تناول دكتور رمضان محمد حسان أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فى محاضرته اليوم لأئمة أفغانستان أهمية ومكانة المساجد فى الإسلام فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم حيث أنها كانت لا تقتصر على مجرد أداء العبادة فقط، بل كانت مركزا للحكم والأديرة، وكانت دارًا لمجلس الشورى ومحلا للقضاء والإفتاء فضلا عن تقديم الخدمات التربوية والأخلاقية والاجتماعية، مع بيان ضرورة إعادة رسالة ودور المساجد فى عصرنا الحالى.
جاء ذلك خلال محاضرته لأئمة أفغانستان المتدربين بمقر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر عبر تقنية الفيديو كونفرانس تحت عنوان "رسالة المسجد ومنطلقات الخطاب الدينى الراشد".
كما فرق دكتور حسان بين أنواع الخطابات الدينية الموجودة على الساحة الآن مع بيان عيوبها ومميزاتها، مشيرا إلى أخطر نوع فيها وهو الخطاب الانغلاقى الذى ينغلق أصحابه عليه ويقفون عند ظواهر الألفاظ دون النظر إلى الفهم المقاصدى من تشريع الأحكام، ثم الخطاب الانغلاقى الانحرافى الذى يوؤله فى النصوص تأويلا بدون سندا شرعى أو لغوى أو عرفى صحيح ويطلقون للعقل العنان فى التسلط على الشرع وتأويل الأحكام، ثم الخطاب الوسطى الرشيد الذى يجمع بين العقل والشرع ولا يقف عند ظواهر النصوص بل ينظر إلى فقه الواقع، والفهم المقاصدى لها.
وأوضح دكتور حسان أن التجديد لا يكون فى الأصول والثوابت والقطعيات وإنما يكون فيما كان دليله منى الثبوت أو فى أقوال العلماء، مبينا أن من أهم المقاصد المقترحة لتجديد الخطاب الدينى فى عصرنا هذا هو ترسيخ القيم والأخلاق والعناية بترسيخ صدق الانتماء بالأوطان والاهتمام بتعميق المشتركات إلإنسانية بين البشر أجمعين دون النظر إلى الدين أو العرق أو اللون والابتعاد عن خطاب التنفير والاتجاه لخطاب السماحة والترغيب.