لأول مرة في التاريخ، ولدت الطاقات المتجددة كهرباء أكثر من الوقود الأحفورى، وفقا لتأكيد مركز الأبحاث الأوروبى "إينيرجى إجورا" إمبر، فيما أشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أنه فى البيانات الخاصة بأوروبا خلال عام 2020، إنه يعتبر عاما تاريخيا وأحد أهداف الاتحاد الأوروبى فى طريقه لتقليل غازات الدفيئة بنسبة 55٪ بحلول عام 2030 وتحقيق المناخ الحياد بحلول عام 2050.
ويوضح التقرير، الذى كان يحلل القطاع منذ عام 2015، أن الطاقات المتجددة وصلت إلى 38٪ ، في حين أن الوقود الأحفورى ساعد في إنتاج 37٪، بشكل تدريجي، وتراهن أوروبا على مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، والتى ضاعفت استخدامها منذ إطلاق التقرير، فى المقابل، انخفض استخدام الفحم بنسبة 20٪، وهو ما يمثل 13٪ فقط من إجمالى الكهرباء.
وقال إجناثيو ماريل، أستاذ إلكترونيات "لا يمكن إمداد العالم باحتياجات الطاقة الكهربائية إلا بالطاقة الشمسية"، وأدى انخفاض استهلاك الكهرباء إلى دفع الطاقة المتجددة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل.
وبسبب الوباء وتدابير التقييد من قبل فيروس كورونا، خلال عام 2020، انخفض استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم. في أوروبا، وفقًا للبيانات، انخفض بنسبة 4٪، وذلك إلى جانب اتجاه نمو مصادر الطاقة المتجددة، هو ما أدى إلى الوصول إلى مثل هذه البيانات المهمة وتجاوز الوقود الأحفوري لأول مرة.
وتتناقض البيانات مع الأسابيع الأولى من عام 2021، حيث أدت موجة البرد إلى احتراق الغاز والفحم لاستكمال ذروة الإنتاج المحدودة للطاقة المتجددة.
وتأتى الزيادة في مصادر الطاقة المتجددة بشكل رئيسى من زيادة الطاقة الشمسية، بنسبة 15٪ وطاقة الرياح، مع ارتفاع بنسبة 9٪ خلال عام 2020.
وكانت البلدان التى شهدت أعلى معدل نمو هى هولندا والسويد وبلجيكا، على الرغم من أن أعلى النسب توجد في الدنمارك (61٪) وأيرلندا (35٪) وألمانيا (33٪) وإسبانيا (29٪).
في فئة أخرى هى الطاقة النووية، والتي لا تحسب على أنها طاقة متجددة أو وقود أحفورى، خلال عام 2020 ، انخفضت الطاقة النووية بنسبة 10٪، رغم أنها لا تزال المصدر الرئيسى للطاقة في دول مثل إسبانيا.
ويوضح التقرير أن الكهرباء في أوروبا في عام 2020 كانت تعتمد على الفحم بنسبة 29٪ أقل مما كانت عليه في عام 2015، وهو الانخفاض الذى سمح لمتوسط توليد الكهرباء فى أوروبا بتسجيل مستوى قياسى منخفض بلغ 226 جرامًا من ثانى أكسيد الكربون لكل كيلوواط / ساعة.
في 51 تيراواط / ساعة في عام 2020، تجاوز نمو الكهرباء القائمة على الرياح والطاقة الشمسية متوسط معدل النمو في السنوات العشر الماضية، حيث كان المتوسط 38 تيراوات ساعة. ومع ذلك، كما يوضح الدكتور باتريك جريشن، مدير اجورا: "لتحقيق 100 تيراواط / ساعة من الإضافة السنوية المطلوبة لحياد المناخ، نحتاج إلى مضاعفة مستوى عام 2020".
وكشف آخر تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن مصادر الطاقة المتجددة أسهمت بقرابة 90% من الزيادة في إجمالي قدرات الطاقة عالميا لعام 2020، وسوف تتسارع في عام 2021 لتسجل أسرع نمو لها في 6 سنوات، وقدرت حجم الإضافات الجديدة لقدرات الطاقة العام الماضي بنحو 200 جيجاوات، وتستفيد هذه الطاقات النظيفة لاسيما الرياح من الانخفاض المستمر في تكاليف التصنيع والتشغيل والصيانة بفضل التطور التكنولوجي.
وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن إجمالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية في طريقها لتجاوز الغاز الطبيعي في 2023 ثم الفحم في عام 2024، وتسيطر كل من أوروبا والصين مناصفة بواقع 5 شركات لكل جهة.