الإبداع ليس له حدود فالفن يدق أبواب الجميع من شتى الاتجاهات، وبطل قصتنا هنا شاب مبدع يقدم لوحاته بشكل مختلف تماماً عن الجميع ومميز للغاية وهو ما أوصله للفوز بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية فى إحدى المسابقات بلوحة رسمها بدون ريشة كما يفعل الجميع، ولكنه رسم لوحته المميزة لفتاة بالملامح الجنوبية بالمسامير والشنيور بشكل مختلف تماما، وهو الفنان المبدع إبراهيم أحمد ابن محافظة الأقصر والذى يتخصص فى رسم اللوحات بالمسامير بأشكال مختلف تماماً عن اللوحات التقليدية التى يقوم برسمها الجميع بورترية للأشخاص.
"اليوم السابع" التقى بالفنان المميز إبراهيم أحمد حسين جودة، الذى يقوم برسم لوحاته بالمسامير، والذى أكد أنه بدء فى العمل بالأشغال الفنية بالمسامير منذ عدة سنوات حتى حصد المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى عام 2018 بإحدى المسابقات الفنية للمراكز والفنون، ولا يزال يتقدم فى المسابقات المختلفة للحصول على دعم أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأكد الفنان إبراهيم أحمد حسين، لـ"اليوم السابع"، أنه فى بداية كل لوحه يقوم بعمل الرسم المطلوب بورترية لأشخاص وغيرها على لوحته الخشبية ويحدد مناسيب معينة لوضع المسامير عليها بالشنيور، وبعد وضع المسامير بالكامل على اللوحة يقوم بضبط المسامير بمنسوب محدد فى كل جزء من الصورة بالمفكات المخصصة للمسامير التى يستخدمها وهى "مسامير قلووظ" والتى تتيح له ضبطها بدرجات محددة حتى يصبح هناك تفاوت فى درجات المسامير فى اللوحات يشعر بها من يضع يديه عليها، وبعد نهاية عمل المناسيب داخل اللوحة يقوم بالدهانات بالألوان الزيتية ويدهن كل مسمار حتى تصل اللوحة للشكل النهائى بشكل صورة "3D".
وأوضح إبراهيم أحمد حسين جودة، الذى يقوم برسم لوحاته بالمسامير، أنه بداية فكرة اللوحات بالمسامير كان يجد الأجانب يقومون بعمل لوحات بالمسامير بأشكال مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعى، فقرر تعلم الفكرة وتنفيذها على لوحاته بالأشكال الفنية المصرية الأصيلة للفلاحين والمزارعين والشباب والفتيات، كما يقوم بتطوير الخردة وعمل مجسمات بالسلك والخردة ويقوم حالياً بثقل تلك الموهبة عبر تنفيذ عدة مجسمات صغيرة حتى يصل لمستوى مجسمات الخردة الكبيرة.
وقال الفنان إبراهيم أحمد، إن بداياته قبل رسم اللوحات بالمسامير عمل الجداريات والرسم على الحوائط والورق والبورتريهات وغيرها من الرسومات لوجود موهبة فطرية لديه فى الرسم، وكان يشجعه فى تلك الأمور والده الذى أتاح له الفرصة لرسم جداريات منزلهم، وبعد دخوله مجال الرسم بالمسامير شارك فى عدة مسابقات وحصل على المركز الأول فى الأشغال الفنية بمركز شباب طيبة، ثم شارك على مستوى الجمهورية وحصل على المركز الثانى، وقرر تطوير أعماله برسم لوحات لأصدقائه وجيرانه بالمسامير لثقل موهبته فى هذا الشأن، مؤكداً أنه يحلم خلال الفترة المقبلة بعمل ورشة متكاملة له لعمل لوحات بصورة أكبر بالمسامير للمشاركة فى كافة المعارض الفنية والمسابقات فى هذا الفن المختلف الذى لا يوجد الكثير يقوم به داخل مصر حالياً.