اختتمت اليوم الأحد، فعاليات دورة اللغة العربية لأئمة الأوقاف من مديريات القاهرة والجيزة والقليوبية، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على التدريب النوعي المستمر ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف وجامعة عين شمس ممثلة في كلية الآداب من خلال بروتوكول التعاون بين الوزارة والجامعة.
وفي المحاضرة الأولى التي ألقاها الدكتور محمد طارق المدرس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعنوان: "طول إلف المفردات اللغوية" أكد أن من عوامل التطور الدلالي طول الإلف للمفردة اللغوية، وخلع دلالات جديدة على بعض هذه المفردات ، موضحًا أن هناك عوامل مقصودة ومتعمدة كتلك التي تقوم بها المجامع اللغوية ، والهيئات العلمية عند وجود الحاجة إلى خلع دلالات جديدة على بعض الألفاظ التي تدعو إليها الاحتياجات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية مما يجد على الناس في حياتهم ، مشيرًا إلى أن هناك بعضًا من الكلمات التي تخالف ظاهرها معناها الحقيقي ، كما بين أن هناك عوامل غير مقصودة ، كالسياق المضلل ، وسوء الفهم ، واختصار العبارة ، وكثرة دوران الكلمة على ألسنة الناس ، وتطور الأصوات للكلمة ، متناولًا سيادته عددًا من الأمثلة بالشرح والتحليل.
وفي المحاضرة التي ألقاها الدكتور أحمد عبد الحميد عبد الحميد بعنوان: "حلول أسلوبية لمأزق الخطابة الوعظية" أكد أنه لا يتصور أن يتصدر إمام لإلقاء درس أو موعظة أو خطبة على مسامع الناس دون أن يكون ملمًا بقواعد اللغة العربية بجميع أدواتها من أساليب أدبية وبلاغية، وأن رأس مال الداعية لسانه ومظهره، فإذا تكلم ولحن في كلامه قل تأثيره في الناس، خاصة أهل العلم، مستدلًا بالأثر الوارد في ذلك حيث أراد أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) أن يُرسل كتابًا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فأمر كاتبَه فكتب، فلمّا وصل الكتابُ إلى عمر (رضي الله عنه) وإذا فيه: من أبو موسى الأشعري، فكتب إليه عمر (رضي الله عنه): "أن أدب كاتبك سوطًا"، لأن الصواب أن يكتب : (من أبي موسى).
كما بين أن استخدام الخطيب لأساليب (الإقناع والتأثير - الاستخدام الإبداعي للغة - التنويع الأسلوبي) يسهم في رقي بيانه بلاغيًّا وأسلوبيًّا ، مختتمًا حديثه بدراسة بعض النماذج الأسلوبية في الخطابة.
وكرمت كلية الآداب الأئمة المتدربين بحضور الدكتور مصطفى مرتضى عميد كلية الآداب جامعة عين شمس ، وأ.د/ رشا الديدي وكيل الكلية لشئون المجتمع والبيئة ، وأ.د/ هدى عطية المدرس بقسم اللغة العربية بالكلية ، والأستاذ/ سهيل حمزة أمين خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة عين شمس نائبًا عن أ.د/ هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع والبيئة.
وخلال حفل التكريم أشاد أ.د/ مصطفى مرتضى بالمستوى العلمي والثقافي للائمة ، موجهًا الشكر لوزارة الأوقاف المصرية والدكتور محمد مختار جمعة (وزير الأوقاف) على اختيار كلية الآداب لتكون ساحة لتدريب الأئمة المتميزين من وزارة الأوقاف وذلك لأول مرة في تاريخ الكلية ، مؤكدًا أن أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في تدريب هذه النخبة المتميزة من أئمة وزارة الأوقاف هم الأكفأ وأن اختيارهم تم بعناية فائقة للتدريس خلال هذه الدورة.
من جانبها أبدت أ.د/ رشا الديدي سعادتها بحضور وتشريف الأئمة لكلية الآداب ، مؤكدًة أن الدورة كانت ثرية ومفيدة لجميع الأطراف ، فالاندماج بين الكلية والسادة الأئمة خلق حالة رائعة ومزيجًا فريدًا من تبادل الثقافات المعرفية.