يحتفظ الكثيرون منا ببعض الأشياء كتذكار لأحداث وذكريات جميلة ويبقى هذا التذكار عزيزاً علينا طوال حياتنا يذكرنا بما حققناه من نجاح أو بأشخاص ارتبطنا بهم أو مواقف نريد أن يبقى عبيرها وصورتها أمامنا طوال العمر، وقد تكون هذه الأشياء بسيطة لا تساوى قيمة مادية تذكر ولكنها غالية عند أصحابها تساوى الكثير، يحتفظون بها مع أغلى ما يملكون.
وكان نجوم الزمن الجميل يحتفظون بعدد من هذه الأشياء كتذكار فى صندوق ذكرياتهم يعودون إليها ويتأملونها فتذكرهم بالعديد من المواقف والذكريات فى بداياتهم وأيام كفاحهم ونجاحاتهم الأولى.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان "تذكار يعتزون به"، فتشت فيه فى صندوق عدد من النجوم لتشير إلى تذكار عزيز يحتفظ به كل منهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى طالما عهدناها فى أدوار الأم الطيبة الحنونة، حيث كانت أشهر وأبدع من جسد شخصية الأم على الشاشة ، بالرغم من أنها لم تنجب.
والغريب أن من أهم الأشياء التى ظلت الفنانة الكبيرة الوقورة تحتفظ بها طوال حياتها بدلة رقص ظهرت بها فى فيلم " الدفاع" الذى عرض عام 1935 ، وكانت تقوم فيه أمينة رزق بدور راقصة وقع فى غرامها جلال باشا المحامي الشهير ، مما تسبب فى غيرة عشيقها عباس الذي طلب منها أن تهجر الباشا وعرض عليها الزواج إلا أنها رفضت، فهددها بالقتل، ودخل جلال في هذه اللحظة ، وحدثت مشادة بين الباشا الذى جسد شخصيته يوسف وهبى وبين عباس وقام بدوره الفنان أنور وجدى لتنطلق صاصة تصيب الراقصة فتموت.
وعندما قامت أمينة رزق بتصوير مشهد استعراضى خارج الاستديو وهى ترتدى هذه البدلة كان الجو شديد البرودة ، وشعرت الفنانة الكبيرة بأن أطرافها تتجمد ، حتى كادت تصاب بالتهاب رئوى ، وظلت الفنانة الكبيرة تحتفظ ببدلة الرقص التى ارتدتها فى الفيلم طوال حياتها.