"الثلاثة روحهم متعلقة ببعضهم".. هكذا وصفت قرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، واقعة وفاة أب ونجلته وحماته فى أقل من 9 ساعات بأزمات قلبية؛ ويتوافد الأهالى من القرية والقرى المجاورة لها لمواساة أبناء صبرى الحديدى فى وفاة والدهم وشقيقتهم وجدته فى نهار واحد، حيث ما زالت القرية تعيش حالة الحزن والصدمة فى نفس الوقت.
فداخل عزاء المتوفين التقى "اليوم السابع" بـ"محمد صبرى"، والذى قال: إننا ما زالنا فى حالة صدمة كبيرة ولا نقول غير أن هذا قضاء الله وراضين بقدره، موضحا أنهم فى حوالى الساعة 8 صباحا أثناء محاولة إيقاظ شقيقتهم رباب 33 سنة، لم تتحرك فظنوا أنها غيبوبة سكر نظرا لمرضها، فالاستغاثة بالأطباء لمحاولة إنقاذها لم يستجب لها أحد سوى طبيب كبير فى السن الذى رغم مرضه استجاب لاستغاثتهم، وبالكشف عليها تبين وفاتها، مضيفا أن شقيقتهم وهى تعيش معهم فى نفس المنزل هى ونجلها سعيد 14 سنة منذ انفصالها عن زوجها قبل 4 سنوات، كانت طيبة وتعيش فى حالها.
ويكمل: أما والدى صبرى الحديدى بالمعاش، كان عليه علامات الحزن ومنذ وقوع الخبر كان متماسكا ويشرف على مستلزمات تجهيز الجثمان والجنازة، وهو يقف بجوارى فى صلاة الجمعة ركع وسقط وكلنا ظننا أنه إغماء ولكن الصدمة أنه توفى، وانقسمت الجنازة لنصفين جزء لدفن الشقيقة وجزء يستغيث بالأطباء لعله يكون مازال حيا، ولكنهم خذلونا للمرة الثانية، وبنقله للمنزل لم تتحمل الجدة الموقف وسقطت هى الأخرى وسط المعزين.
وأضاف أحمد السيد خال المتوفى وابن عمة المتوفية، أن هذا يوم صعب، ما زالنا لا نستوعب الموقف، وأننا اليوم تسلمنا ثلاث شهادات وفيات، لافتا إلى أن الثلاثة كانوا مترابطين بعضهم البعض فهو منذ زوجه وهو يعيش مع الحاجة فى منزل واحد كانوا يتعاملون أمه ونجلها وليس حماة وزوجه ابنتها، كذلك رباب فهى طيبة ومحبوبة من الأسرة وكل أبناء القرية.
ويكمل أن القرية تحتاج إلى ضرورة وجود سيارة إسعاف لنقل أى حالة طارئة للمستشفى، موجه اللوم على الأطباء من أبناء القرية أنهم يرفضون الكشف على المرضى أو الانتقال إلى أى حالة طارئة.
ومن جانبه قال خالد العطار مفتش الصحة بالقرية، إنه بالكشف الطبى على المتوفين الثلاثة جاء سبب الوفاة اضطرابات فى ضربات القلب، وأنه صدرت شهادات الوفاة لهم، مؤكداً أنه عندما تلقى خبر وفاة الحاج صبرى لم يكن مصدقا أنه توفى إذا أنه حضر من أقل ساعة لاستلام تصريح الدفن، ثم جاءت وفاة الجدة ليكون شيئا لا يستوعبه العقل.
وأكد أننا أبناء القرية والتى عددها 37 ألف نسمة، بدون سيارة إسعاف، وأن الواقعة المؤلمة تستدعى وجود خدمات طيبة، معربا عن استيائهم من أطباء القرية الذين خذلوهم فى التحرك السريع للكشف على الحالات الثلاثة والذين توفوا واحد تلو الآخر .