مع تبقى ساعات قليلة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل انتهاء فترته الرئاسية غدا الأربعاء، إلا أن تأثيره، سواء كان سلبا أو إيجابيا، سيظل يشكل السياسيات فى واشنطن وفى الولايات المتحدة لفترة ما بعد مغادرته.
وتقول صحيفة "يو إس إيه توداى" إن فترة ترامب شهدت الكثير من الأمور ما بين انتصارات تشريعية مبكرة وإصلاح هائل لبرنامج الضرائب الفيدرالية فى عام 2017، وحتى محاكمة العزل الثانية والتاريخية.
وسيغادر ترامب البيت الأبيض قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وهو الاحتفال الذى سيكون محدودا فى ظل وباء كورونا. وستظل أحداث اقتحام الكونجرس من قبل أنصار ترامب فى السادس من يناير يوم التصديق على فوز بايدن يلاحق الريس بعد مغادرته واشنطن فى ظل حالة من الغضب من الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين لدوره فيها.
وبشكل عام، فإن هناك خمسة مجالات غيرت فيها رئاسة ترامب الولايات المتحدة على النحو التالى.
لهجة أكثر صرامة فى السياسات
فبدءا من مزاعمه الخاطئة بأن المكسيك ترسل مغتصبين إلى الولايات المتحدة وحتى فعاليته الأخيرة قرب البيت الأبيض التى دفعت أنصاره لاقتحام الكابيتول، قلب ترامب الخطاب السياسى بطرق كثيرة ربما يكون الصعب عكسها.
فقد احتفى الأنصار بالطريقة التى عبر بها خطاب ترامب عن غضب الملايين من الأمريكيين وشعورهم بشأن الاتجاه الذى تسير فيه البلاد. بينما كان المعارضون يشعرون بالرعب من أن كلمات ترامب تستهدف على ما يبدو إحداث التقسيم وتشويه السمعة بدلا من توحيد الأمور التى مزقها الانقسام.
وتقول جينفير ميرشيكا، المؤرخة للسياسة الأمريكية وأستاذ مساعد فى جامعة تكساس، إن ترامب استفاد من الاستقطاب والإحباط والاضطراب الذى كان موجودا فى أمريكا واستخدام استراتيجيات الخطاب التى كانت تهدف لجعل كل هذه الأشياء السلبية أسوأ. وأضافت أنه لا يوجد شخص فى الخطاب الأمريكى كان لديه مثل هذه القوة الخطابية مثلما كان لترامب فى السنوات الخمس الماضية. لكن بعد حظره من مواقع السوشيال ميديا، أصبحت قوته الخطابية أقل من أى رئيس منذ ويليام هوارد تاف.
تغيير القضاء الفيدرالى
فعلى الرغم من أن هذا الأمر تم دون جدل، إلا أن نجاح الرئيس فى تعييم محافظين فى القضاء الفيدرالى ربما سيكون من أكثر انجازاته استمرارية، وهو الامر الذى سيكون له تداعياته على الرعاية الصحية والإجهاض وحقوق المثليين والأسلحة وغيرها من القضاسا التى لهمة أهمية لدى قطاع من الأمريكيين.
وكان الامر الأكثر بروزا المحكمة العليا حيق عين ترامب ثلاثة من القضاة المحافظين وهم نميل جورزتش وبريت كافانو وإيمى كومى اريت. وهو ما جعل اصواتا لمحافظين فى المحكمة 6 مقابل 3 ليبراليين، لتصبح أكثر ميلا للمحافظين لأول مرة منذ الثلاثينيات منا لقرن الماضى.
الهجرة وتغييرات الحدود
على الرغم من أن ترامب لم يقترب من إنهاء الجدار الحدودى الذى وعد بإقامته على مسافة 1000 ميل على الحدود الأمريكية المكسيكية، إلا أن أحدث تغييرات كبيرة فى سياسات الهجرة والتى سيكون من الصعب على خلفه المنتظر أن يغيرها.
فمع عدم قدرته على التوصل إلى اتفاق مع الكونجرس هو خطة الهجرة الواسعة، تحرك ترامب منفردا لتقليص برنامج طالبى اللجوء ومنع دخول المهاجرين من أمريكا الوسطى. وفرض ضغوطا دبلوماسية على المكسيك وأمريكا الوسطى لوقف تدفق المهاجرين منهم، وأعاد توجيه المليارات من التمويل العسكرى لإعادة بناء الحواجز على الحدود.
إعادة ترتيب التحالفات
فقد لخص ترامب سياسته الخارجية فى كلمتين "أمريكا أولا"، لكنه أثار خلافا حادا حول ما إذا كان تعامله مع الشئون العالمية سيعزز مصالح أمريكا أو سيقلل مكانتها. فقد تحدى ترامب الافتراضات المتعلقة بالنظام العالمى بعد الحرب العالمية الثانى، وضغط على الحلفاء القدامى وأعاد كتابة سياسية التجارية. وانتقد الدول الأوروبية لعدم مسماهمتها بشكل أكبر فى حلف الناتو، ورفض الالتزامات التى سبق وتحملتها واشنطن.
الاقتصاد.. النمو قبل الركود
فمن انبعاثات الفحم إلى رسوم حقائب الطيران، ذهب ترامب فى سباق لرفض الوائح ، والذى قال الخبراء أنه قد يسرع النمو الاقتصادى لكن يمكن أن يكون له آثار دائمة على البيئة وكذلك حماية المستهلك والعاملين الفيدراليين.
فشهدت رئاسة ترامب نمو الاقتصاد ثم ركوده بعد أن أغلقت جائحة كورونا الشركات وأضرت بصناعات مثل السفر والسياحة. واستمرت البطالة فى الانحفاض الذى بدأ خلال فترة الرئيس باراك أوباما، قبل أن يتسبب الوباء مجددا فى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل.