واحد ممن كتبوا فى فروع الأدب المختلفة، وجمع بين الكتابة والنشر، هو الأديب الكبير الراحل عبد الحميد جودة السحار، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ47، إذ رحل عن عالمنا فى 22 يناير عام 1974، عن عمر يناهز 61 عاما، تاركا خلفه إرثا ثقافيا وأدبيا كبيرا، بجانب تأسيسه مكتبة مصر، التى كانت الناشر للعديد من الأدباء لعل أبرزهم الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ.
ومن بين أبرز ما ترك الأديب الراحل جودة السحار، مجموعته القصصة "فى الوظيفة" والتى صدرت المجموعة لأول مرة عام 1944، وهى مجموعة قصصية تناقش الروتين الحكومى والسلك الوظيفى فى مصر، بما يحمله من مختلف المبادئ والقيم، السلبية منها والإيجابية، وإن غلب عليها سلبية مقيتة مسيطرة على ذلك القطاع من الدولة.
لعل ما يميز نصوص المجموعة هى انها استطاعت أن تعبر عن حال الوظيفة فى الأجيال المختلفة، فرغم أن الكتاب نشر فى منتصف الأربعينيات، ولكن العجيب أنه مشابه جدا لوضعنا الحالي، فتغلب عليه المحسوبية والغش والخداع، وكأن منتصف الأربعينات هو القرن الـ21، الكاتب على دراية واسعة بما يكتب عنه، والأهم أنه على دراية بنفوس البشر وطبائع المصريين، فخرج الكتاب صادق، معبر عن المجتمع.
جودة السحار يتحدث منشغل طوال قصصه بالوظائف فى المصالح الحكومية، يتحدث عن الرياء الذى يسود الموظفين عند التعامل مع الرئيس المباشر، عن مدى الزيف الذى يكون عالق بهم، عن الفساد الادارى، عن الرشوة التى يأخذها الكثيرين فى مقابل إنجاز عمل أو مصلحة وغيره من هذى الأمور.
وعبد الحميد جودة السحار هو أديب وروائى وكاتب قصة وسيناريست مصرى من مواليد القاهرة فى 25 أبريل 1913 وتوفى فيها فى 22 يناير 1974، أسند إليه منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973، وهو أديب وروائى وقاص وسيناريست، له العديد من المؤلفات وما يقرب من 40 كتابا، متنوعا بين الرواية والقصة القصيرة والتاريخ الإسلامي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة