عادت من جديد شعارات إسقاط النظام إلى تونس من جديد، حيث تشهد الأراضى التونسية، منذ منتصف الشهر الجاري مظاهرات في عدة مناطق من البلاد، تطالب بمزيد من العدالة الاجتماعية وإطلاق سراح محتجين اعتقلتهم الشرطة.
ومنذ ذلك الحين نشرت السلطات، وحدات من الجيش التونسى أمام مؤسسات الدولة، تحسبا لمحاولات اقتحام للمؤسسات العامة في البلاد.
لافتات بشعار إسقاط النظام
واندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة التونسية ومتظاهرين في مدينة سبيطلة الداخلية، وذلك بعد وفاة شاب أصيب بقنبلة مسيلة للدموع خلال مظاهرة جرت الأسبوع الماضي في هذه المدينة الواقعة بولاية القصرين.
وفرقت قوات الأمن متظاهرين في حي سبيطلة الداخلية التابعة لولاية القاصرين، الذي كان يقيم فيه المتظاهر القتيل مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
واليوم الثلاثاء، نفذ عدد من سكان حي التضامن، بالتنسيق مع ممثلين من المجتمع المدني مسيرة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأحداث الليلية الأخيرة خاصة الأطفال القصر، ورفع المتظاهرون، شعار إسقاط منظومة الحكم في البلاد، أمام البرلمان.
المظاهرات التونسية
وتزامنا مع انعقاد الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب والمخصصة، لمنح الثقة للشخصيات المقترحة في التحوير الوزاري المعلن عنه مؤخرا، شهد كامل محيط ساحة باردو، حضورا أمنيا مكثفا، حيث انتشرت عربات الأمن.
وطالب المحتجون الحكومة بضرورة تخصيص مجلس وزاري للاهتمام بمشاغل المنطقة منددين بما اعتبروه تهميشا ممنهجا يستهدف أكبر الأحياء الشعبية في تونس.
وندد المحتجون بتصريح القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام، بشأن حي التضامن واعتبروه مهينا في حق سكان الجهة، داعين حركة النهضة إلى تقديم الاعتذار على ما بدر من قياداته في حق سكان الحي.
قوات الشرطة التونسية
واتهم القيادي في حركة النهضة المتظاهرون بتلقي الأموال للمشاركة في التظاهرات، وقال رفيق عبد السلام "بدأ تحريك أذرع التنسيقيات في بعض الأحياء الشعبية في العاصمة مع استخدام المال.. بدأت تتحرك ماكينة الصفحات الداخلية لبث الفتنة والفوضى".
من جانبه قال الرئيس التونسي قيس سُعيد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي بقصر قرطاج: "الاحتجاجات هي نتيجة خيبة الأمل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تمّ إتباعها منذ عقود واستمرت بعد الثورة".
وقتل شاب يدعى هيكل الراشدي، إثر إصابته بقنبلة غاز من قبل قوات الأمن في المظاهرات، وأبلغت أسرة هيكل الراشدي وسائل إعلام محلية بأنه أُصيب بعبوة غاز مسيل للدموع بعد المشاركة في المظاهرات التي اندلعت هذا الشهر في ذكرى ثورة عام 2011.
التضامن تنتفض
وقالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية أن مكتب المدعي العام في القصرين، أكبر مدينة قرب سبيطلة، والتي تبعد نحو ثلاث ساعات إلى الجنوب من تونس العاصمة، أمر بتشريح الجثة لتحديد أسباب وفاة الراشدي.
وأضافت الوكالة أنه بعد ذيوع نبأ وفاته حاولت مجموعة من الشبان اقتحام مركز الشرطة في سبيطلة وإحراقه، مما أفضى إلى مزيد من الاشتباكات.
ومنعت السلطات المتظاهرين في احتجاج بالعاصمة التونسية يوم السبت من دخول شارعها الرئيسي، لكن المئات نظموا مسيرة إلى وسط المدينة مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
شاب يحمل الخبز في التظاهر
وكانت اشتباكات قد اندلعت في سبيطلة الأسبوع الماضي إثر ورود شائعات عن وفاة هذا الشاب الذي أكدت وسائل إعلام محلية وأقارب له أنه أصيب في 19 يناير الجاري بقنبلة مسيلة للدموع، ويومها نفت وزارة الداخلية وفاة الشاب، مشيرة إلى أنها فتحت تحقيقا لجلاء ملابسات إصابته.
ومنذ منتصف يناير خرجت مظاهرات في مدن تونسية عديدة للمطالبة بسياسة اجتماعية أكثر عدلا وبإطلاق سراح مئات المحتجين الذين اعتقلتهم الشرطة بعد الاشتباكات.
ودعت 28 منظمة غير حكومية إلى تنظيم مسيرات أمام البرلمان للتنديد خصوصا بـ"السياسة البوليسية" في التعامل مع الاحتجاجات.
مشاركة الشباب في التظاهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة