أصدر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أوامره للاستخبارات الأمريكية بإجراء مراجعة شاملة لدور روسيا في عملية قرصنة معقدة للغاية استهدفت شبكات الكمبيوتر الحكومية والشركات، إلى جانب ما وصفته المتحدثة باسمه جين ساكي بـ "تصرفات موسكو المتهورة والعدائية" على مستوى العالم وضد معارضيها داخل البلاد.
ونقلت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية - في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة - عن مسؤولي البيت الأبيض، قولهم إن بايدن يسعى في الوقت نفسه إلى تمديد لمدة خمس سنوات لآخر معاهدة أسلحة نووية متبقية بين البلدين، والتي تنتهي في غضون أسبوعين.
وذكرت الصحيفة أنه بينما كان بايدن يفضل تمديد معاهدة الأسلحة مع روسيا منذ فترة طويلة، إلا أنه كان هنالك جدلا دائرا بين كبار مساعديه حول مدة التمديد المناسبة.
ونسبت إلى مساعدي الرئيس الأمريكي، أن بايدن اختار المدة كاملة وفقا لشروط المعاهدة، ليتسنى له الوقت الكافي لمنع سباق التسلح النووي في وقت يتوقع الرئيس الجديد أن يكون في حالة منافسة شبه دائمة ومنخفضة المستوى ومواجهة مع موسكو حول العالم، وخاصة في الفضاء الإلكتروني.
ونقلت عن ساكي، قولها إن "هذا التمديد يصبح أكثر منطقية في وقت توتر العلاقات مع روسيا واتسامها بالعدائية كما هي الوضع في الوقت الراهن".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن التصريحات المزدوجة مجتمعةً توضح مدى تعقيد نهج بايدن المكون من خطوتين لاحتواء تصرفات نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال مساعدو بايدن إنهم لا يهتمون بـ "إعادة ضبط" العلاقات على النحو الذي حاوله الرئيس الأسبق باراك أوباما ووزيرة خارجيته آنذاك هيلاري كلينتون عشرات المرات منذ سنوات.
واستدركت قائلة إن هذا يضع بايدن في موقف حرج يتمثل في السعي إلى تمديد المعاهدة النووية - التي قال بوتين بالفعل إنه مستعد لتجديدها - بينما يناقش علنًا الحاجة إلى جعل روسيا تدفع ثمن عملية القرصنة، لافتة إلا أنه لن يكون أمام بايدن سوى القليل من البدائل، إذ أنه إذا قرر أحد الطرفين عدم تمديد المعاهدة، فسيكون لكلا البلدين كامل الحرية في نشر العديد من الأسلحة النووية كما يريدان اعتبارًا من 6 فبراير المقبل.
بيد أن مساعدي بايدن حذروا بشكل خاص من محدودية خياراته للانتقام رداً على الهجوم على "سلسلة التوريد" (تقنية تسلل مستخدمة للاختراق) للبرامج التي تستخدمها الحكومة والصناعة الخاصة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الأدلة المجمعة حتى الآن تشير إلى أن الروس استخدموا وصولهم السري بشكل أساسي لعملية التجسس - وهو أمر تشارك فيه جميع الدول وتقوم به الولايات المتحدة ضد روسيا طوال الوقت، ويكون غالبًا من خلال التلاعب بالبرامج.
وأفادت الصحيفة بأن بايدن أصدر قرارا أيضا إلى مديرة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز بتزويده بتقييم لجهود الكرملين لاستخدام سلاح كيميائي ضد السياسي المعارض البارز في روسيا ألكسي نافالني الذي نجا من الهجوم واعتقلته السلطات الروسية لدى وصوله إلى بلاده هذا الأسبوع.
كما طلب الرئيس الأمريكي الجديد من هاينز مراجعة المعلومات الاستخباراتية حول الأدلة التي تشير إلى تقديم روسيا "مكافأة" مقابل قتل القوات الأمريكية في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يؤيد إنكار بوتين بأن موسكو لها أي علاقة بالتأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016، وفي ديسمبر، اقترح ترامب أن الصين، وليس روسيا، ربما كانت وراء اختراق الأنظمة الحكومية، الأمر الذى اختلف معه فيه مسؤولو استخباراته في غضون أيام، وبقدر ما هو معروف، لم يفعل ترامب شيئًا للرد على القرصنة الروسية.وعلى العكس تماما، تعهد بايدن باتخاذ إجراءات للرد على القضايا السالف ذكرها.