كدا بزعل جدا لما حد يقول إنها مش بنتى، أمنية دى بنتى انا ومحسن احنا اللى ربيناها سوى وعيشنا معاها أجمل سنين عمرنا، لما كانت تطلع رحلة كنا نراقبها من بعيد ونروح وراها عشان نطمن عليها وكان بباها بيشيلها دايما الشنطة ويوديها المدرسة".
وأنهت حديثها" امنية دى حياتى وحبيبة عمرى وبنت قلبى انا عايشة عشانها هى بس "
"ربنا سبحانه وتعالى قال كما ربيانى صغيرا مش كما ولدنى عشان كدا هما أهلى الحقيقيين"، هذه الآية الكريمة بدأت بها أمينة المشد حديثها معنا.
وأضافت: " بابا وماما هما اقرب حد ليا، وعلاقتى بيهم كويسة جدا، ومن صغرى وهما قايلين لى إن والدى ووالدتى توفوا وأنا عندى 5 شهور، وهما اتكفلوا بيا، ومع الوقت وعيت على ده وفهمته، ومكنتش بزعل لأنهم عمرهم ما حسسونى بفرق"
وتابعت: "أنا وبابا محسن الله يرحمه كنا قريبين جدا من بعض، وكانت علاقتنا غير تقليدية مش زى أي أب وبنته، كنت بحس إن علاقتى بيه أحسن من أصحابي اللي عايشين مع أهلهم، .. البنت غالبا بتخاف من باباها، لكن أنا كنت العكس.. ده كان أقرب حد ليا، وكان صديقي، وكان سندى فى الدنيا.. لما تعب كانت أكتر فترة صعبة مرت فى حياتى، واتاثرت نفسيا جدا بعد وفاته ".
واستطردت حديثها" فى حد قبل كدا قالى انتى عايشة فى الحرام، دى جملة صعبة جدا إنها تتقال لبنت فى مجتمعنا، أنا طبعا اتصدمت وعيطت كتير، ومكنتش بعرف أرد، بس بعدها رديت عليهم، وعرفت أكتر عن الكفالة ومعلومات دينية".
وتابعت" عمرى ما فكرت أدور على أهلي، لأنى عارفه أن بابا وماما ماتوا، ولو حد من العيلة ظهر مش هبقى مرحبة بالموضوع احتراما لمشاعر ناس كتير أوى، لأن ربنا قال كما ربيانى صغيرا مش كما ولدنى الموضوع فى التضحية والجهد المبذول مش فى الولادة والحمل 9 شهور".
وأنهت حديثها "الإنسانية والدين وكل حاجة بتدعم الكفالة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة، عشان كدا عاوزه أقول لبابا وماما، شكرا إنكم أنقذتونى وشكرا للى وصلتونى ليه، وربنا يرحم بابا ويطول فى عمر ماما ويخليها ليا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة