قال الإعلامي أيمن عدلي خلال ندوة "الإعلام الجديد وصناعة الفوضى" بصالون الإعلام بمكتبة مصر العامة بالجيزة، إن قضية الوعي هي التحدي الحقيقي الآن أمام الدولة المصرية التى تواجه الكثير من الشائعات والأكاذيب عبر الإعلام الجديد الذي أصبح هو من يوجه الرأي العام، خاصة وأن امتلاك المواطنين حسابات عبر السوشيال ميديا بكثرة أصبح يتطلب وعياً وثقافة مستمرة في ظل استخدامه في تشويه الرموز الوطنية ومحاولات بث الفتنة بين المواطنين.
وأكد الدكتور سامى عبد العزيز، أستاذ الإعلام والعميد الأسبق لكلية الإعلام، أن الصراحة والمكاشفة بالحقائق هو أفضل الطرق لمجابهة الأكاذيب والشائعات التى تروجها وسائل التواصل الاجتماعى، ومخططات الهدم ونشر الفوضى التى تمارس ضد الدولة، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى أول من أكد هذا المعنى عندما صارح الشعب المصرى بالوضع الاقتصادى للدولة، وقال إنه لن يخدع الناس ولن يبيع الوهم وأنه سوف تتخذ قرارات اقتصادية صعبة لكنها لصالح الوطن، ورغم صعوبة الاصلاح الاقتصادى وتعجب العالم من اقدام الرئيس على هذه الخطوة الجريئة، إلا أن الشعب تقبلها وساند الرئيس فى تنفيذها.
وقال عبد العزيز إن استهداف الدولة بأساليب نشر الأكاذيب واستخدام الوسائل الاعلامية الجديدة لخلق فجوة بين المواطن والدولة لن يتوقف لأن من يديرون هذه المؤامرة سيواصلون فى كل الأحوال وعلينا الا نراهن على توقفهم عن وإنما علينا أن نراهن على أنفسنا وقوة مواجهتنا وقدرتنا على التصدى لهم باستراتيجيات واضحة.
وشدد "عبد العزيز" على دور الأسرة وقادة الرأي والنخبة في نشر الوعي مشيرا إلى خطورة ما تتعرض له الدولة من مخططات وما تروجه وسائل التواصل وتوعية الأجيال الجديدة بمخاطر الاستسلام التام لهذه الوسائل الاعلامية الجديدة دون الانتباه لما تهدف إليه.
من جانبه أشار الدكتور ياسر عبد العزيز إلى أن وسائل الإعلام الجديدة اخترقت كل البيوت وأصبحت متداخلة فى كل المجالات ولم يعد فى الإمكان منعها أو حجبها لأن هذا مستحيل، لكن من الممكن أن يتم سن قوانين رادعة تحمى الخصوصية التى تنتهكها تلك الوسائل، وكذلك تحمى الأمن القومى للدولة.
وأضاف "عبد العزيز" أنه بهذا المفهوم لم يعد الرجل الأقوى فى العالم هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وإنما أقوى رجل فى العالم هو المتحكم فى الفيس بوك وتويتر.
فيما لفت الكاتب الصحفى أحمد أيوب، إلى خطورة ما تمثله وسائل الإعلام الجديد على صناعة جيل بهوية وتقاليد مختلفة عن الهوية الثقافية للمجتمع المصرى، وقال إن ما يحدث على وسائل التواصل والترويج لنماذج على أنها قدوة والتبرير لتصرفات وأفعال على أنها عادية، وكذلك تضخيم أحداث بهدف هدم بعض الثوابت والتقليل من أهمية أحداث أخرى، وتقديم نجوم وهميين، كل هذا جزء مما نتعرض له بهدف طمس الهوية والقضاء على ثوابت تربينا عليها وقيم كانت مستقرة فى مجتمعنا، وكذلك محاولات توجيه عقول الشباب إلى ما يفقدهم الانتماء للوطن عبر قصص وهمية وادعاءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع.
الأخطر كما قال أيوب أن السوشيال ميديا أصبحت وسيلة لفتح ملفات وترويجها على أنها واقع لمنح جهات خارجية المبرر للتدخل فى الشأن المصرى مثل ما يحدث من نشر أكاذيب عن وجود معتقلين ووجود تجاوزات فى ملف حقوق الإنسان وكلنا نعرف من وراء هذا ومن يروج له وأهدافه.
وأشار "أيوب" إلى ضرورة إدراك أن الإعلام التقليدى ما زال هو السلاح الأقوى فى مواجهة أكاذيب السوشيال ميديا والوسائل الجديدة وأن كانت هناك بعض المشاكل فى الاعلام التقليدى، صحافة وتليفزيون، يمكن حلها واستعادة قدرته مرة أخرى على التأثير والتعبير عن رسالة الدولة الوطنية، لأنه ما زال الإعلام الذى يقدم المعلومات الصحيحة والموثقة والقادر على تقديم النماذج الوطنية والترويج لفكرة الدولة الوطنية وما يحدث على الأرض من انجازات.
أما السفير رضا الطايفى فأكد أن المناقشة المستمرة والاصرار على تنمية الوعى بما يتم تنفيذه من أجندات عبر الإعلام الجديد أمر غاية فى الأهمية لأن الدولة الوطنية تواجه حربا شرسة لا نعرف من يديرها ولا من يمولها، لكننا نرى نتائجها فى الواقع من خلال ما يحدث حولنا وما يجرى تنفيذه ضدنا ولذلك من الضرورى تكثيف النقاش حول هذا الملف ووضع استراتيجيات شاملة لمواجهته.
من جانبه نبه اللواء محمد الغبارى إلى خطورة تجاهل دور الأسرة فى المواجهة عبر التوعية الدائمة للأبناء والاصرار على التمسك بالقيم المصرية واستعادة الهوية ورفض الاستسلام لما يتعرضون له من زرع ثقافات مغايرة فى عقولهم تبعدهم عن ثقافة وتقاليد وطنهم.