استمرت حالة الصراع بين الحكومة البريطانية والقائمين على العملية التعليمية بشأن إعادة فتح المدارس فى ظل زيادة أعداد إصابات كورونا، حيث بدأت بعض المجالس التعليمية فى إغلاق المدارس من جانب واحد رغم عدم إصدار الحكومة قرارا فى هذا الشأن، ورغم تلميح بوريس جونسون باقتراب إغلاق شامل للمرة الثالثة بسبب الوباء.
حيث قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن المدارس الابتدائية عبر إنجلترا أعلنت خططا لإغلاق أحادى الجانب مع شن المدرسين والمجالس وخبراء الصحة العامة ثورة ضد الحكومة، رغم إصرار جونسون على استمرار فتح المدارس وأنها آمنة، مطالبا المجال بالالتزام بإعادة الفتح فى أغلب الأماكن ماعدا تلك المحددة على أنها بؤر كورونا.
اختبارات لطلاب المدارس
وبدأت المدارس فى إنجلترا فى الاتصال بالعائلات لإخبارهم باستمرار الإغلاق لأسباب صحية، فيما عدا لأطفال العاملين الأساسيين والعائلات الضعيفة.
وأخبر إيان وارد، رئيس مجلس مدينة برومنجهام، أكبر سلطة محلية فى البلاد، مديرى المدارس أنه ينبغى أن ينفذوا تقييم مخاطر، وأنه لو تبين أنه ليس من الآمن فتح المدارس، فإن المجلس سيدعمهم. وقال إن الحالات بين الأطفال من عمر الخامسة إلى التاسعة فى المدنية قد تضاعفت تقريبا خلال شهر ديسمبر الماضى.
وقالت مجالس مدن أخرى، منها مانشستر ولانكشاير، إنهم سيدعمون المديرين الذين سيبقون مدارسهم مغلقة. وقرر مجلس مقاطعة إسكس إبقاء كل المدارس الابتدائية مغلقة حتى غدا الثلاثاء على الأقل مع السعى لتوضيح من جانب الحكومة.
وكتب بعض رؤساء المجالس لوزارة التعليم البريطانية يطالبون بتأجيل إعادة فتح المدارس الابتدائية لأن خدمات الصحة الوطنية ليس لديها القدرات للتعامل بسهولة على مزيد من الزيادات فى الإصابات. وقال أحدهم أنه فى حين أن أطفال المرحلة الابتدائية قد لا يكونوا هم أنفسهم فى خطر كبير، إلا أنه يجب تقليل الفرص لانتقال العدوى أينما كان هذا ممكنا من أجل حماية المجتمع الأوسع.
وكان ثورة نقابات المعلمين والمجالس التعليمية فى بريطانيا قد بدأت يوم السبت عندما نصح مجلس مدينة برينتون وهوف المدارس الابتدائية بالتحول إلى التعليم عن بعد. ووفقا للقواعد المحلية الحالية، يمكن أن تطلب السلطات من المدارس الإغلاق لو كان الضغط على المستشفيات وأعداد الإصابات تجعل هذا ضروريا.
من جانبه، قال وزير الصحة مات هانكوك لراديو التايمز إن المدارس الابتدائية ينبغى أن يتبع نصيحة الصحة العامة وأصر على أن الآباء يتفهمون موقف الحكومة.
وكان رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون قد أخبر البلاد باحتمال فرض إغلاق شامل للمرة الثالثة، مع تبين وضع الحكومة لخطط لعودة الحماية.
وأشارت مصادر حكومية إلى احتمال عودة إنجلترا إلى الإغلاق بحلول منتصف الشهر، مما أثار مخاوف من لأن تظل البلاد تحت القيود حتى عيد الفصح على الأقل.
وعلمت التليجراف أن المناقشات حول عودة الحماية قد بدأت بالفعل فى الحكومة، ويمكن لأن يأتى إعلان آخر حول إغلاق المدارس فى وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأشار جونسون إلى مزيد من الإغلاقات، ورفض استبعاد القيود الشخصية التى تم فرضها فى الإغلاق الأول وهو يتحدث عن الحاجة إلى الواقعية بشأن الوتيرة التى ينتشر بها كورونا. وقال جونسون فى تصريحات لبى بى سى إنه قد تكون هناك حاجة للقيام بأمور فى الأسابيع القليلة القادمة والتى ستكون أكثر صرامة فى أجزاء كثيرة من البلاد. وأضاف أن رهانه على أن الشعب البريطانى سيتصالح معها.
وكان السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض قد دعا إلى إغلاق فورى، وقال إن فيروس كورونا خارج عن السيطرة بشكل واضح، بينما زاد المستشارون العلميون للحكومة من الضغط بالقول إن هناك حاجة لإجراءات أشد صرامة.
وكانت بريطانيا قد سجلت أمس الأحد إصابة 54.990 بفيروس كورونا ووفاة 454 آخرين، ليرتفع إجمالى الوفيات إلى 75.024. وبلغ متوسط الإصابات اليومية الآن 10 أضعاف ما كانت عليه فى أى مرحلة خلال الموجة الأولى للوباء فى الربيع الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة