رحاب جمعة المصرية المحترفة في "سان جينيان" الفرنسى تروي رحلتها في عالم كرة اليد.. والدي رفض فى البداية وعرف بعد 12 سنة.. مات وأنا في ماتش وأمى سر نجاحى.. سيبت خطيبى عشان أحترف.. وتنظيم مصر كأس العالم لليد شرف

السبت، 09 يناير 2021 04:29 م
رحاب جمعة المصرية المحترفة في "سان جينيان" الفرنسى تروي رحلتها في عالم كرة اليد.. والدي رفض فى البداية وعرف بعد 12 سنة.. مات وأنا في ماتش وأمى سر نجاحى.. سيبت خطيبى عشان أحترف.. وتنظيم مصر كأس العالم لليد شرف رحاب جمعة
كتبت شيماء سمير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استيقظت الطفلة الصعيدية التي تنتمي لأسوان في مركز إدفو، والتي لم يتجاوز عمرها 7 أعوام مبكرًا كعادتها اليومية، وارتدت ملابس المدرسة، وذهبت كغيرها من الطلاب، دون أن تعلم أن هذا اليوم سيكون بمثابة نقطة فارقة في حياتها بالكامل فيما بعد، حين جاء أحد المدربين إلى مدستها التي تحمل اسم "السلام والشعب" وبدأ في البحث عن الطلاب الموهوبين والمتفوقين للمشاركة في النشاط الرياضي، لتصبح فيما بعد أصغر لاعبة كرة يد مصرية محترفة، إنها رحاب جمعة المحترفة فى نادي سان جينيان الفرنسي.

أثناء تسديد الكرة
أثناء تسديد الكرة
 
بدأت اللاعبة المصرية المحترفة رحاب جمعة حديثها لـ"اليوم السابع" قائلة: "أنا صعيدية من أسوان مركز إدفو، جينا القاهرة وقعدنا في إمبابة وأنا صغيرة مع والدي ووالدتي وأخواتي، وكان والدي يعمل سائقا على سيارته النقل الخاصة، وعشنا كأي أسرة مصرية."
 
اللاعبة المحترفة رحاب جمعة
اللاعبة المحترفة رحاب جمعة

واستكملت بدايتها الرياضية قائلة، إن الكابتن رفاعي جاء إلى مدرستها، ولكن لسوء حظها لم يكن يرغب في ضمها إلى الفريق بسبب قصر قامتي واكتمال العدد، وكنا وقتها في حصة "الحساب" التي تدرسها لكن ميس وفاء، التي أصرت على الكابتن أن يضمني إلى الفريق حتى وافق بالفعل، وبعدها بدأت ممارسة لعبة كرة اليد في نادي ناصر الموجود في منطقة الكيت كات.

اللاعبة المصرية المحترفة رحاب جمعة
اللاعبة المصرية المحترفة رحاب جمعة
 
سعادة عارمة شعرت بها الطفلة رحاب جمعة ابنة أسوان وإمبابة بانضمامها إلى الفريق وتحكى لـ"اليوم السابع": "حين عدت إلى المنزل رويت لوالدتي ما حدث، فروت بدورها الأمر لوالدي الذي اتخذ رد فعل حاد جدًا، وثار ورفض ممارستي للرياضة قائلًا: "إحنا ما عندناش بنات تلعب كورة، ولو سمعت إن الموضوع اتفتح تاني مش هيحصل كويس."
 
اللاعبة المصرية رحاب جمعة
اللاعبة المصرية رحاب جمعة

دخلت "رحاب" إلى غرفتها باكية حتى الصباح، لتشعر الأم بحالة الحزن التي شعرت بها ابنتها، وقررت مساعدتها في تحقيق حلمها دون علم والدها، وبالفعل هذا ما حدث، فقالت لها: "أنا عارفة إنك صغيرة بس إحنا هناخد عهد مع بعض إني هوديكي تلعبي بس محدش هيعرف الكلام ده غير أنا وانتي وأخواتك، بس توعديني إنك تذاكري كويس وتجيبي أرقام كويسة في الامتحانات"، وبالفعل اتفقنا على ذلك وهذا ما حدث بالفعل.

اللاعبة رحاب جمعة

اللاعبة رحاب جمعة
 
قضت والدتها سنوات على هذا الحال، فكانت الأم تصطحب طفلتها إلى النادي للتمرين، وتشجعها وتعود بها إلى المنزل، وكان أخي الأكبر أحمد يشاركها في ذلك قائلًا: "أنا حاسس إنك هتبقي نجمة كبيرة."
 
اللاعبة رحاب
اللاعبة رحاب
 
لكن لسوء الحظ تجمد النشاط الرياضي في النادي، فشعرت "رحاب" بأن حلمها بدأ ينهار، إلا أن القدر كان له قرار مختلف، وتم نقل النشاط إلى مركز شباب الساحل، وهنا ظهر دعم الأم من خلال مساعدة ابنتها على التمسك بحلمها ومواصلة مسيرتها الرياضية، وبدأت التدريب مع كابتن محمود هناك.
 

رحاب جمعة بتيشيرت النادي الأهلي

رحاب جمعة بتيشيرت النادي الأهلي
 
ومع بلوغها عامها التاسع بدأت أم رحاب تترك ابنتها تعتمد على نفسها وتذهب بمفردها إلى التمرين، وعن تلك المرحلة تقول "رحاب": "كنت بروح موقف إمبابة واركب مواصلات وأروح النادي لوحدي لدرجة إن السواق بقى عارفني من كتر ما بروح معاه، وماما كانت بتسافر معايا البطولات في إسكندرية وألعب ضد الأهلي والزمالك، وكان حلم حياتي أعدي من قدام بوابة النادي الأهلي."
 
رحاب جمعة في الملعب
رحاب جمعة في الملعب
 
وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة أمام أحلامها، ويشاء القدر أن كابتن محمد عبد الله يطلب أن أذهب لألعب في النادي الأهلي، وبالفعل بدأ الأستاذ محمد فهمي المسئول الإداري في تنسيق أوراقي حتى ألعب للنادي، ليتحقق حلم جديد، وأضافت: "اشتروني بشوية كور وشبك وحرامل من مركز الشباب."
 

رحاب جمعة لاعبة الأهلي المحترفة

رحاب جمعة لاعبة الأهلي المحترفة
 
"كان النادي الأهلي بمثابة بوابة تاريخية لمسيرتي الرياضية، وتم عمل اختبارات لي، ووقف إلى جانبي كابتن خالد موافي، ذلك الرجل الذي لن أنسى وقفته بجانبي طوال عمري، وبالفعل وافق أن يتم قبولي في النادي، ووقتها كنت ناشئة" هكذا تحدثت رحاب جمعة عن لحظة دخولها لنادي أحلامها.
 
رحاب جمعة مع عم حارس
رحاب جمعة مع عم حارس
 
وعن اللحظة التي علم فيها والدها لعبها لكرة اليد قالت: "قعدت ألعب كورة لمدة 12 سنة من غير ما والدي يعرف، وعرف بصدفة محدش كان يتوقعها.. لما حد بيدخل النادي الأهلي بينزلوا صورته في مجلة النادي مع اسمه، وشاءت الصدفة إن واحد قاعد مع والدي على القهوة يشوفها ويقوله مش دي رحاب بنتك؟ وهنا كانت الصدمة."
 

رحاب جمعة مع محمود الخطيب
رحاب جمعة مع محمود الخطيب

 
وتكمل القصة قائلة: "كنت عارفة أنا وماما إن صورتي نازلة في المجلة النهاردة، فأول ما بابا دخل البيت سأل عليا وماما ندهلتي، وأول ما شوفت المجلة في إيده اترعبت، وسألني إنتي بتلعبي في النادي الأهلي، مكنتش عارفة أرد عليه بس ماما شاورتلي أتكلم وأقول الحقيقة، وبالفعل قلت وأنا مرعوبة، لقيته بيقولي وهو مبسوط طيب مش تقوليلي، وحضني وقالي دا نادي كبير وأنا ما كنتش فاهم، ووقتها ماما اتكلمت معاه وحكيتله كل حاجة وإنها عملت كدا عشان شافتني موهوبة وبحب اللعب."
 
رحاب جمعة مع والدتها
رحاب جمعة مع والدتها
 
وبسؤالها عن دور الأم في دعمها في مشوار حياتها قالت: "أمي قالتلي نصيحة أول ما اتقبلت في النادي الأهلي عمري ما بنساها، قالتلي بصي يا بنتي إحنا رايحين عشان تنبسطي، ومش عاوزين نبص لغيرنا، وانتي ربنا أنعم عليكي بموهبة مش عند ناس كتير."
 
رحاب جمعة وزوجها الفرنسي
رحاب جمعة وزوجها الفرنسي
 
لعبت رحاب في فريق الدرجة الأولى لكرة اليد النسائية بالنادي الأهلي وهي تبلغ من العمر 13 عاما فقط، وبعدها تم عمل منتخب لكرة اليد النسائية في مصر عام 2010، وسافرت معه إلى بوركينافاسو، وفي مرة أخرى إلى المغرب، وهذه كانت خطوتها الأولى نحو العالمية، التي ساعدتها على الاحتراف وهي مازالت تبلغ من العمر 19 عام فقط في نادي حوا سعيدة الجزائري، وكنت وقتها أصغر محترفة في تاريخ كرة اليد المصرية.
 

رحاب جمعة

رحاب جمعة
 
قابلت أمها فكرة الاحتراف بالخوف، بينما قابلها خطيبها بالرفض رغم كونه لاعب كرة يد أيضًا، وخيرها بينه وبين السفر، إلا أن "رحاب" كانت تخطو خطوات ثابتة نحو حلمها بلعب كرة اليد، وبالفعل اختارت السفر قائلة "رميتله دبلته وسافرت أحقق حلمي، وأمي قالتلي أنا خايفة عليكي.. خلي بالك من نفسك، وعنيكي تخليها في وسط راسك."
 
