"عبث واستمرار للتشوة البصرى وطمث الذوق العام، وإهدار للمال العام"، هكذا علق الفنان التشكيلى الدكتور شحته حسنى، مصمم تمثال الفلاحة المصرية، أحد التماثيل الثلاثة التى تمت إزالتها من ميادين بلبيس قبل إزاحة الستار عنها.
وقال الفنان التشكيلى لـ"اليوم السابع"، إن إزالة التماثيل جاء بقرار لجنة التراث الحضارى بمحافظة الشرقية، وهى لجنة غير متخصصة لا تضم فنانيين تشكيليين، و نقابة التشكيليين هى جهة سبق وعاينت تلك التماثيل قبل وضعها لم ترصد أى مخالفات للمواصفات الفنية.
وأوضح: إن ما يحدث في التراث الحضارى، إعاقة لإعادة الوجه الحضارى للميادين تعتمد التشوية البصرى، خاصة أنها تغض الطرف عن الميادين السيئة التى نفذها مقاولين فى الزقازيق، لم يتحرك ساكنا أمامها فهى جريمة فى حق الذوق العام، قاصدا "ميدان القومية ، مسلة المقزمة ، حصان المعوج بموقف المنصورة".
و تابع: تمثال الفلاحة المصرية والجندى المجهول، عندما كلفت بعمله كنت فى تحمس شديد، لإعادة الوجه الحضارى للميادين، وأن جميع الأعمال الفنية سواء "الفلاحة و الجندى و مجدى يعقوب و عبد الحليم محمود" تمت تحت إشراف المحافظ الدكتور ممدوح غراب، و كانت هناك لجان فنية متخصصة من تشكيليين عاينت مجدى يعقوب و عبدالحليم قبل وضعهم فى الميادين المخصصة وأقرت بمطابقتهم للمواصفات، إلا اننا فوجئنا بلجنة التراث الحضارى التى لا تضم فنان تشكيلى واحد تضرب بقرارات المتخصصين عرض الحائط و تقرر بعدم مطابقته.
وعبر أهالى محافظة الشرقية عن غضبهم لإزالة تمثالى مجدى يعقوب والشيخ عبدالحليم محمود، وسبقهم بأيام إزالة تمثال الفلاحة المصرية من ميادين بلبيس بعد وضعهه منذ عدة أشهر دون إزاحة الستار عنهم.
يقول أحمد عفيفى مصصم التمثالين لـ"اليوم السابع"، و هو فى حالة صدمة كبيرة: كنت بالصدفة فى بلبيس وجدت لجنة تقوم بإزالة تمثال الشيخ عبد الحليم، بسؤالهم عن السبب قالوا إنه قرار محافظ وعليهم تنفيذه.
واضاف: التمثالان نفذوا طبقا للمواصفات الفنية القياسية، وأننا فريق من فنانين بيننا الفنان التشكيلى مصطفى الحادى عضو نقابة التشكيليين، وتحمسنا لهذه الأعمال الفنية لأننا أبناء بلبيس و نفتخر بالعالمان مجدى يعقوب و عبدالحليم محمود، وأن تكليفه جاء من رئيس المدينة السابق اللواء سامى علام تحت إشراف الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، والذى كان متابعا أولا بأول، كما أرسلت الدكتورة صفية القبانى نقيبة التشكيليين لجنة لمعاينة التمثالان و أكدت مطابقتها للمواصفات، على هذا الأساس وضعوا فى الميادين المخصصة لها.
وذكر: مدة العمل استغرقت 4 أشهر فيها بدون أجر لنا، كنا متطوعين و الخامات فقط وفرت كدعم من المجتمع المدنى، بينما لم نتقاضى على جهدنا أى أجر، وأن الفريق يضم "إبراهيم عفيفى شقيقى الأكبر، و مصطفى الحادى، و فادى صابر"، حيث تم استخدم مادة الفيبر "GRT" ، وهى مقاومة للعوامل الجوية.
وكانت لجنة فنية متخصصة من فنانون تشكليين عاينت التمثالان قبل تركيبة العام الماضى، وأكدت مطابقته للمواصفات والمقاييس الفنية، فأقرت تمثال الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، ووضع على قاعدة رخامية التى أعدت له، فى ميدان باتا سابقا بعد تغير اسمه ليحمل اسم الإمام تكريما له كأحد علماء المسلمين و ابن للمركز ،و تمثال الدكتور مجدى يعقوب و الذى وضع فى ميدان الحصان بعد تغيره ليحمل اسمه تكريما له كأحد أهم علماء جراحة القلب و تربى فى بلبيس.
أما تمثالا الجندى المصرى و الفلاحة المصرية، نحتهم الفنان التشكيلى الدكتور شحته حسنى عميد كلية التربية و الطفولة بجامعة الزقازيق، فتم إزالة الفلاحة بينما لم يوضع تمثال الجندى فىال ميدان المخصص له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة