تشير الدراسات إلى أن استخدام علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة يمكن أن تُخفف من الأعراض الحادة بالنسبة للحالات التى تعانى من مخاطر عالية جراء الإصابة بفيروس كورونا، ومع ذلك يقول مسئولو الصحة بولاية جورجيا الأمريكية إنه لم يتم استخدام ما يكفى من هذه العلاجات بالرغم من أنها متاحة لكنها لا تزال على الرف، وفقًا لشبكة (CNN) الأمريكية.
ووفقًا للأبحاث الحديثة فإن علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة تكون أكثر فاعلية إذا تم إعطاؤها فى غضون 10 أيام من اختبار فيروس كورونا الإيجابى، ومع ذلك يصعب تحقيق ذلك فى ظل نظام الرعاية الصحية الحالى الذى يتأخر فى إجراء الاختبارات والتشخيص.
من جانبه يقول سكوت ماكولى المدير التنفيذى للصيدلة بأحد مراكز الرعاية الصحية بولاية جورجيا إن إعطاء شخص ما علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة ليس بسيطًا مثل ابتلاع حبة دواء، نظرًا لكونها علاجات معدية أى يجب فصل المرضى الذين يخضعون لهذا العلاج عن غيرهم.
وقال مسئولو الصحة فى أمريكا العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة لم يستخدم بالشكل الكافى فى الشهور التى كانت متاحة فيها، موضحة أن التأخير كان فى الإدارة وليس فى الجرعات المتاحة منها، فعلى سبيل المثال، فى ولاية ميشيجان الأمريكية تم استخدام أقل من 10% من علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المتوفرة لمكافحة كورونا، وفقًا للدكتور ويليام فاليس، المدير الطبى بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية فى ميشيجان.
من جانبهم قال مسئولو الصحة فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية لشبكة (CNN) إن المرافق فى ولايتهم قد أدارت 8% فقط من مخزون الأجسام المضادة وحيدة النسيلة منذ 13 يناير الحالى، وذلك منذ أن حصلت تلك العلاجات على تصريح بالاستخدام فى حالات الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فى نوفمبر الماضى، لكن مع إطلاق إدارة بايدن استراتيجيتها الوطنية الخاصة للسيطرة على الوباء ليس من الواضح بالضبط عدد العلاجات بالأجسام المضادة الموزعة، والتى عالجت المرضى بالفعل، خاصة أنه لم يتم نشرها على الموقع الإلكترونى لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية (HHS).
وقالت (HHS) لشبكة CNN إن متوسط استخدام علاجات الأجسام المضادة التى تم التعاقد معها من شركة (Operation Warp Speed) بلغ 25% فى أوائل يناير الجارى، وقد ارتفع إلى 39% يوم الأربعاء الماضى.
من جانبه حث الجراح العام جيروم أدامز أنه لمرضى كورونا الحق بطلب العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة واستخدامها كوسيلة لتلقى العلاج بعيدًا عن المستشفى.
فيما قالت مولى ماكولى، المتحدثة باسم شركة الدواء الأمريكية العالمية (Eli Lilly)، إن الشركة ترى تحسنًا كبيرًا فى استخدام علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة أسبوعًا بعد الآخر، مشيرة إلى أن الشركة دخلت فى شراكة مع الحكومة لزيادة الوعى حول استخدام هذه العلاجات.
وقالت ألكسندرا بوى، المتحدثة باسم شركة صناعات الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية (Regeneron)، إنه كانت هناك تحديات تواجههم من حيث إدارة وتطبيق العلاجات بالأجسام المضادة أحادية النسيلة على المرضى، مضيفة: "لقد عمل فريقنا بجِد لتطوير واختبار هذا الدواء فى وقت قياسى، ومن الواضح أننا نحتاجه للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المرضى فى أسرع وقت ممكن".
وأكدت بوى أنهم تواصل مستمر مع قادة الحكومة الأمريكية من أجل توصيل تلك العلاجات إلى أكبر عدد من المواطنين للاستفادة منها، كما تسعى لتثقيف مقدمى الخدمة وزيادة الوعى لديهم بكيفية استخدام تلك العلاجات وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعى.