شهور من الشهد عاشها أهالي قرى مركزي بني مزار ومغاغة بمحافظة المنيا، بعد ظهور رجل توظيف أموال، حاز ثقة الجميع، وبات له مندوبين يجمعون له الأموال، للدرجة التي جعلته يستلم من الأهالي نحو مليار و500 مليون جنيه، قبل أن تبدأ أيام الدموع، ويكتشف الأهالي أن "مستر حسين" ليس أكثر من مستريح جديد، ضاعت على يديه أموالهم.
البداية كانت في قرية قفادة، التابعة لمركز بني مزار، بمحافظة المنيا، حيث ظهر شخص يدعي أنه يعمل في تجارة الرخام، وله شركاء من دولة الصين، ويستطيع دفع أرباح شهرية تصل إلى 30%، وبدأ المواطنون يودعون معه بشكل مباشر أموالهم تدريجياً، قبل أن يصبح الرجل الغامض، وله مندوبين حول المحافظة، يتسلمون الأموال من الأهالي، ويوقعون لهم على ضمانات مالية، ثم يسلمونها لمستر حسين بنسبة عمولة لهم، فضلاً عن أرباح الأموال التي ظلت تدفع بانتظام لشهور.
تخللت أيام الشهد مع مستر حسين، تفاصيل عدة، فهناك من باع منزله، وسكن بالإيجار من أجل إيداع ثمن المنزل عند "مستر حسين"، ومن قتل زوجته التي اعترضت على بيع منزلها من أجل تسليم الأموال له، وهناك أيضا من ترك سفره، ومن سحب أمواله من البنوك، ومن اقترض أموالاً من البنوك، ليوظفها معه، ويدفع قسط شهري بفائدة بسيطة، قياساً بتلك التي سيكسبها من توظيف الأمول، بعد أن أصبح لـ"مستر حسين" نحو ألف مندوب حول المحافظة، يأتون له بأموال الأهالي.
انتهت أيام الشهد مع مستر حسين، وبدأنا أيام الدموع رسميًا، فبعد أن توقفت عملية توزيع الأرباح الشهرية، واختفى في ظروف غامضة، ذهب المواطنون للمندوبين الذين استلموا منهم الأموال، وبدورهم بدأ المندوبون عملية البحث عن "مستر حسين"، حتى وجدوه في القاهرة، وأعادوه إلى قرية قفادة بالمنيا، وبدأوا معه حوارًا ينشره اليوم السابع بالفيديو، مفاده أن الأموال ضاعت، وأن الحقيقة الوحيدة غير المؤكدة، تتعلق بالرقم الضائع، حيث يظهر من خلال الفيديو، أن المندوبين يؤكدون لمستر حسين استلامه مليار و500 مليون جنيه، بينما يؤكد الأخير أن المبلغ مليار و200 مليون فقط، وفي شوارع القرية ينتظر المواطنون حلاً للكارثة التي حلت بهم، على أمل عودة أموالهم الضائعة.
مصدر بأحد البنوك، أكد أن الشهور الأخيرة في المنيا شهدت عمليات سحب أموال مودعة في بنوك المحافظة بشكل كبير، وعند سؤال المواطنين عن أسباب هذا السحب الجماعي، كانوا يؤكدون للموظفين أنها من أجل تشغيلها مع "مستر حسين" بأرباح أضعاف ما يدفعه البنك.
الوضع الآن في قرية قفادة بمحافظة المنيا ينبئ بكارثة محتملة، حيث إن المواطنين ينتظرون في شوارع القرية، ويرفضون تقديم بلاغات أملاً في إعادة أموالهم قبل القبض على مستر حسين وحبسه، بينما يحاول المندوبون الوصول لمكان الأموال، من أجل إعادتها للأهالي، بعدما بات الوضع بالنسبة لهم أكثر حرجًا وخطرًا من مستر حسين ذاته.