منذ عام و4 شهور ولدت الطفلة عليا يوسف مصطفى، فى شارع الدقهلية، بمحافظة الإسماعيلية، لأسرة مكونة من الأب الذى يعمل سائقا باليومية، ووالدتها ربة منزل وشقيقتها المصابة بارتجاع فى المرىء، وفرحت الأسرة وجيرانها لقدوم المولودة التى كانت تتمتع بعيون زرقاء وفرح الأب والأم بجمال ابنتهما، ولكن حدثت المفاجأة على وجوه الذين احتفلوا بقدوم المولودة ذات العيون الزرقاء عندما حملها والدها للذهاب بها إلى المركز الطبى لتطعيمها عقب الولادة بحوالى 4 أيام، وكانت الصدمة قاسية على الأب عندما طلب منه مسئولو المركز الطبى بالكشف على عيون طفلته.
وما كان من الأب إلا أن ذهب إلى أحد أطباء العيون قبل عودته للمنزل، وصُعق الأب من كلام الطبيب الذى أخبره بأن ابنته كفيفة لا ترى بعيونها؛ بسبب وجود مياه زرقاء عليها، ومن هنا بدأت مأساة الأب وأسرته للبحث عن علاج لها.
يقول يوسف مصطفى، وعيناه تذرفان الدموع: أعمل سائقا باليومية، وعندما أتت طفلتى إلى الحياة احتفلنا كلنا بجمال البنت وعيونها ذات اللون الأزرق، وهنئونى جيرانى بقدوم الطفلة، ولكن سرعان ما تحولت السعادة إلى حزن عندما علمت من الأطباء بعد الكشف عقب ولادتها بـ4 أيام لإعطائها التطعيم المتبع إجراءه "بنتك مش طبيعية روح اكشف عليها عند دكتور عيون".
وأضاف الأب المكلوم: قبل عودتى للمنزل حملت ابنتى، وذهبت بها إلى طبيب عيون شهير فى الإسماعيلية وكلامه صعقنى وصدمنى، واسودت الدنيا فى وجهى عندما علمت أن ابنتى مصابة بمياه زرقاء على العين، وأنها كفيفة لا ترى.
وتابع والد الطفلة: حملت طفلتى وعدت بها إلى المنزل، وأخبرت زوجتى بما حدث رغم أن لدى طفلة أكبر منها مصابة بارتجاع فى المرىء، فصرخت من هول الصدمة، وبدأت رحلتى مع الأطباء وقمت بالكشف عليها عند أطباء عيون مشهورين، كما ذهبت بها إلى طبيبة متخصصة فى المياه الزرقاء للأطفال بالإسكندرية، ولكن دون جدوى.
وتابع والد الطفلة: نظرا لأننى سائق وأعمل باليومية تداينت من جميع أصدقائى حتى لا أشعر بالتقصير تجاه طفلتى، وتابعت مع طبيب رُشح لى فى القاهرة، وأنفقت ما يقرب من 25 ألف جنيه، ولم تشعر الطفلة بأى تحسن، وفى نهاية المطاف نصحنى أحد الأطباء المشهورين بزراعة قرنية أطفال لها ومثل هذه العمليات يتم إجراؤها فى بلاد الخارج.
وكشف يوسف مصطفى، أنه أجرى أكثر من عملية لعيون طفلته أملا فى أن ترى النور، ولكن فشلت جميعها، مطالبا والدموع تذرف من عينيه تبنى حالة طفلته والموافقة على سفرها إلى الخارج لإجراء عملية زرع قرنية لها، والنظر له بقلب الأب لإنقاذها، قائلا: "ندى بنت وطفلة وأمامها حياة".
وقالت آلاء على محمد، ربة منزل ووالدة الطفلة، أننا ذهبنا لأشهر الأطباء المتخصصين فى هذا المجال لإنقاذ طفلتى وزوجى باع كل ما يملك، وسافرنا لكل الأطباء فى الإسماعيلية والزقازيق والإسكندرية والقاهرة والجيزة، والجميع أجمعوا على أن طفلتى تحتاج عملية زرع قرنية فى الخارج، وغير ذلك لن يجدى نفعا".
وأضافت: "قلبى بيتقطع لما بشوف بنتى قدامى لا ترى وكفيفة ونفسى أشوف بنتى بتشوف زى كل الأطفال اللى فى سنها"، مناشدة المسئولين تبنّى حالة طفلتها وعلاجها فى الخارج لإجراء عملية زرع قرنية لها لأنهم لا يملكون أى مبالغ للسفر وتكاليف علاجها.
ومن جانبه قال مصدر بصحة الإسماعيلية، إن مثل هذه العمليات لا يتم إجراؤها فى الإسماعيلية، وإنما لها مراكز ومستشفيات متخصصة تتبع وزارة الصحة، ولا بد من عرض الحالة أولا على المراكز المتخصصة لزراعة القرنية التابعة لوزارة الصحة بالقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة