مع مطلع العام الجديد واقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى التابع للحرس الثورى، قاسم سليمانى، فى 3 يناير 2020 خلال غارة أمريكية قرب مطار بغداد، اتخذ منحنى التوتر بين إيران والولايات المتحدة شكلا تصاعديا، إثر التهديدات الإعلامية المتبادلة، والتلويح الأمريكي بإمكانية توجيه ضربة عسكرية لطهران في المستقبل القريب إثر اتهامها بالتورط فى هجوم صاروخي على السفارة الأمريكية ببغداد قبل عدة أيام، وفى أحدث حلقات التصعيد رفعت البحرية الإيرانية مستويات التأهب فى الخليج العربى.
وبحسب مسئول أمريكى لم تذكر شبكة "سي إن إن" الأمريكية اسمه، فإن القوات البحرية الإيرانية رفعت جهوزيتها خلال اليومين المنصرمين في الخليج، مشيرا إلى أن طبيعة هذه التحركات غير واضحة.
وقال المسؤول الأمريكى المطلع على أحدث المعلومات الاستخباراتية "إن القوات الإيرانية رفعت مستويات استعدادها خلال الـ 48 ساعة الماضية، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت تحركات الإيرانيين "دفاعية" لأنهم يتوقعون هجوما أمريكيا محتملا، أو أنها إشارات إلى أن الإيرانيين يستعدون لعمليات في الخليج ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت المسؤول إلى أن أحد المؤشرات الرئيسية لذلك هو أن عددا من السفن العسكرية الإيرانية لم تعد في الميناء ولكنها في البحر.
يأتى ذلك فيما فيما قال مسؤول عسكري أمريكي كبير، الأسبوع الماضى، إن تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران عازمة على الانتقام بقوة لمقتل سليماني، واضاف القائد العسكري في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، بأن إيران تنوي توجيه (هجمات دقيقة) إلى الجيش الأمريكي والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وفى طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، السبت، إن "إيران سترد على أي اعتداء أمريكي، ولا يهمنا من سيكون حينها في البيت الأبيض وأي يوم من عمر إدارته".
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن تفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخلق التوتر في آخر أيامه بالسلطة خطأ استراتيجي في الحسابات، وقال: "يجب على الولايات المتحدة ألا تخطئ في حساباتها حول رد إيران".
وأمس كشفت إيران، عن توجيهها رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن أي ضربة محتملة على أراضيها.وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب زاده، إن طهران أبلغت واشنطن، عبر القنوات الدبلوماسية، بشأن عواقب أي مغامرة أمريكية، وأن تلك المغامرة تقع على عاتقها وهدد قائلا: "إيران تهدد برد ساحق على أي محاولة لتجاوز خطوطها الحمراء وتؤكد عدم تهاونها فيما يخص أمنها القومي".
ولم تغادر نبرة التصعيد والانتقام لمقتل سليمانى خطابات القادة العسكريين فى إيران، وقد أكد يحيى رحيم صفوي كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني ان "الانتقام لا يزال على أجندتنا ولا نسعى إلى التصعيد على المدى القصير".
وقال أن قوات بلاده ترصد كافة التحركات العسكرية الأمريكية وقواعد واشنطن في المنطقة إيران: نرصد كافة التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
كما أكد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إن إيران لن تتردد في الانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني، ومستعدة لمواجهة أي تحرك أمريكي ضدها في المنطقة.
يأتي هذا في وقت يستمر فيه التجاذب والجدال حول البرنامج النووي الإيراني، ففى غضون ذلك أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أكبر صالحى، ان بلاده ستبدا بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % في منشأة فردو قريبا، وقد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.
وقال صالحي في حوار مع التلفزيون الايراني بحسب قرار مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) نرغب فى البدء في التخصيب بنسبة 20٪ ، مضيفا "نحن بحاجة لتغيير اسطوانات غاز اليورانيوم، فاسطوانة غاز اليورانيوم الطبيعي متصلة الآن ونقوم بالتخصيب بنسبة 4٪. نحتاج الآن إلى توصيل أربعة 5% لنحصل على 20 %، يجب أن يكون هذا تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".