لليلة الرابعة على التوالي تصاعدت حدة الاحتجاجات في مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان على خلفية الاختناق الاقتصادى الذى يئن منه المواطنون خاصة في ظل الإغلاق الذى فرضته السلطات لمواجهة وباء كورونا ، وفى خضم أعمال العنف التي صاحبت الاحتجاجات احترق مبنى البلدية ونهبت محتوياته ليل أمس الخميس .
وقتل أيضا رجل خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين ضد قرار العزل العام الصارم، يأتي هذا في ظل أزمة اقتصادية خانقة في لبنان وسط هبوط حاد في قيمة الليرة وثقل الديون الخارجية في وقت لم تصل المساعدات الاقتصادية من المجتمع الدولى
فقد أقدم مجهولون على إحراق المبنى الأثري الذي يعود إلى العهد العثماني، بإلقاء قنابل حارقة "مولوتوف" ، وشهد المبنى عملية نهب وسرقة لمحتواياته، فيما جرى إحراق الدراجات النارية في مركز للشرطة بمنطقة قريبة
ذكرت وسائل إعلام محلية وشهود أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت أعيرة نارية، لدى محاولة المحتجين اقتحام مبنى بلدية طرابلس، وأصيب عشرات في الواقعة.
مبنى بلدية طرابلس
وقالت قوات الأمن في بيان، إنها أطلقت أعيرة نارية لتفريق مشاغبين أضرموا النار في غرفة الحراسة الخاصة بالمبنى، واقتلعوا بوابة، مشيرة إلى أن العنف "أسفر عن سقوط ضحية".
ويرجح مراقبون، أن تتسع رقعة الاحتجاجات في ظل الخطاب الاستفزازي واللامسؤول للمسؤولين والسياسيين المتحكمين في المشهد في غياب أي أفق لانفراجة في الوضع الحالى، حيث يشكل الانهيار المالي الذي هوت فيه قيمة العملة المحلية، أكبر خطر على استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية .
الحريرى: جريمة منظمة
من جانبه وصف سعد الحريرى ما حدث في مدينة طرابلس بالجريمة المنظمة منتقدا وقوفه متفرجاً على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت وتساءل الحريرى عما إذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف الى المدينة، فمن يفتح له الأبواب ، وفق صحيفة الأخبار اللبنانية، متهما الجيش بالتقصير قائلا إن الأجهزة الأمنية «يدها رخوة» على الزناد.. فبالرصاص الحي قضى ابن طرابلس عمر طيبة ذو ال(30 عاماً). التحقيقات الأولية تفيد بأن الرصاص أطلقه عناصر قوى الأمن الداخلي على محتجين قرب سرايا طرابلس.
وترى الصحيفة أنه على مدى أسبوع، تداخلت ثلاثة مشاهد في طرابلس لا يمكن فصل أحدها عن الآخر: احتجاجات شعبية على الإغلاق العام، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، والقوى السياسية، قررت استغلال الموقف لتسجيل النقاط بعضها على البعض الآخر...وصراع أجهزة أمنية داخلية وخارجية حيث لا يستبعد مسؤول أمني رفيع المستوى أن يكون جهاز أمني آخر مسؤولاً عن رمي القنابل اليدوية.
عون يدعو لفتح تحقيق
من جانبه دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى التحقيق في ملابسات أحداث مدينة طرابلس، والتشدد في ملاحقة المتورطين وعرض عون مع وزيرة الدفاع زينة عكر الأوضاع الأمنية في البلاد عموما وفي طرابلس خصوصا بعد أعمال الشغب التي حصلت ليل أمس وأدت إلى إحراق مبنى بلدية طرابلس وتخريب مقرات ومنشآت رسمية وتربوية وأهلية.
ودعا عون خلال لقاء عكر للتحقيق في ملابسات ما جرى في طرابلس، والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين وقاموا بأعمال تخريبية لاقت استنكارا واسعا من الجميع ولا سيما من أبناء المدينة وفعالياتها.
حظر "كورونا"
وفرضت الحكومة حظر التجول على مدار اليوم في وقت سابق هذا الشهر، فى محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثرمن 2500 شخص فى لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة