حالة من القلق تنتاب المملكة المتحدة بعدما كسرت وفيات وباء كورونا حاجز الـ100 ألف حالة، بحسب إحصاءات رسمية، وهي الحصيلة التي سيطرت علي التغطيات الصحفية للعديد من وسائل الإعلام البريطانية، وبمقدمتها "سكاى" و"بي بي سي".
وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على القصص الإنسانية التى تقف خلف الضحايا، مشيرة إلى أن كلاً منهم عاش وأحب بطريقة فريدة، وكان له آثر مختلف فى حياته وحياة الآخرين.
ومن بين قائمة الضحايا، تأتى آن فيتزجيرالد التى كانت تبلغ من العمر 65 عامًا وأم وزوجة وجارة وزميلة وصديقة وواحدة من 999 شخصًا في المملكة المتحدة ماتوا في ذلك اليوم بفيروس كورونا الجديد في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الموافق 7 أبريل، بعد أن أرسلت صورة لها من على السرير فى المستشفى وهي ترتدي قناع الأكسجين.
وكان زوجها توني يجلس في انتظار سماع أي اخبار جيدة عن صحة زوجته التي أحبها لمدة 47 عاما، وبعد فترة قصيرة تم إخبار توني بوفاتها وكان بجانب سريرها مرتديًا معدات الوقاية الشخصية، ولم يُسمح لأي زائر برؤيتها بينما كانت على قيد الحياة ، لكنها ذهبت الآن ويبدو أنها بخير - لأسباب لم يفهمها.
فى ذلك الوقت ، كان قليلون يتخيلون أن عدد القتلى في المملكة المتحدة يمكن أن يصل إلى 100 ألف، أو أي شيء قريب منه.
ان وزوجها توني
في ذلك الوقت ، كان عدد الوفيات في المملكة المتحدة قد وصل الى 10000 وقبل ثلاثة أسابيع، قال كبير المستشارين العلميين لحكومة المملكة المتحدة السير باتريك فالانس، إن تحديد الرقم النهائي بمقدار ضعف هذا المبلغ سيكون "نتيجة جيدة"، والآن بعد 10 أشهر زاد العدد الإجمالي للأشخاص الذين ماتوا في المملكة المتحدة في غضون 28 يومًا من تشخيص فيروس كورونا بمقدار عشرة أضعاف، بينما كانت الوفيات الزائدة في المملكة المتحدة في عام 2020 عند أعلى مستوى لها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث سجلت المملكة المتحدة أحد أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في العالم حتى الآن.
وبأى مقياس ، فإن 100 ألف هو رقم مدمر، أى ما يعادل تقريبًا جمهور ملعبين لكرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو عدد الأشخاص الذين يحضرون مهرجان القراءة كل عام.. وبالنسبة للعديد من الناس، سيكون من المستحيل فهم حجم الخسارة الهائل الذى ينقله الرقم.
ويقول السير ديفيد سبيجلهالتر، خبير الإحصاء بجامعة كامبريدج: "من الصعب جدًا تفسير الأرقام التي تحتوي على الكثير من الأصفار، ويمكن جعلها تبدو كبيرة أو صغيرة .. إذا قلت إن 100000 حالة وفاة تعادل معدل الوفيات الطبيعي لشهرين ، فقد لا يبدو الأمر بهذا السوء. إذا قلت إن هذا العدد يتجاوز جميع الوفيات المدنية [في المملكة المتحدة] في الحرب العالمية الثانية، لكن من الصعب نقل مثل هذا العدد الكبير من المآسي الفردية بشكل مناسب ".
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "الرقم الصادم"، متعهداً بمواصلة جهود تطعيم المواطنين باللقاحات بصورة سريعة لمواجهة فيروس كورونا، معلنا عن تطعيم أكثر من 6.5 مليون شخص حتى الآن.
وغرد جونسون على حسابه الرسمى بموقع "تويتر"، قائلا: " تتواصل جهود التطعيم لدينا مع أكثر من 6.5 مليون شخص تلقوا جرعتهم الأولى. معا سنهزم الفيروس وشكرا لكل من ساهم فى هذا الآنجاز الرائع".
وفاة 100 الف شخص في المملكة المتحدة
وأعلن جونسون افتتاح 32 مركزا للتطعيم ضد كورونا خلال الأسبوع الأخير، موضحا أن افتتاح هذه المراكز تعد خطوة فى مواجهة تفشى فيروس كورونا فى المملكة المتحدة، كما طالب جميع المواطنين بالإقبال على التطعيم باللقاحات حينما يتم دعوتهم للحصول على جرعة اللقاح.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تجاوز عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا حاجز 100 ألف شخص بأنها "إحصائية قاتمة".
وأعرب بوريس جونسون خلال كلمته عن أعمق التعازى فى وفاة هذه الحالات، وأنه "من الصعب حسبان الحزن المتضمن فى تلك الإحصائية القاتمة، وألفرصة الضائعة لتوديع" الكثير من الناس.
وتابع رئيس وزراء بريطانيا: ذلك يعتمد علينا نحن فى محاربة هذا المرض، وأن الحكومة ستراجع الإحصائيات الخاصة بعملية التلقيح قبل إعلان موعد إعادة فتح الأنشطة مرة أخرى بما فيها المدارس، وأن حكومته تفعل ما بوسعها لفعل ذلك فى أقرب فرصة.