فى مشهد ربما نعتاد حدوثه فى مباريات كرة القدم والأحداث الكروية الكبرى، خاصة التى يكون منتخب مصر أو فريقى الأهلى والزمالك طرفا فيها، نرى الجماهير المصرية تلتف حول الشاشات فى المنازل والمقاهى والساحات المفتوحة، لتشجيع فريقها المفضل، لكن بطولة كأس العالم لكرة اليد، زادت من التفاف الجماهير، وأصبح للعبة جمهورا يتابعها ويشجعها بشغف.
وتقام خلال الأيام الجارية، بطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال، رقم 27 فى مصر، وهى أول بطولة لكرة اليد تضم 32 فريقاً بدلاً من 24، وهذه البطولة هى الثالثة التى تستضيفها أفريقيا والثانية التى تستضيفها مصر، وأول بطولة عالم تقام خارج أوروبا منذ عام 2015، واستطاع المنتخب المصرى أن يحقق المركز السابع، بعد خروجه بالأمس أمام حامل اللقب الدنمارك بالرميات الجزائية.
لكن بعيدا عن البطولة التى حققت نجاحا تنظيميا كبيرا، وجماهيريا رغم غياب الجمهور عن الصالات المغطاة، ما هى أصول اللعبة، وكيف عرفها العالم؟
بحسب منتدى كلية التربية الرياضية بجامعة تشرين السورية، ترجع فكرة لعب الكرة باليد إلى الإغريق، إذ تشير النقوش الأثرية، التى ترجع إلى 3000 عام قبل الميلاد، إلى أن بنات الملوك كن يلعبن الكرة بأيديهن مع وصيفاتهن، كما أن جدران المعابد والمقابر الفرعونية، تبرز الشباب فى مجموعات يتبادلون رمى الكرة بأيديهم.
أما كرة اليد بشكلها الحديث، فقد تطورت فى القرن التاسع عشر فى عدة دول، هى الدنمارك، وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا والسويد، ففى الدنمارك ابتكرها مدرس جمباز اسمه هولرجر نيلسين (Hollerger Nielsen)، فى نهاية القرن الماضي، وقدمها من خلال برنامج تدريبي، لتلاميذ مدارس بلدته أردروب (Ardrob)، عام 1848.
وفى السويد اقترح معلم تربية بدنية اسمه فالون (Fallon)، عام 1910، مجموعة قوانين تحكم لعبة كرة اليد، وهى لا تختلف كثيراً عن القواعد المتبعة حالياً.
أما الذين طوروا لعبة كرة اليد، فى صورتها الحديثة، فهم الألمان، إذ سمحوا للاعبين أن يركضوا بالكرة، بعد أن كانوا يتناولونها وقوفاً، وكان رائد هذا التطور أستاذ الجمباز الألمانى، ماكس هايتسر (Max Heizer)، الذى استخدمها كوسيلة لإحماء تلميذاته من لاعبات الجمباز، داخل الصالات المغطاة، والارتقاء بمستوى لياقتهن، ولم يعدها لعبة مستقلة أو قائمة بنفسها، وسرعان ما انتقلت هذه اللعبة الجديدة، إلى لاعبى كرة القدم، وممارسى ألعاب القوى، لما وجدوه فيها من إفادة، بعد ممارستهم لها كوسيلة للإحماء، وللتسلية بين فترات التدريب.
وفى عام 1928 عقد أول مؤتمر للاتحاد الدولى للهواة، وأقر قواعد اللعبة دولياً، وفى الدورة الأوليمبية ببرلين عام 1936، أدرجت كرة اليد ضمن برنامج الألعاب الأوليمبية، لكن اللجنة الأوليمبية الدولية ألغتها، إلا أنها عادت وأُدرجت كلعبة أوليمبية فى عام 1972، فتنافست الدول عليها مرة أخرى فى دورة ميونيخ الأوليمبية، فى ألمانيا بعد أن أصبح عدد لاعبى الفريق سبعة فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة