لا تزال تركيا تشهد حالة من القمع والانتهاكات الممنهجة ضد أبناء المعارضة والصحفيين، والتي وصلت إلى حد الاعتداءات والسحل والسجن، وذلك استمرارا لسياسة العداء التي تسير عليها أنقرة في ظل نظام أردوغان .
وكشف تقرير أعدته مؤسسة "ماعت" أن حكومة العدالة والتنمية سجلت نحو 40 خرقًا للمادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان الخاصة بحماية حرية الفكر والتعبير، فضلًا عن احتلال أنقرة للمرتبة الثانية فى انتهاك بنود مختلفة من المادة السادسة المتعلقة بحق المحاكمة العادلة بواقع 53 إدانة دولية، إضافة إلى 25655 مواطنًا تركيًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المشدد بتهم تتعلق بالإرهاب على خلفية انتمائهم للجماعة، و102 ألف عملية أمنية نظمتها وزارة الداخلية ضد أعضاء الجماعة، 76 منها عمليات كبيرة، و307 متوسطة، فيما نظمت القوات 99 ألف عملية بالقرى الريفية، و2900 عملية بالمدن الكبرى.
واضاف التقرير أنه يتعرض المعتقلون فى السجون التركية لشتى أنواع انتهاكات حقوق الإنسان من تعذيب، وسوء معاملة وتعمد إهمال الإجراءات الصحية، وغيرها من المخالفات القانونية المجردة من الإنسانية، وقد ارتفع عدد ضحايا المعتقلات التركية نتيجة للإهمال الصحى إلى 88 خلال عام 2020، كان من بينهم 20 مصابًا بفيروس كورونا. إضافة إلى 4 حالات توفوا بسبب أمراض أخرى فى السجون، وسجلت السجون التركية 1289 حالة تعذيب وسوء معاملة بحق المعتقلين خلال 2020، إضافة إلى الانتهاكات ضد المرأة فى تركيا.
https://www.youtube.com/watch?v=3W32BbNtgog&feature=emb_title
دعا رئيس سياسات القانون والعدالة بحزب الديمقراطية والتقدم التركي، مصطفى ينر أوغلو، كافة السياسيين للوقوف ضد الاعتداءات على السياسيين والصحفيين واستهدافهم في الفترة الأخيرة.
وقال مصطفى ينر أوغلو في تصريحات صحفية، نشرتها منصات تركية:"على الرغم من أنه من الصعب أن نلتقي على أرضية مشتركة، ولكن لنقف على الأقل ضد العنف".
وأكد ينر أوغلو على أن الديمقراطية تختنق تحت المناخ السياسي المستقطب الذي أوجده خطاب الكراهية، مشيرًا إلى أن الهجمات على نائب حزب المستقبل، سلجوق أوزداغ، وممثل صحيفة يني تشاغ أورهان أوغور أوغلو، حيث خرج رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، ليهاجم رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو وصحفيين جريدة قرار، أليف شاكر ويلديراى أوغور وطه أكيول.
وأشار ينر أوغلو إلى أن محاولة تحديد النظام العام بأساليب شبيهة بأساليب المافيا هي تحدي صريح للقانون، مؤكدًا أن حرية التعبير هي السبيل الوحيد لتنمية المجتمعات، وأن لغة الكراهية التي تعلن الجميع إرهابيون لا تحول هذا البلد فقط إلى صحراء من الأفكار، بل تتحول إلى ساحة من العنف ينتشر مع الوقت.
وانتقد الصحفي المعارض بجريدة "تي 24" التركية، أيدن إنغين، تعرض الصحفيين الأتراك إلى سلسلة من الاعتداءات الوحشية، مؤكدًا أن مسؤولية حماية الصحفيين تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة.
وقال إنغين :"عندما تتراخى الحكومة في مسؤولياتها، تكثر الاعتداءات على الصحفيين وتشتد التهديدات"
وأكد الكاتب المعارض أن الجهة المسؤولة عن حماية الصحفيين، أي الحكومة، تبادر إلى عرقلة عملهم والتشهير بهم وتهديدهم واعتقالهم، متابعًا كم صحفيًا تعرض لتصريحات مسيئة من مسؤولين في حزب العدالة والتنمية؟ وكم صحفيًا اعتقل لأنه نشر أخبارًا لا تعجب الحكومة.
وأوضح :" مؤسسات الدولة شريكًا في الحالة التي وصل إليها الإعلام التركي، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون مستمر بفرض عقوباته على وسائل إعلام المعارضة، بسبب خبر من هنا أو تعليق لضيف تستضيفه القنوات من هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة