رغم ارتفاع سعر الذهب فى مصر خلال 2020 إلا أنه لم يفقد بريقه نهائية، ليظل الطلب على المعدن الأصفر مستمر رغم التراجع الملحوظ فى حركة المبيعات، إلا أن هناك محافظات بعينها لا يزال الطلب على الذهب يسير بشكل جيد.
وتتغير أذواق شراء الذهب وتختف من محافظة إلى أخرى بل تخلف فى كل محافظة بحسب المراكز، لذلك تلجأ مصانع الذهب إلى تنوع أشكال الذهب لتناسب مطالب المحافظات، خاصة وأن بعض محافظات الصعيد تحتاج أشكال ذهبية ذات أوزان أكبر لتناسب الاحتياجات هناك.
كشف ممدوح عبد الله، أحد منتجى الذهب، ارتفاع الطلب على الذهب ذات الأوزان الثقيلة فى مراكز وقرى بعض محافظات الصعيد نتيجة العادات والتقاليد هناك، مشيرا إلى استمرار تصدر عيار 21 حجم مبيعات الذهب فى الصعيد مقارنة بباقى الأعيرة، لكن عيار 18 قد يلقى قبولا فى عواصم المحافظات وليس فى القرى والمراكز فليس له قبول.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن عيار 18 يلقى قبولا فى الوجه البحرى خاصة الإسكندرية والمحافظات السياحية، لافتا إلى أن عام 2020 شهد ارتفاع فى الطلب على عيار 18 وذلك لأن الفارق السعرى بينه وبين عيار 21 قد يصل إلى 120 جنيها دون إضافة المصنعية.
وأوضح عبد الله، أن الطلب على الأوزان الذهبية الخفيفة شهد انتعاش خلال 2020 وذلك مع الارتفاع الكبير فى أسعار الذهب، لافتا إلى أن المصانع المنتجة أطلقت أوزان خفيفة ما بين 2 إلى 15 جرام، وذلك لتحريك مبيعات الذهب.
وأشار إلى أن نشاط بيع الذهب يختلف من محافظة إلى أخرى، كل محافظة له ذوق فى شراء الذهب خاصة فى محافظات الوجه القبلى، وأيضا محافظات الصعيد، فالمصانع تنتج أشكال مختلفة من الذهب لتواكب أذواق الجميع، مشيرا إلى ارتفاع الطلب على الذهب عيار 18 والأعيرة الأقل فى المحافظات التى تنشط فيها حركة السياحة.
وأغلق سعر الذهب الأسبوع الأخير من 2020 على ارتفاع ملحوظ على المستوى العالمى وكذلك فى السوق المصرى، حيث اقترب الذهب عالميا من مستويات مرتفعة هى الأعلى له تقريبا فى النصف الثانى من ديسمبر 2020، وكذلك فى السوق المصرى شهد الذهب ارتفاع بقيمة 7 جنيهات فى كل عيار من الأعيرة المختلفة فى سوق الصاغة.
هل يشهد سعر الذهب تغيرات ملحوظة فى الأسعار الأسبوع الأول من 2021؟ ويرد محسن فوزى أحد صناع الذهب، أن سعر الذهب سيواصل التذبذب بين الارتفاع والهبوط الأسبوع الأول من العام الجديد فى ظل مناخ عالمى متغير بصورة مستمرة، مشيرا إلى أن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا فى انجلترا، خلق حالة من الفزع فى الأسواق العالمية، الأمر الذى أدى إلى حدوث ارتفاعات كبيرة للذهب، لتقترب اونصة الذهب من كسر حاجز المقاومة عند 1900 دولار مع انتهاء عام 2020، لتسجل أونصة الذهب 1898 دولار، وهذا يعنى إمكانية استمرار ارتفاع الذهب، لأنه كلما نقترب أكثر من كسر حاجز المقاومة فإن الظروف تكون مناسبة للارتفاع، لكن كل هذا مرشح للتغير مع فتح التداول على الذهب الأسبوع المقبل.
وأشار فى تصريحات خاصة، إلى أن خطة التحفيز الأمريكية رغم أنها كان من المفترض أن تدفع الذهب إلى أن يشهد تغيرات عدة نحو الهبوط على الأقل ولو فترة محدود، إلا أنه بعد اقرار هذه الخطة لم نشهد إلا ارتفاع فى الذهب ليصل قرب نقطة المقاومة، لافتا إلى أن المستثمرين فى أسواق المعادن الثمينة يتأثرون بأى قرارات تتعلق بالاقتصاد الأمريكى، حتى طلبات التوظيف وطلبات إعانات البطالة إذا شهدت أى ارتفاع فإن ذلك يتم ترجمته من قبل المراقبين لسوق الذهب بأنه مؤشر اقتصادى سلبى، وهنا يتجه الجميع لشراء الذهب وهذا يؤدى إلى حدوث ارتفاعات فى أسعار المعدن الأصفر.
وعن وضع المبيعات فى سوق الذهب بمصر، أوضح أن سعر الذهب فى مصر بعد تسجيله مستويات كبيرة ومرتفعة، فإن المستهلك يعزف عن شراء الذهب لكن فترة الثلث الأخير من ديسمبر 2020 شهدت ارتفاع ملحوظ فى حركة المبيعات، وإذا قارنا وضع مبيعات الذهب هذا العام قياسا عن العام الماضى، فإن مبيعات الذهب سجلت تراجعات كبيرة خلال عام 2020، لأننا فقدنا شريحة كبيرة من المستهلكين، وكذلك عدم وجود حفلات زفاف أدى أيضًا إلى تراجع الطلب على الذهب.