يحتفل الشعب المصري، خلال هذه الأيام، بعيد الشرطة التاسع والستون، وذلك تخليدًا لذكرى ملحمة الإسماعيلية في 25 يناير سنة 1952، عندما تصدى أبطال الشرطة للمحتل الإنجليزي، ودافع رجال الشرطة بشهامة وشجاعة عن الوطن، مما دفع الجنرال الإنجليزي "إكسهام" بإعطاء التحية العسكرية لجثث شهداء الواجب المصري لدى خروجهم من مبنى المحافظة بالإسماعيلية، ورغم مرور 69 سنة على الملحمة، إلا أن رجال الشرطة يقدمون ملاحم متواصلة دفاعًا عن الوطن، مقدمين الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية من أجل أن نعيش جميعنا في سلام وأمان.
الشهيد محمود أبو العز طالته يد الغدر قبل زفافه
الشهيد محمود أبو العز
الشهيد البطل محمود أبو العز، ضابط من طراز خاص، أفنى حياته في خدمة الوطن، حتى سقط شهيداً في سبيل الله، وكان الشهيد البطل تقدم لخطبة فتاة قبل استشهاده، وكان يجهز لعرسه إلا أن يد الغدر نالته قبل زفافه.
واستشهد البطل في مارس 2013، عقب اقتحام السجون وسرقة الأسلحة، حيث أنه استشهد بعد تلقيه بلاغا بسرقة بنك، فتوجه لتأمين البنك، وخلال عودته وجد شخصين قد سرقا سيارة تابعة لإحدى شركات الأدوية، وكانا يسعيان لسرقة مركز الكمبيوتر التابع لاحدى السفارات، وعندما رآهما نزل من سيارته وطلب منهما البطاقة والرخص، ليطلق أحدهما عليه النار.
وقالت والدة الشهيد في تصريحات سابقة لليوم السابع، الشهيد كان أصغر أبنائي، فقد مات والده وهو في الصف الثاني الإبتدائي، لذا كان قريباً لقلبي، وكان يهتم بإحضار هدية عيد الأم كل عام حتى استشهد وهو يؤدي واجبه المقدس.
ووجهت الأم حديثها لابنها البطل: "مفتقداك يا محمود..أعلم أنك في مكان أفضل..لكن روحك الطيبة المرحة مازالت تراودني، وغداً نلتقي ان شاء الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر".
الشهيد محمد عفت القاضي قصة بطل منع هروب السجناء
محمد عفت
لا أحد يستطيع ينسى الشهيد البطل المقدم محمد عفت القاضي، الذي استشهد في سبتمبر الماضي أثناء تصديه للسجناء حاولوا الهرب من سجون طرة في القاهرة، واستبسل حتى سقط شهيدًا.
وعمل البطل محمد عفت القاضى ضابطاً مباحث بسجن شديد الحراسة بطرة وهو خريج كلية الشرطة دفعة 2007 ، وكان يبلغ من العمر وقت استشهاده 34 عاماً متزوج ولديه طفلتين وله أخ وحيد حاصل على ماجستير حقوق وشهد أهالى منطقته بسمعته الطيبة وكرم أخلاق وتفانيه فى العمل.
وشهدت سجون طرة فى ضاحية المعادى بالقاهرة، حادثا مأسويا ، في سبتمبر الماضي، وقف خلفه عدد من العناصر الإرهابية المحكوم عليهم بالإعدام، الذين تسببوا في استشهاد ضابطين وفرد شرطة، بعدما تصدى الشهداء الأبطال لمحاولة هروب من قبل العناصر الإرهابية.
الإرهابيون الجبناء، استغلوا حسن معاملة الضباط لهم ونفذوا جريمتهم النكراء، ولم يتوقع الضباط غدر وخيانة الإرهابيين الذين نفذوا الحادث، حيث أن المتابع لملف وأوضاع السجناء في مصر مؤخراً، يتأكد أنه هناك تطور ضخم في هذا الملف، وترسيخ لاحترام قيم حقوق الإنسان وحسن معاملة السجناء، لا فرق في ذلك بين سجين "جنائي أو سياسي" فالكل سواسية في المعاملة.
