بعد مرور عامين من نجاح فريق مصرى أمريكى مشترك فى الكشف عن حفريات لديناصور فى نهاية العصر الطباشيرى كان يعيش فى الوادى الجديد قبل نحو 65 مليون سنة، أطلقوا عليه "منصوراصورس" نسبة إلى جامعة المنصورة والذى جرى الكشف عنه فى الواحات الداخلة أثناء رحلة استكشافية قام بها باحثون تابعون لمركز علوم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة برئاسة الدكتور هشام سلام، الحاصل على درجته العلمية فى مجال الحفريات الفقارية من جامعة أكسفورد بالتعاون مع فريق بحثى نسائى مُكوَّن من الدكتورة إيمان الداودى أول باحثة مصرية وعربية فى مجال الديناصورات، والدكتورة سناء السيد، والدكتورة سارة صابر من جامعتى المنصورة وأسيوط.
استطاع فريق بحثى بمركز الحفريات الفقارية بالجامعة برئاسة الدكتور جبيلى عبد المقصور مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة بالاشتراك مع الفريق العلمى بجامعة القاهرة برئاسة كل من الدكتور محمد قرنى عبد الجواد والدكتور وليد جمال كساب الاساتذة بقسم الجولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة من اكتشاف عظام لسلحفاء بحرية عملاقة بواحة الفرافرة بالوادى الجديد لأول مرة فى مصر يرجع تاريخها الجيولوجى لأكثر من 70 مليون سنة.
كما نجح فريق بحث علمى بقيادة الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس جامعة الوادى الجديد وأستاذ الحفريات والطبقات والدكتور جبيلى عبد المقصود أبو الخير أستاذ الحفريات الفقارية بكلية العلوم جامعة الوادى الجديد فى اكتشاف ديناصور ينتمى إلى عائلة تُسمَّى "تيتانورسوريا"، وهى نوع من الديناصورات النباتية طويلة العنق، التى كانت شائعة فى جميع أنحاء العالم خلال العصر الطباشيرى، تلك العائلة معروفة بكونها أكبر الحيوانات البرية التى عرفها العِلْم حتى الآن، إلا أن الديناصور المكتشف حديثاً يختلف عنها فى العديد من الخصائص حيث إن وزنه يعادل تقريباً وزن فيلٍ أفريقى، وهيكله يختلف عن هيكل الديناصورات الاعتيادية التى تنتمى لتلك العائلة.
وعن اكتشاف السلحفاه العملاقة يقول الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس جامعة الوادى الجديد إن هذا الاكتشاف يعد من أهم الاكتشافات العلمية للأحياء البحرية القديمة التى كانت تعيش داخل مياه البحر التيثى القديم بالصحراء فى نهاية العصر الكريتاسى، مؤكدا أن هذه المنطفة تحتوى على ترسيبات للبحر التيثى القديم " جد البحر المتوسط الحالى"، والذى امتد لمسافات كبيرة داخل الصحراء الغربية بمصر.
وأضاف رئيس جامعة الوادى الجديد إن أهمية الاكتشاف ترجع إلى أن تلك الكائنات كانت موجودة حتى نهاية العصر الطباشيرى ثم انقرضت بشكل مفاجئ هى وحوالى 95% من الكائنات التى كانت موجوده على سطح الأرض وبالتالى يفيد ذلك الكشف العلمى فى محاولة التعرف على الأسباب والتغيرات المناخية التى أدت لانقراض تلك الأحياء من على سطح الأرض.
وأكد الدكتور جبيلى عبد المقصود مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة فى تصريح لـ"اليوم السابع": أن هذه المنطقة التى تم فيها هذا الاكتشاف تحتوى على عدة دلائل تثبت أن هذه المنطقة كانت عبارة عن شاطئ قديم للبحر التيثى حيث يوجد بقايا لجذور وثمار نبات المانجروف الذى كان ينمو على هذا الشاطئ بالاضافة إلى وجود بقايا لسلاحف بحرية عملاقة كانت تعيش بالقرب منه ترافق العديد من الأحياء البحرية مثل الأسماك والسحالى البحرية العملاقة مثل البليسيوسورس والموزازورس والتى تربعت على قائمة السلسلة الغذائية فى هذا البحر العملاق حيث كانت من اشد المفترسات فتك بتلك المنطقة.
واضاف مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادى الجديد أن هذا الكشف هو الأول من نوعه على مستوى جمهورية مصر العربية وذو أهمية كبيرة جدا على مستوى قارة افريقيا وأن اكتشاف هذه السلاحف البحرية العملاقة لم يسجل إلا أعداد قليلة جدا على مستوى القارة الإفريقية، كما تصور هذه المنطقة شكل الحياة القديمة على شاطئ البحر التيثى القديم والذى امتد داخل الصحراء الغربية على شكل أخوار داخل اليابسة حيث المياه الهادئة والملائمة لمعيشة العديد من الأحياء البحرية مثل السلاحف، والتى كانت تميل للمعيشة بجوار الشاطئ وحول نباتات المانجروف حيث الغذاء الوفير والمياه الدافئة وايضا التوجه لرمال الشاطئ اثناء فترات وضع البيض.
وأوضح جبيلى أن المنطقة احتوت على العديد من الاصداف البحرية التى تجمعت بالقرب من الشاطئ بتلك المياة الهادئة والغذاء الوفير من أهمها أصداف الامونيت والتى كانت احد مصادر الغذاء للسحالى البحرية العملاقة، مشيرا إلى أن اكتشاف العديد من الحفائر الفقارية للعصر الطباشيرى" التى ترجع لأكثر من 70 مليون سنة" بالصحراء الغربية بمصر يساهم بشكل كبير فى حل الألغاز الكبيرة لشكل الحياه القديمة بقارة افريقيا خلال هذا العصر لندرة تلك الاكتشافات لتلك القارة والتى يطلق عليها القارة المفقودة لعدم معرفة أنواع أو أشكال الأحياء البحرية أو البرية التى عاشت بها وأن هذا الاكتشاف يظهر الأهمية العلمية للصحراء الغربية والتى تمثل أحد الفصول الهامة لقصة الحياة القديمة.
وترجع أهمية تلك الحفرية إلى أنها أول حفرية شبة كاملة يتم اكتشافها فى مصر وافريقيا لكائن زاحف بحرى عملاق وقد ضم الفريق محمد كامل محمد جيولوجى متخصص، واحمد عصام حلمى معيد بكلية العلوم قسم الجيولوجيا وحسناء أحمد محمد معيدة بقسم الجيولوجيا، وسارة محسن مساعد باحث بقسم الجولوجيا وعدد من طلاب قسم الجيولوجيا بكلية العلومة جامعة الوادى الجديد.