كشف معلمون بمدارس خاصة، استغناء مدارسهم عنهم، بعد توقف الدراسة فى المدارس وتحويلها إلى التعليم أون لاين، أو التعليم عن بعد، موضحين أن بعض المدارس تتعامل مع أعضاء هيئة التدريس بالمدة الزمنية، أى يتواجدوا فى المدارس ما دامت المدرسة فى حاجة إليهم ومنحهم إجازات دون رغبتهم فيها إذا ما رأت المدرسة أنه يمكن الاستغناء عنهم لفترة زمنية.
وقال حسين ع"، معلم بإحدى مدارس إدارة أكتوبر التعليمية، إن المدرسة قررت الاستغناء عن المشرفين ومدرسى الأنشطة خلال الأيام الماضية بعد تحويل الدراسة إلى أون لاين، مؤكدا أن المدرسة طلبت من المعلمين والمشرفين والاخصائيين بالحصول على إجازة لحين عودة الترم الثانى من العام الدراسى إذا كانت الدراسة ستعود من الأساس.
وأشار المعلم إلى أن المدارس بعضها يتعامل أو "تكيل بمكيالين" تسرع إلى تحصيل المصروفات من أولياء الأمور قبل حلول موعدها بل بعضها قررت هذا العام تحصيل المصروفات "كاش" خوفا من توقف الدراسة، فى المقابل يقرروا الاستغناء عن بعض المدرسين توفيرا للنفاق دون النظر أو مراعاة الجانب الأخلاقى فى عقد العمل.
وطالب بعض المعلمين، بأن تكون هناك ضوابط قوية من قبل وزارة التربية والتعليم تحكم العلاقة التعاقدية بين أعضاء هيئة التدريس وأصحاب المدارس الخاصة والدولية حفاظا على حقوق المعلمين، موضحين أن المعلم هو أساس نجاح أى منظومة تعليمية ويجب أن تحافظ الوزارة على كرامته وتضمن له كافة حقوقه.
واقترح بعض المعلمين الذين طالبوا عدم ذكر اسمائهم، بأن تكون هناك صيغة موحدة للعقود التى تبرم بين المعلم والمدرسة تنص على استمرارية عمله والحصول على حقوقه المالية سواء فى فترة الدراسة أو وقت توقفها لأسباب قهرية مثل وباء كورونا أو خلال إجازة نهاية العام الدراسى على أن يلتزم المعلم بكافة حقوقه تجاه المدرسة.
من جانبه أكد بدوى علام، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، أنه لا يجوز للمدرسة أن تستغنى عن المعلم طالما على قوتها، موضحا أن أعضاء هيئة التدريس فى المدارس الخاصة لهم كامل الحقوق وهم الجزء الأكبر والأهم فى نجاح منظومة التعليم الخاص.
وأوضح بدوى علام، أن المعلم فى المدرسة الخاصة يحرر له عقد عمل ويتم التأمين عليه وله كافة الامتيازات، موضحا أنه فى حالة طلب إجازة من حقه الحصول عليها لكن غير قانونى أن يتم منحه إجازة أو الاستغناء عنه لمجرد توقف الدراسة أو أى ظروف طارئة.
وعلى جانب آخر، قررت بعض المدارس الدولية بمنطقة فيصل منع الطلاب من الحصول على حصص التعليم عن بعد، حيث قررت إحدى المدارس الدولية غلق تطبيق الزوم الذى يتم من خلاله بث الفيديوهات والدروس التفاعلية للطلاب للضغط على أولياء الأمور من أجل سداد القسط الثانى من مصروفات العام الدراسى الجارى.
وقال أحد أولياء الأمور فضل عدم ذكر اسمه، أن لديه طفلين فى القسم الأمريكى بإحدى المدارس الدولية بمنطقة فيصل، وقام بدفع القسط الأول من المصروفات حسب تعليمات المدرسة ويمثل 80% من إجمالى المصروفات، والقسط الثانى لم يحل موعد استحقاقه، موضحا أنه وفق قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، آخر مهلة لسداد القسط الثانى 30 فبراير المقبل، ولم يتم الانتهاء من الترم الأول.
وأوضح ولى الأمر: رغم عدم انتهاء الفصل الدراسى الأول تم منع الطلاب من التعليم عن بعد والزوم بالمخالفة لقرار الوزارة، مشدد على أن المدرسة نبهت على أولياء الأمور بإجراء تقييم الطلاب أون لاين ومن ثم قد يحرم أى طالب من التقييم بسبب إصرار المدرسة على تحصيل المصروفات قبل موعد استحقاقها.
من جانبها أكدت مصادر مسئولة، بوزارة التربية والتعليم، أنه ليس من حق المدرسة الاستغناء عن أعضاء هيئة التدريس وما تقوم به المدارس مخالفة صريحة ويجب على المعلمين تقديم شكاوى للتحقيق فيها من قبل اللجان المختصة وفى حالة التأكد منها يتم توقيع عقوبات على المدارس، مشيرة إلى أن الوزارة تقوم بإعداد كتالوج جديد سيتم الإعلان عن تفاصيله يحكم العلاقة بين جميع الأطراف فى منظومة التعليم الخاص سواء المدرسة أو الطالب أو ولى أمره وأيضا المعلمين.
وأوضحت المصادر بالنسبة للمصروفات الدراسية والضغط على أولياء الأمور لسداد القسط الثانى ما تقوم به المدارس من غلق وحرمان الطلاب من التعليم عن بعد مخالفة وأسلوب غير تربوى وعلى ولى الأمر التقدم بشكوى للتحقيق فى الواقعة.