يستعد فريق الأثريين والمرممين والعمال المصريون لمهمة جديدة تنطلق خلال الأيام المقبلة داخل معابد الكرنك، والتى تتمثل فى ترميم 19 كبشا جديدا فى الجهة البحرية خلف واجهة المعبد الرئيسية، وذلك بعد النجاح الكبير فى ترميم 29 تمثالا بالجهة الجنوبية لصرح المعبد، وهو المشروع الذى تم افتتاحه بحضور الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
ومن جانبه يقول الأثرى صلاح الماسخ، مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع ترميم كباش الكرنك، إنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى ويجرى التجهيز لبدء العمل بالمرحلة الثانية خلال الفترة المقبلة، موضحاً أنه تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم مجموعة من تمثال الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدینة الأقصر، والتى تضمنت الانتهاء من ترميم 29 تمثالاً بالمنطقة الجنوبية، كما تم الحصول على إشارة البدء فى تنفيذ أعمال المرحلة الثانية والتى تتضمن ترميم باقى مجموعة التماثيل الموجودة بالمنطقة الشمالية وعددها 19 تمثالاً.
وأضاف صلاح الماسخ المشرف على ترميم كباش الكرنك، لـ"اليوم السابع"، أنه تم الانتهاء من أعمال ترميم وصيانة ورفع التماثيل للكباش بالكامل وإظهار جمالها ووضعها على وسائد جديدة صممت خصيصاً لحمايتها وزيادة عمرها الافتراضى لمئات السنين المقبلة عقب تعرضها للضرر مؤخراً، موضحاً أن هذا المشروع يعد عالميا على أرض محافظة الأقصر تقوم به وزارة الآثار، حيث ظهر المشروع للنور عقب نقل 4 تماثيل ضخمة للكباش من المعبد إلى ميدان التحرير بالعاصمة، لتزيينه خلال الفترة المقبلة ضمن المشروع القومى للوزارة، وتبين أن التماثيل خلف الفناء الأول تحتاج لدعم كبير وترميم وهو ما تمت الموافقة عليه ويتم حالياً العمل فى هذا المشروع المميز بترميم ورفع كفاءة 29 تمثالا من الكباش فى تلك المنطقة.
وأوضح المشرف على المشروع، أنه قد أثبتت أعمال الفحص والدراسات العلمية أن السبب المباشر فى سوء حالة حفظ تلك الكباش هو تعرضها لأعمال ترميم خاطئة بمواد غير مناسبة فى أوائل سبعينيات القرن الماضى عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذى أثر سلبا عليها وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها والوصول إلى القواعد الحجرية الأصلية للكباش والتى أدت إلى تحويل بعض من أجزائها إلى بودرة رملية مما ساعد فى إحداث ميل لبعض من هذه التماثيل وهبوط فى البعض الآخر، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها، بالإضافة إلى نمو الحشائش والفطریات داخل الحجر ولذلك تقرر ترميمها وإنقاذها لكى تتحمل عشرات السنين المقبلة وتعرض أمام الجمهور من السائحين بعد نهاية ترميمها.
وكانت قد شهدت منطقة معابد الكرنك، يوم السبت الماضى، زيارة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حيث قام بافتتاح أضخم مشروع قومى لإنقاذ 29 تمثالا للكباش داخل معابد الكرنك، عقب نهاية ترميم التماثيل بالكامل وحمايتها من الدمار، حيث إنه بعد نقل 4 من التماثيل المتواجدة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، تبين أن باقى التماثيل تعانى من ضرر ودمار كبير نتيجة سوء نقلها وتخزينها فى تلك المنطقة من السبعينات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار.