تعرضت فرنسا لموجة من الإنتقادات على خلفية حملة التطعيمات بلقاح كورونا المستجد، والتي وصفها مسئولون بقطاعات مختلفة وعلى راسهم العالمين بالصحة بجانب نخبة من السياسيين بالبطيئة والمتأخرة للغاية بالمقارنة مع عدد من الدول الأوروبية الاخرى.
وفى هذا السياق عبر إيمانويل ماكرون عن استيائه إزاء هذا البطء "غير المبرر" على حد تعبيره، داعيا إلى تدارك هذا التأخير عبر تطعيم أكبر قدر ممكن من الناس وفي وقت وجيز.
وبعد أسبوع من انطلاقها، لا تزال حملة تلقيح الفرنسيين ضد وباء كوفيد-19 تشكو من بطء "غير مبرر" حسب تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويشار إلى ان هناك عدد قليل فقط هم الذين استفادوا من الجرعة الأولى من هذا اللقاح والذين لا يتجاوز عددهم 432 شخصا، حسب بيانات وزارة الصحة الفرنسية، وتبدو هذه الأرقام متدنية مقارنة ببعض الدول الأوربية الأخرى كألمانيا وبريطانيا اللتين باشرتا عمليات التطعيم بالتزامن مع فرنسا.
فعلى سبيل المثال، استطاعت ألمانيا أن تقدم الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لـ 188,000 شخص منذ 27 ديسمبر 2020.
وأمام الانتقادات الموجهة للحكومة، قال وزير الصحة أوليفييه فيران إنه جرى التطعيم بعدة آلاف من جرعات لقاح فايزر-بايونتيك الإثنين.
وقال خلال زيارة إلى مستشفى في العاصمة باريس: "قررنا تسريع وتيرة عمل الحملة من خلال توسيع المجموعة المستهدفة لتشمل العاملين في القطاع الصحي دون الانتظار لاستكمال حملة التطعيمات في دور رعاية المسنين".
وانتقدت جهات فرنسية عديدة، سواء كانت سياسية أو طبية، الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة فيما يخص حملة التلقيح، على الرغم من أن إيمانويل ماكرون حذر خلال خطاب السنة الجديدة الذي ألقاه في 31 ديسمبر 2020 من مغبة وجود أي "بطء غير مبرر" للحملة.
وكان ماكرون قد صرح للصحيفة الأسبوعية "لوجورنال دو ديمانش"، انه "يجب أن يتغير الوضع بقوة وبسرعة. وحملة التلقيح تسير على وتيرة النزهات العائلية ولم ترتق إلى المستوى المطلوب من الفرنسيين ولا إلى متطلبات الساعة".
من جهتها، وبعدما تحملت مسؤوليتها في التأخير بحجة أنه لا يجب الخلط بين "السرعة والعجلة"، قررت الحكومة الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي تغيير استراتيجيتها مع رفع وتيرة التلقيح لتشمل عدد أكبر من الفرنسيين.
وهذا ما أكده جابريال أتال، الناطق الرسمي باسم الحكومة حيث قال "إن فرنسا ستستلم جرعات جديدة وإضافية من اللقاح المضاد لكوفيد-19 في بداية كل أسبوع وسيتم تعزيز إمكانيات نقلها وإيصالها إلى المراكز الصحية التي تأوي المسنين".
وأضاف "مطلب الرئيس المتمثل في تسريع حملة التلقيح هو قيد التحقيق"، مشيرا إلى أن "فرنسا استلمت 500 ألف جرعة جديدة من اللقاح ضد كوفيد-19 وأن 500 ألف جرعة إضافية ستصل كل بداية أسبوع" إلى البلاد.
هذا، وكان رئيس الحكومة جان كاستكس قد أعلن في بداية شهر ديسمبر الماضي تلقيح حوالي "مليون شخص خلال شهر يناير ".
لكن الموقع الذي يراقب مدى انتشار وباء كوفيد-19 في فرنسا (كوفيد تراكر) شدد على "أن في حال أردات فرنسا تحقيق هذا الهدف، فذلك يستوجب تلقيح 32247 شخصا كل يوم ابتداء من اليوم وحتى 31 يناير 2021".
وكانت تعتمد استراتيجية الحكومة الفرنسية التطعيمية على ثلاث مراحل. تتمثل المرحلة الأولى في تلقيح المسنين الذين يعيشون في المراكز الصحية في بداية يناير ثم للأشخاص الذين يشكون من أمراض صحية مزمنة في مارس المقبل قبل أن يتم تلقيح عامة الناس مع حلول فصل الربيع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة