موجة من الانقسامات ضربت جماعة الإخوان الإرهابية منذ يوليو 2013 وحتى الآن، إحدى حلقات سلسلة الانشقاقات المتتالية التى تمر بها كل حين عبر تاريخها، يكشف عن حجم الصراعات والانقسامات داخل صفوف التنظيم الإرهابى، ما يكشف عن حالة الخداع التى يعيش فيها عناصر الإخوان الإرهابية.
وفى دراسة نشرها المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، جاء فيها إن الجماعة وصلت فى خلال السنوات السبع الماضية إلى أكبر انقسام هيكلى فى تاريخها، وما زالت قيادتها عاجزة عن لم شملها من جديد، أو طرح أى مشروع أو مبادرة جديدة للخروج من حالة الجمود التنظيمى الذى تعيشه.
وأضافت: "أثرت الانشقاقات الأخيرة بشدة على البنيان الهيكلى للحركة، والذى دخل فى حالة تشبه الموت السريرى/ الإكلينيكى، ومع هذا تتشبث قياداتها بالمقاربات التنظيمية القديمة التى اتبعتها لمواجهة ظاهرة المنشقين، وهو ما يفاقم الأزمة ويزيدها تعقيدًا".
وأوضحت الدراسة أنه لا يمكن الجزم بأن كل المنشقين عن جماعة الإخوان، قد فارقوا منهجها أو تخلوا عن الأفكار التى يعتنقونها، بل ما زال العديد منهم على قناعاته السابقة، وإيمانه بضرورة العمل الجماعى تحت شعارات الدعوة والتنظيم القديمة، وبالتالى فإن تخليهم بالكلية عن تلك الأفكار يظل بعيد المنال، نظرًا لعوامل عديدة منها سياقاتهم السيكولوجية وواقعهم السيسيولوجي.
وأكدت الدراسة أن "أزمة الآلية التى يمكن الحكم بها على تخلى الفرد عن انتمائه السابق لجماعة الإخوان تظل موجودة، وهو ما يُنعكس سلبًا على عمليات الخروج الجادة من التنظيم، والمراجعات الفكرية التى تُساهم فى تفكيك الأفكار المؤسسة التى قامت عليها الحركة".
وأشارت الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تستمر حالات الانشقاق التى تتم ضمن الموجة الحالية، وهو ما سيؤدى إلى خلق فجوة بنيوية وانقطاع لتسلسل اتصال الأجيال التنظيمية، وقد يؤدى هذا إلى اضمحلال التنظيم الإخوانى بشكل كامل، وعدم قدرته على إعادة ضخ دماء جديدة فى أوردته الواهنة.
واختتمت الدراسة أنه من غير المرجح أيضًا، أن تنجح قيادة الإخوان فى وقف نزيف الانشقاقات الذى أصاب الجسد الإخوانى، بل تظهر فى كل مناسبة وكأنها مصرة على اتباع نفس الطرق والميكانزيمات القديمة فى التعاطى مع مخالفيها، عبر الدعوة للصبر والثبات على المحنة ضمن سلسلة الرسائل التوجيهية، وهى نفس السردية التاريخية التى تتبعها القيادة فى مثل هذه الظروف، وعليه فمن الطبيعى بقاء الوضع على ما هو عليه خلال الفترة المقبلة، إذا بقيت المتغيرات الراهنة على حالها.
وتواجه جماعة الإخوان فشلا كبيرا داخليا وخارجيا على جميع الأصعدة خلال الفترة الحالية، بعدما تشهده من أزمات وانقسامات كبيرة فى صفوفها، إضافة إلى تستر قياداتها على الفساد، ورفض العديد من الدول لها ولمشروعها الإرهابى، وهو ما وضع الجماعة الإرهابية فى مأزق كبير فى تلك الفترة.
وفى تقرير أعدته مؤسسة ماعت، كشف أن مشروع الإخوان فى تمكنها بكل الدول فشل؛ لخداع وزيف قياداته الإرهابية التى أقنعت به قواعدهم، وهو ما ظهر حاليا بعد فشلهم فشل كبير لهم داخليا وخارجيا، وذلك بعد أن أظهرت تجربتهم فى مصر الوجه العنيف والإرهابى بعد سقوط حكمهم.
فيما قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق والخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان تشهد عدة أزمات داخلية، وهو ما أثر عليها بشكل كبير خلال تلك الفترة، ومنها حالة الانشقاقات والانقسامات الشديدة التى تشهدها الجماعة الإرهابية فى الآونة الأخيرة، وهو ما يؤكد أن الجماعة الإرهابية الآن فى حالة من الانهيار الداخلي.
وأضاف الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة الإرهابية لم تعد لها تأثير وأصبح إعلامها الإرهابى الذى يبث من الخارج يواجه أزمات عديدة تكشف عن حالة الانقسام داخل صفوق الجماعة الإرهابية، وهو ما سيظهر فى الفترة المقبلة.