تمتلكان ملامح بريئة صافية وضحكات رقيقة خارجة من قلب نقى، لا يعرف الخبث، كما تجيدان الوقوف أمام الكاميرات، كما لو أنهما عارضتى أزياء بالفطرة، هما الشقيقتان، جودى و رودى، من ذوى الهمم، اللائى تحولن إلى "موديلز" لتصميمات والدتهما مروة موسي مصممة أزياء الأطفال.
رودى وجودى مع والدتهم مروة
تحدثت مروة موسى عن قصتها لـ" اليوم السابع"، قائلة :"أنا خريجة تربية نوعية، قسم تربيه فنية، وبشتغل مصممة أزياء للأطفال وأم لبنتين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مريت بصعوبات كتير أوى، بدايتها إنى أتجوزت وأنا فى الجامعة وولدت بنتي الكبيرة چودي وكانت مولودة وزنها كيلو إلاربع وقعدت فى الحضانة 40 يوما، ولاحظنا بعدها تأخرها فى النمو الحركي وإنها ذكية جداً وأتكلمت بدري جداً، لفيت بيها على دكاترة أطفال كتير، والكل أجمع أن ضعف جسمها أثر عليها، وأكتشفت إن عندها ضمور في خلايا الحركة ودى أكبر صدمة، خاصة لما الدكتور قال إن ملهاش علاج غير العلاج الطبيعي وإنها مش هتمشي غير بعد 7 سنين ويمكن ماتمشيش لو أهملنا فيها يوم واحد".
جودى بفستان أحمر
جودى بفستان من تصميم والدتها
وتابعت :" وبدأنا معاها مشوار العلاج الطبيعي يومياً وبعدها بـ 3 سنين خلفت بنتي التانية رودي وبعد شهر من ولادتها أخدناها لدكتور الأطفال وأول ماشافها بص فى الأرض وهز دماغه وقال ربنا يعوض عليكوا البنت متلازمة داون واعملوا التحليل ده عشان تتأكدوا، نزلت الكلمة زي الرصاص اللي قطع قلبي ولما نزلت من عند الدكتور، حسيت إنى مش شايفه قدامي وفضلت أبكي وأدعي ربنا إني يصبرني والحمد لله فوقت بسرعة من الصدمة، وربنا زرع حبها في قلبي لدرجة لاتوصف كنت ببص فى وشها كإني شايفة ملاك قدامي، لكن رجعت أتصدمت تاني لما عرفت إن عندها عيب خلقي فى القلب ومحتاجة تعمل عملية والحمدلله العملية نجحت ورجعت لحضني تانى".
جودى فى صورة
جودى ورودى فى صورة
وأضافت :" حبيت رودى وأيقنت إن ربنا له حكمة فى قضاؤه وإنه أكيد شايلى عوض جميل، بس كانت أكتر حاجة بتجرحني، نظرات الشفقة فى عيون الناس وكلامهم الجارح، و بدأت أقرأ كتير وأثقف نفسي وأعرف أي حاجه ممكن تساعدنى على تطور نموها الذهني وبدأت أدرس و أطبق ".
جودى ورودى
جودى
وعن بداية رحلة مروة مع تصميم ملابس الأطفال، قالت :"كانت دايماً بتقابلني مشكلة في شراء الملابس لأن بنتي الكبيرة مش بتعرف تمشي وكنت بضطر أشيلها دايماً وأنا بشتري لها اللبس، ده غير إنها نحيفة جداً، عشان كده مكنتش بلاقى مقاسها، بدأت أفكر فى تطوير هواية التفصيل، وأخدت ماكينة الخياطة بتاعت حماتى، وبدأت أعمل فساتين للبنات، واللى كانت بتعجب كل اللي يشوفها، وده شجعنى أطور من نفسى وأتفرج على فيديوهات لتصميم ملابس الأطفال لحد ما وصلت لمرحله كويسة ولقيت ناس بتطلب مني أعمل لولادهم زي ملابس ولادي، وكمان حمايا ربنا يبارك له أشترى لى ماكينة خياطة كبيرة".
رودى بتصميم أخر
رودى بتصميم كاجوال
وتابعت :" قررت أعمل براند خاص بيا، و طبعاً مريت بصعوبات كتير ومجهود نفسي وبدني غير عادي، غير كلام المحبطين، وصعوبة تسويق منتجاتى، خاصة إنى عايشة فى قرية بالمحلة، لكن صممت إني أثبت نفسى وكنت محتاجة موديلز يعرضوا ملابسى، فقررت إني أواجه ببناتي المجتمع وأخليهم هما اللي يعرضوا وأبين للمجتمع إني فرحانة بيهم جداً وراضية رضا تام بقضاء ربنا وإنهم ممكن يبقوا زي أي طفل طبيعي وأحسن كمان بمشيئة الله و الحمدلله كانت فاتحة خير عليا أتعرفت ونجحت بيهم".
رودى بزى أسود
رودى بفستان أحمر
وأكدت مروة أنها لم تقم بتدريب البنات على الوقوف أمام الكاميرا، بل هم من يحددون الوقفات واستعراض الملابس، حيث قالت :"مادربتش البنات خالص، رودى عندها 5 سنين بتقف لوحدها قدام الكاميرا وتبقى عايزة تتصور لكن بلاقى بعض الصعوبات فى تصوير جودى اللى عندها 8 سنين، بسبب صعوبة حركتها، لكن بحاول معاها، عشان نطلع صورة حلوة فى الأخر".
رودى بفستان أسود
رودى بفستان تايجر
وأنهت مروة حديثها معبرة عن حلمها حيث قالت :"مش بحمل هم المستقبل لكن أكيد عايزة ولادى يتعلموا تعليم كويس، ويدخلوا المجال اللى بيحبوه ونفسى شغلى يكبر أكتر ".
رودى بفستان من تصميم والدتها
رودى بملابس كاجوال من تصميم والدتها
رودى فى صورة أخرى
رودى وجودى فى صورة أخرى
رودى