يخطط الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن لتغيير سريع فى شكل الحكومة الأمريكية بخطاب تنصيب ملهم، وحزمة تشريعية تستهدف التعافى من جائحة كورونا ومجموعة من القرارات التنفيذية التى تهدف لإرسال إشارة بوجود ابتعاد فورى عن فترة دونالد ترامب.
حيث قالت صحيفة واشنطن بوست إنه فى اليوم الذى يتولى فيه المنصب، الأربعاء المقبل يخطط بايدن لإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وإلغاء حظر دخول مواطنى بعض الدول الإسلامية لبلاده. كما سيوقع قرارا يمد القيود على إجلاء المنازل أو الحجز على الممتلكات المرهونة، ويطبق قرارا إلزاميا بارتداء الكمامة على المستوى الفيدرالى.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوات ستطلق ما أسمته بسباق الحكم الذى سيستمر 10 أيام ويشمل تحركات تنفيذية للمساعدة على إعادة فتح المدارس، وتوسيع اختبارات كورونا وتأسيس معايير أكثر وضوحا للصحة العامة. وقال رون كلين، رئيس موظفى البيت الأبيض القادم فى مذكرة، السبت، إن الرئيس المنتخب بايدن سيتخذ إجراءات، ليس فقط لوقف الأضرار الجسيمة لإدارة ترامب، ولكن أيضا لبدء دفع البلاد إلى الأمام.
كما ينوى بايدن فى أيام الأولى فى الحكم، بحسب الصحيفة أن يرسل للكونجرس عدد من المشروعات التشريعية، منها مشروع قانون كاسح للهجرة. وفى تصريحات الأسبوع الماضى، بدأ فى تحديد تشريع يعتبره الأكثر إلحاحا والذى يخص خطة إنقاذ اقتصادى بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وقال كلين، إن بايدن سيتخذ نحو 10 قرارات تنفيذية يوم الأربعاء المقبل، يوم التنصيب، وهو يوم عطلة فيدرالية يكرس عادة للاحتفالات أكثر من العمل الرئاسى. إلا أنه تم تخفيض الاحتفالات فى يوم التنصيب بسبب المخاوف الأمنية ووباء كورونا.
ويتركز قرارات اليوم الأول علة تخفيف وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية وتشمل مد قروض الطلاب لما بعد 31 يناير، كما يطلق بايدن تحدى 100 يوم كمامة، ويفرض إلزام ارتداء الكمامة فى الممتلكات الفيدرالية ووسائل النقل.
وتشير واشنطن بوست إلى أن الأجندة الافتتاحية لأى رئيس تقدم نافذة على أولوياته القصوى وتوضح الدلالات الأولى لأى بنود سيكون لها الأولوية فى هذه الأجندة. إلا أن قائمة بايدن الكاسحة وغير المعتادة تعكس ليس فقط التحديات الجمة التى يواجهها، وإنما توضح رغبته فى الخروج سريعا من ظل سلفه، وإغلاق فصل مظلم من التاريخ الأمريكى شابته المزاعم الزائفة بتزوير الانتخابات والتمرد فى الكابيتول الأمريكى وعزل ثان.
إلا أن بادين يواجه تحديات كبيرة لمحاولته لقلب الصفحة. فحفل تنصيبه يجرى أمام الحراس العسكريين فى ظل تهديد من المتطرفين الذين يرتكبون العنف. كما أن أغلب الجناح الغربى بالبيت الأبيض فارغ بسبب المخاوف الصحية التى سببها وباء كورونا. وكذلك فإن الحزب الجمهورى يرفض إلى حد كبير الاعتراف بأن بايدن فاز بالانتخابات بنزاهة ومن ثم يرفض شرعيته.
ويصارع المؤرخون للعثور على مشابه لما يواجهه بايدن من أزمة الصحة العامة التى تسببت فى أزمة اقتصادية وتصادمت مع أخرى اجتماعية. وقارن المؤرخ جوريس كيرانز جودوين هذا بمزيج مما واجه فرانكلين روزلفت أثناء الكساد الكبير وابراهام لينكولن أثناء الحرب الأهلية. وقال جودوين الذى أرخ لروزلفت ولينكلون بشكل واسع، إن بايدن يواجه أمرا هائلا. وقد أظهر التاريخ أنه عندما يكون هناك أزمات مثل هذه، فإن هذه فرصة للقادة لحشد موارد الحكومة الفيدرالية. فكل الرؤساء الذين نتذكرهم تعاملوا مع أزمة. وعندما تأتيك تلك الفرصة، يكون السؤال هل تصلح لهذه اللحظة.
وتتابع واشنطن بوست قائلة إن بايدن، الذى ظل عضوا فى مجلس الشيوخ لست فترات، ونائبا للرئيس لفترتين، وحضر حوالى 10 حفلات تنصيب، سيلقى لأول مرة خطاب التنصيب. وكان يعمل على هذا الخطاب خلال الأسابيع الماضية مع كاتب الخطابات فيناى ريدى، والذى يهدف إلى توجيه رسالة الوحدة فى عصر الانقسام.