فيديو وصور.. مأساة تدمى القلوب.. قصة كفاح عم سعيد عامل الأوقاف بالبحيرة.. يعول 4 أشقاء معاقين طوال 30 عاما

"أنا مش عايز حاجة من الدنيا إلا إنى أشوف أخواتى العجزة بخير.. ونفسى حد يساعدنى فى خدمتهم".. بهذه الكلمات الموجعة التى تدمى القلوب يمكن تلخيص معاناة عم سعيد عقيلة، الذى يعمل عاملا بأحد المساجد بقرية حسن خير بالبحيرة، ويعول 4 من أشقائه المعاقين عقليا وجسديا منذ أكثر من 30عاما.

"اليوم السابع" اقترب من هذا المشهد المأساوي لرصد تفاصيله المختلفة .

فى البداية يروى لنا سعيد عقيله الذى يبلغ من العمر 57 عاما، قصة كفاحه ومعاناته الشديدة منذ سنوات طويلة تفانى فيها لخدمة أشقائه المعاقين، المكونين من 3 فتيات و رجل فى اعمار مختلفة داخل منزلهم المتهالك.

وقال "أنا طلعت على الدنيا لقيت إخواتى الأربعة بالشكل ده معاقين عقليا وجسديا ولا يقدرون على خدمة أنفسهم، ووصلوا لسن كبير، ومش عارفين نلاحق على طلباتهم"، مضيفا: "زادت المأساة مع وفاة ابويا وأمى من سنين طويلة، ولقيت نفسى بتحمل اخواتى المعاقين بطولى و معايا زوجتى المريضه".

وأوضح عقيلة، أن أشقائه الأربعة، وهم: محمد الذى يبلغ من العمر 47 عاما، وأم السعد 56 سنة، وحسنه 32سنة، ورضا 28 سنة، مصابين بأمراض عقلية وذهنية غير قابلة للعلاج، بالاضافة الى إعاقتهم الجسدية التى تعيقهم من الحركة.

وتابع "دوخنا على الدكاتره لعلاجهم لكن مفيش فايده كل الأطباء بيقولوا مفيش علاج لهم فاستعوضنا ربنا فيهم، وبنعمل اللى نقدر عليه لوجه الله سبحانه وتعالى".

وعن تفاصيل خدمة أشقائه المعاقين أكد بطل المأساة سعيد عقيلة الذى لم يأخذ حظا من اسمه "أى بيت فيه شخص معاق بيشوفوا الويل من رعايتهم ما بالك من وجود 4 مرة واحده عايشين فى غرفه واحده محتاجين اللى يأكلهم وينضفهم، ويدخلهم الحمام خاصة مع نوبات الصرع اللى بيتجلهم لانهم ميعرفوش يعملوا حاجه لوحدهم.. هما بالضبط ذى الطير الأخرس محبوسين بين 4 جدران لا حول لهم ولا قوة.

وعن أوضاعهم المعيشية أكد الحاج سعيد على ظروفه المادية الصعبة للغاية، والتى لا تتعدى مرتبه الضئيل، ومعاش تكافل وكرامة الذى لا يكفى الحفاضات والأدوية الخاصة لاشقائه.

وقال "كل اللى حيلتى من الدنيا 1200 جنيه مرتبى من الأوقاف بخلاف معاش التكافل لاخواتى اللى مايأكلش عيش حاف".

وعن امكانية إلحاق أشقائه المعاقين دارا للرعاية الاجتماعية، أكد عقيلة رفضه التام لهذه الفكره معتبرا أنها تجلب لأسرته العار، "إزاى أرمى لحم اخواتى فى دار العجزة ده كان اهل البلد يعايرونى.. دنا لوبعت هدومى هخدم اخواتى لغاية اخر نفس فى حياتى".

وطالب سعيد عقيلة، من المسئولين خاصة رئيس الوزراء، ومحافظ البحيرة التدخل العاجل لاعانته على رعاية أشقائه بشكل يحفظ ادميتهم.

"كل اللى طالبه من الدنيا إنى أحافظ على اخواتى ،وميتبهدلوش لما أموت، وبطالب المسئولين ينظروا الينا بعين الرحمة، لأنه ميرديش ربنا أن 4 عجزة زى دول يعيشوا فى غرفه واحدة على البلاط بالشكل ده".

فيما أكدت سعيدة عقيلة زوجة شقيق المعاقين، على معاناتها الكبيرة من خدمة أشقاء زوجها خاصة مع مرضها وزيادة وزنها.

وقالت "من يوم ما اتجوزت من أكتر من 30 سنة، وأنا بخدم اخوات جوزى المعاقين، وبغسلهم ملابسهم، وبحمى البنات كل يوم واعملهم كل حاجه".

وأضافت "كل اللى أنا طلباه أن المسئولين يعرفوا حكايتنا ويساعدونا فى رعاية العجزة اللى معانا.. و الحمد لله على كل حال.. نحتسب تعبنا وشقانا لوجه ربنا سبحانه وتعالى".