العميد إمتياز إسحاق بطل ملحمة الواحات
العميد امتياز اسحاق
يزين اسم الشهيد البطل العميد امتياز إسحاق قوائم الشرف دومًا، هذا البطل الذي كان محبًا للجميع، فقد أفنى حياته في خدمة الوطن، وأدى رسالته الأمنية بإخلاص وأمانة حتى سقط شهيدًا وهو يؤدي واجبه في حادث الواحات.
الشهيد البطل الذي تمنى الشهادة، نالها وهو في عمله الذي كان يعشقه، خلال مواجهات دامية مع عناصر إرهابية، بطريق الواحات، يوم 20 أكتوبر 2017، والتى أسفرت عن استشهاد 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 15 من الإرهابيين، كان محبوباً بين زملائه، معروف عنه الشجاعة والتقدم في طليعة الصفوف للدفاع عن الوطن.
البطل الشهيد "إمتياز" كان محباً لفعل الخير، ينفق كثيراً من أموال على البسطاء، حتى تعلقت قلوب الناس به.
زوجة الشهيد سحر السيد أحمد زوجة، وجهت رسالة للإرهابيين الذين حرموها من زوجها، قائلة:"الإرهابيين ينطبق عليهم قول الله عز وجل " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا "، فبأى منطق يقتلون الناس وأى دين يحث على ذلك، مؤكدة ن وزارة الداخلية تبذل جهدًا كبيرًا فى محاربة الإرهاب ودحرهم، مشيرة إلى أنها فى الوقت نفسه ترعى مصالح أسر الشهداء، قائلة:"أنا متأكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لو شعر بأن أى أسرة من أسر الشهداء فى حاجة إلى أى شيء سيتحرك بنفسه لقضاء حاجتها.
"أسماء إبراهيم" قصة شهيدة حمت كنيسة بجسدها في الاسكندرية
عريف "أسماء" أو "صاحبة الابتسامة الدائمة، كما كانت تقلبها صديقاتها وزميلاتها في العمل، التي لم يمهلها القدر، أن تكمل تربية طفليها، ولم تكن تدرى عندما تحرك من منزلها فجراً أنها لن تعود مرة أخرى لترى رضيعها.
عرفت البطلة قبل استشهادها بين صديقاتها وزميلاتها بحبها للجميع، وعشقها لعملها، فوجهها لا تفارقه الابتسامة، ذات الوجه البشوش، كما تلقبها زميلتها، لا يعرف كثيرون أنها أم لطفلين "ساندى" و"رودينا".
"تمام يا افندم..حاضر" بصوتها القوى، كل صباح أثناء تواجدها بمكان خدمتها، لن يعد أحد يسمعها مرة أخرى، فقد غيبها الموت عن الجميع "الزملاء، والزوج، والأطفال".
تساؤلات عديدة، كانت تطلقها زميلات "العريف أسماء" على مسامعها، عن كيفية توفيقها بين زوجها وأطفالها ونجاحها في عملها، وكانت اجابتها المتكررة أنها تراعى الله فالجميع فيكتب لها النجاح في كل شىء.
العريف "أسماء" كانت تقف على بعد خطوات قليلة من العميدة نجوى الحجار أمام الباب الرئيسى لكنيسة المرقسية لتفتيش السيدات لدى دخولهن للكنيسة، ولا تدرى أن انتحارى جاء ليفجر نفسه ويحرمها من طفلتها التى لم تفطم بعد.
أشلاء "العريفة أسماء" جعل من الصعوبة بمكان أن يتعرف عليها أحد، نظراً لقربها من الانتحارى، حتى تعرف عليها زوجها من بقايا ملابساها.
الشهيدة "أمنية رشدي" قصة بطلها زفها أقاربها للقبر بدلًا من عرسها
امنية رشدي شهيدة الاسكندرية
لم تدري الشرطية "أمنية رشدي" أن الأقارب والأصدقاء سيوف يزفوها لقبرها لتنعم في جنات الخلد، بدلًا من زفافها على عريسها، حيث استشهدت البطلة بمحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بعدما منعت الانتحاري من الدخول للكنيسة لتضحي بنفسها.
"العروسة" كما كانت صديقاتها تناديها قبل الحادث، كانت تبلغ من العمر 25 عاماً وتستعد لشراء جهازها وأثاث منزلها الجديد قبل استشهادها، لتبدأ حياه جديدة مع زوجها ولكن القدر لم يشاء ذلك لتحتفل بزفافها فى الجنة وسط الشهداء وأعلى منازل السماء.
الجميع كان يحبها، فهي الفتاة الخجولة شديدة الاحترام، تعشق مساعدة الآخرين، لذا كانت رغبتها في الالتحاق بالشرطة، لتمد يد العون للجميع، تساعد هذا، وتقف بجوار ذلك، لتبقى فرحتها الوحيدة في رؤية الاخرين مجبورين الخاطر.
وصفتها والدتها بالـ"ملاك الطيب"، قائلة: كانت "أمنية" مثل الملاك الذي طالما ملأ الدنيا علينا فرحة وسعادة، فقد كانت بشوشة الوجه محبوبة لدى الجميع "الأقارب والأصدقاء والجيران"، فلا أحد يعرف "أمنية " ولا يحبها، ومنذ نعومة أظافرها كانت تضحى من أجل الآخرين.
ووجهت الأم رسالة لروح ابنتها الشهيدة قائلة: "واحشتيني جدا يا أمنية..نفسي أشوفك..أحضنك ..أضحك معاك"، لقد شرفتينا جميعاً، وتابعت الأم، وزارة الداخلية لا تترك أبنائها أبداً، حيث يتواصل معانا المسئولين باستمرار لتلبية كافة متطلباتنا.
الشهيد أبو الفضل عيسى..أسطورة التضحية في الصعيد
الشهيد أبو الفضل
يعد الشهيد البطل أبو الفضل محمد عيسى، من أشهر الشهداء الذين سطروا ملاحم بطولية في الصعيد، لما عرف عنه من قصص الشجاعة والتضحية والاستبسال في الدفاع عن الوطن، وبالرغم من كونه عريف بالشرطة، إلا أنه قدمًا نموذجًا للشرطي المخلص لعمله ولوطنه، وتصدى بشجاعة لخارجين عن القانون حتى سقط شهيدًا، تاركًا خلفه 4 فتيات في عمر الزهور، وسط مطالب بتخليد اسمه.
كان الشهيد "أبو الفضل" يخرج كل صباح من منزله بقريته "شطورة" شمال محافظة سوهاج، يوزع ابتسامات الأمل والتفاؤل على الجميع، فقد اعتاد الاستيقاظ مبكراً للذهاب لعمله بكمين سلامون قرب الوعاضلة بمدينة طما بنفس المحافظة.
"أبو الفضل محمد عيسى" الذى كان له من اسمه نصيباً، فقد كان صاحب فضل على الجميع، لا يترك واجب أبداً فى قريته، يشارك الأهالى الأحزان والأفراح.
لم يدرى الشرطى وهو يخرج من منزله بنجع الجنينه بقريته شطورة، ويودع زوجته وبناته الأربعة "أسماء، وصفاء، وإيمان، وزمزم" أنه لن يراهم مرة أخرى، وأن رصاصة الغدر تنتظره بالكمين الذى يعمل به.
الشرطى الشهيد تعامل بشهامة وشجاعة مع مهاجمى الكمين فى تسعينات القرن الماضى، وسطر ملحمة بطولية حتى سقط شهيداً فى سبيل الله، ليسجل اسمه ضمن قوائم الشرف.
وبالرغم من مرور سنوات على استشهاد الشرطي "أبو الفضل محمد عيسى"، إلا أن محافظة سوهاج لم تطلق اسمه على أى منشأة حكومية أو حتى شوارع القرى، ليتعلم الأجيال القادمة القصص البطولية والتضحية من هذا البطل، وسط مطالب متكررة من أهالى القرية لمحافظ سوهاج بسرعة تخليد اسم هذا الشهيد وإطلاق اسمه على أحد المنشآت الحكومية التى تكتظ بها القرية سواء من معاهد أزهرية أو مدارس ومساجد ومواقع شرطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة