يحتفل الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد اليوم الأربعاء، بعد سلسلة من الاحتفالات بدأتها الكنائس الأخرى، فكنائس الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأسقفية احتفلوا 25 ديسمبر، بينما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 7 يناير، وحتى مقتبل العيد تجهز الأسرة نفسها لاستقبال الأعياد.
وتتبع الأسر القبطية قواعد شبه ثابتة رغم اختلاف المحافظات في مصر، فهناك طقوس يتم من خلالها استقبال العيد.
"جمع البيض".. وتجهيز الكعك والبسكويت والكيك
تعد مختلف أنواع البسكويت والحلويات من كعك وبيتي فور وغريبة، والكيك والبسبوسة، من أهم الأطباق التي يتم تجهيزها قبيل العيد لتقديمها للضيوف والمعيدين خلال العيد، ورغم انتشار محال الحلويات بمختلف الأماكن وتقوم ببيع هذه المأكولات إلا أن الأسر القبطية في الأغلب تقوم بتجهيزها في المنزل لارتباطها بما يسمى "لمة العيد".
كعك
تقول "س. عبد المسيح" من محافظة سوهاج، توجد محلات حلويات كثيرة منتشرة، ولكننا تعودنا منذ صغرنا على "لمة العيد" فنشترى الطلبات والمكونات سواء بيكن بودر أو بيض وغيرها قبيل العيد بفترة خاصة "تجميع البيض" حيث نحتاج لكميات كبيرة للخبيز، لذا نقوم بشراءه بكميات ونفضل التعامل مع "الفلاحيين في القرى"لأننا نضمن أنه "بيض بلدى" وبأسعار أرخص مما يباع في السوق.
وخبز المعجنات يأخذ الحيز الأكبر من طقوس العيد، حيث يتم تجهيزه قبيل العيد بيومين، حسبما ذكرت "س.عبد المسيح"، مشيرة إلى كل سيدات وبنات الأسرة وكذلك الأقارب يتجمعن في منزل أحدهم ليتم خبز المعجنات.
شراء الطلبات وارتفاع الأسعار
قبيل العيد بأيام تبدأ الأسر المصرية بشراء طلبات العيد والتي تأتي بعد صيام 43 يوما من الصيام في الكنيسة الأرثوذكسية و 15 يوما في الكاثوليكية، فتتركز أغلبها على مختلف أنواع اللحوم والألبان، ثم تتبعها الخضروات وأخيرا الفواكة.
تقول "أم مينا" من منطقة الشرابية وهى امرأة خمسينية، يتم شراء تجهيزات العيد قبيلة بيومين أو ثلاثة كحد أقصى، وتبدأ بشراء اللحوم، والأفضل أن تأتي "طازة" ليلة العيد إلا أن المجازر ترفع أسعارها قبيل العيد، وحال شرائها يتم وضعها في الثلاجة وتجهيزيها للطبخ يوم العيد، وبعدها يتم شراء الخضروات وكل منزل على حسب نوع الطعام الذى سيعده، ولكن الأغلب يُعد "المكرونة البشاميل"، كما يتم طبخ أنواع مختلفة من اللحوم سواء بوفتيك أو مشويات مختلفة، ثم الفواكة المختلفة.
لحوم
وتتابع "أم مينا" للأسف الشديد جشع التجار يزداد في المناسبات والأعياد فأسعار الخضروات والفواكة تزداد بشكل جنوني قبيل العيد، فبالنسبة للتجار موسم وينطبق ذلك على الأعياد المسيحية أو الإسلامية على حد سواء، ولكننا مجبرين على شرائه.
شراء الملابس
"للأسف الشديد أسعار اللبس قبل العيد بأسبوع بتترفع بشكل جنونى"، بهذه الكلمات بدأ جرجس روفائيل من شبرا قوله، متابعا، لدى 3 أولاد وبنت في مراحل تعليمية مختلفة، وفترة شراء الملابس مرهقة ماديا خاصة على الأسر المتوسطة، وأسعار الملابس ترتفع خاصة في المناطق التي بها كثافة قبطية مثل شبرا.
شراء ملابس - أرشيفية
طقس ليلة العيد
تنظيف وترتيب المنزل يعد طقسا أساسيا في المنازل القبطية لاستقبال العيد ويبدأ من الصباح الباكر في ليلة العيد على أن يتم تنظيف ومسح المنزل في حد أقصاه عصر أو مغرب اليوم، حتي يتسنى للأسرة حضور قداس ليلة العيد والذى يبدأ التاسعة مساءً في أغلب الكنائس، إلا أنه بسبب قرارات الكنائس بإلغاء الحضور الشعبى، فسوف تتم متابعة القداسات عبر القنوات المسيحية والصفحات الرسمية للكنيسة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والطقس الثاني في ليلية العيد هو إعداد الطعام وتجهيزه لتناوله بعد انتهاء القداس والذى ينتهي في أغلب الكنائس 12 ليلا.
تبدأ الأسر القبطية يوم العيد بطقوس ثابتة تنقسم لقسمين أولهما "زيارات التهنئة"، حيث يتوجه أفراد أسرة معينة للتهنئة بالعيد لأسرة أخرى ويسبقها التنسيق عبر الهاتف، فيما يكتفى البعض بتهنئة الهاتف فقط، خاصة فى ظل انتشار فيروس كورونا، ويبدأ الطقس الثاني بعد المغرب حيث تبدأ بعض الأسر في الخروج للنزهة والاحتفال في الأماكن العامة، وبعض الأسر تفضل أن تقوم بزيارات التهنئة مساءً.