تشهد الأوضاع في ليبيا تطورات متسارعة على الصعيد السياسى والاقتصادي خلال الساعات الماضية لعل أبرزها إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مساء الاثنين، تعيين يان كوبيش، مبعوثًا خاصًا له إلى ليبيا ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة هناك.
وأعرب جوتيريش عن امتنانه للقيادة الفائقة التي أظهرتها القائمة بأعمال رئيس البعثة ستيفاني وليامز في دفع العملية السياسية في ليبيا إلى الأمام، وفقًا لما جاء على الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة.
يذكر أن كوبيش كان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منذ عام 2019، وهو يتمتع بخبرة ممتدة لسنوات عديدة في مجال الدبلوماسية والسياسات الأمنية الخارجية والعلاقات الاقتصادية الدولية على الصعيد العالمي وفي وطنه سلوفاكيا، ومن المقرر أن يتولى كوبيش مهام منصبه بدءًا من فبراير المقبل.
وعمل كوبيش من قبل ممثلًا خاصًا للأمين العام ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق بين عامي 2015 و2018، ورئيسًا للبعثة الأممية في أفغانستان بين عامي 2011 و2015، بالإضافة إلى توليه منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لأوروبا في الفترة من 2009 إلى 2011، كما كان وزيرا لخارجية سلوفاكيا بين عامي 2006 و2009.
بدوره أعرب القيادي بمدينة مصراتة ورئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان الليبية محمد صوان عن رفضه لتعيين مبعوث أممي جديد لدى ليبيا.
وقال صوان في تدوينة له عبر "فيسبوك" إن الدفع باستلام المبعوث الجديد للأمم المتحدة لمهامه في ليبيا في هذا التوقيت الحساس الذي توشك فيه ستيفاني ويليامز على إنهاء المرحلة الأخيرة لمسار الحوار وتتويج جهودها الناجحة وجهود فريق الحوار الليبي هو أمر مثير للاستغراب والتساؤل، وقد ينسف مسار التسوية برمته ويعود إلى نقطة الصفر.
وأشار القيادى الإخوانى إلى أن الوصول إلى تسوية تخرج ليبيا من أزمتها وتضمن أمن واستقرار المنطقة أصبح ضرورة مُلحّة على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته إزاءها.
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي إلى المشاركة البناءة في التصويت على آلية الاختيار الخاصة بالسلطة التنفيذية الجديدة والمضي قدماً صوب الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر المقبل.
جاء ذلك في بيان منسوب إلى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، حول ليبيا، الإثنين، وزعته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأثنى جوتيريش وفق البيان على اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي لمناقشاتها البناءة خلال اجتماعها في جنيف في الفترة من 13 إلى 16 يناير الجارى، مشيدا على وجه الخصوص بالدور المهم الذي اضطلعت به المشاركات من النساء وأعضاء اللجنة من جنوب ليبيا للتوصل إلى توافق حول آلية مقترحة لاختيار السلطة التنفيذية، وذلك وفق خارطة الطريق التي تم اعتمادها في تونس في نوفمبر الماضي.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على دعم المنظمة الدولية للشعب الليبي في جهوده لتعزيز السلام والاستقرار.
وبدأت عملية التصويت من قبل أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة عصر الاثنين بإشراف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومن المتوقع أن تعلن البعثة نتيجة التصويت الثلاثاء.
إلى ذلك، رحب السفير البريطانى لدى ليبيا، نيكولاس هوبتون، بالتقدم الذي أحرزته اللجنة الاستشارية في ملتقى الحوار الوطني الليبى، وقال السفير البريطاني - في تغريدة له اليوم الأحد "أُرحب بالتقدم الذي أحرزته اللجنة الاستشارية في ملتقى الحوار الوطني" مؤكدا أنها "خطوة مهمة نحو تشكيل حكومة وطنية مُوّحدة، للتحضير للانتخابات في ليبيا في ديسمبر 2021".
كانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز قد أعلنت توصل اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسى الليبى إلى اتفاق حول آلية اختيار السلطة التنفيذية الموقتة.
وأوضحت وليامز أن آلية اختيار السلطة التنفيذية، تنص على أن يقوم كل مجمع انتخابي بتسمية ممثله للمجلس الرئاسي معتمدا على مبدأ التوافق 70%، وإذا تعذر ذلك يتم التوجه إلى تشكيل قوائم، كل واحدة مكونة من 4 أشخاص، وكل مرشح يحدد المنصب الذي يترشح إليه، ولكي يدخل المرشح قائمة التصويت في القاعة يجب أن يحصل على 17 تزكية، 8 من الغرب، و6 من الشرق، و3 من الجنوب، وتفوز القائمة التي تحصل على 60% من أصوات القاعة في الجولة الأولى، وإن لم تحصل أي من القوائم على هذه النسبة تتنافس في الجولة الثانية أعلى قائمتين وتفوز القائمة التي تحقق 50% + 1.