رحاب في إحدى المباريات
رحاب في إحدى المباريات
 
واستكملت رحلة احترافها قائلة: "في أول شهر ليا في الجزائر قعدت أعيط لمدة شهر عشان بيتكلموا فرنساوي وأنا مش عارفة أتعامل معاهم، وكنت بكلم أهلي على النت وبنام 7 الصبح بسبب الخوف من إني أنام لوحدي، بس كنت بخبي على أهلى عشان ما يخافوش عليا، اشتريت كتب واستخدمت اليوتيوب عشان أتعلم اللغة."
 

رحاب في الملعب

رحاب في الملعب
 
لكن صادفت وقتها مشكلة كبيرة في الدراسة، حيث التحقت بكلية الحقوق، لكن تم فصلها من الجامعة بسبب تغيبها عن الحضور، ولكنها حصلت فيما بعد على دبلومة في الرياضة من الدنمارك أثناء لعبها في أحد النوادي الموجودة هناك، بمساعدة أخيها، وبعدها تواصل معها نادي فرنسي للعب فيه، ثم انتقلت إلى مارسيليا، ومنها إلى سامبرا الفرنسي، ثم في النهاية وصلت حاليًا إلى نادي سان جينيان، فضلًا عن تدريبها في الوقت الحالي لفريقين تحت 13 و18 عام.
 
رحاب في مرحلة الطفولة مع المشرفة
رحاب في مرحلة الطفولة مع المشرفة
 
وعن أصعب المواقف التي عاشتها اللاعبة المصرية المحترفة قالت إنه كان في ماتش النهائي للنادي الأهلى ضد نادي سبورتينج، وكان ذلك عام 2010، وتوفي والدي قبل المباراة لكن أخي طلب من المدرب ألا يخبرني سوى بعد انتهاء المباراة، وبالفعل كان كل من في المعلب يعلم بالخبر سواي، وحصلت في تلك المباراة على لقب هدافة البطولة، وأفضل لاعبة في المباراة، كان الموقف في غاية الصعوبة، لأن المدرب اصطحبني إلى المنزل حتى علمت بالخبر، لكن ما أسعدني أن أبي كان يعلم بأمر ممارستي للرياضة قبل موته.
 

رحاب مع والدتها

رحاب مع والدتها
 
أما عن قصة زواجها من رجل فرنسي مسلم قالت: "إلياس كان قاعد بيتفرج عليا وأنا بلعب وعجبه إصراري وطاقتي وقوتي، وانبهر بكوني بنت من مجتمع شرقي وبلعب في مكان أوروبي بعادات وتقاليد مختلفة، وشاف إن ده مميز جدًا فيا، وبالفعل اتقدملي واتخطبنا سنة واتجوزنا في 2017، بس هو بيحب إن حياتنا تكون خاصة مش على السوشيال ميديا، وبيساعدني ويشجعني جدًا، لدرجة أجلنا موضوع الأطفال لحد ما يتأكد إني حققت حلم حياتي في الكورة، ورغم إنه فرنسي لكن بيحب كل الأكل المصري إلا الملوخية."
 
وتحدثت لاعبة كرة اليد المحترفة في فرنسا عن بطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال التي من المقرر إقامتها في مصر حاليًا، وتوقعاتها لها قائلة إنها شيء جيد جدًا لمصر ومشرف لبلدنا، كما أنها ستساهم في عودة السياحة مرة أخرى باعتبارها من الأحداث التاريخية التي تحدث في مجال كرة اليد حاليًا، ورغم أن البطولة ليست سهلة، ولكني أثق في منتخب مصر بأنه سيشرف بلدنا ويصعد للدور ربع النهائي.
 
وعن نجاحها في مشوارها قائلة: "لولا أمي وأخويا والنادي الأهلي اللي خيره عليا هو وجمهوره اللي بيساندني من أول لحظة خرجت فيها من النادي لحد الآن، وقبل كل دول طبعًا توفيق ربنا، ماكانش زماني بقيت رحاب جمعة اللي الناس شايفينها دلوقتي، وحلم حياتي أعمل أكاديمية للبنات في جنوب الصعيد، بس الموضوع ده محتاج مجهود كبير عشان نوعي أولياء الأمور ونفهمهم إن البنت مش بس للبيت، ونخليهم يشوفوا إنها زي الراجل تقدر تعمل أي حاجة في الدنيا ويقدروها، وينسوا إننا في مجتمع ذكوري كل حاجة فيه للولد، عشان كده نفسي الأكاديمية تبقى للبنات بس خاصة إن بنات الصعيد عضمهن ناشف من الشمس والتعب وهيوصلوا بسرعة، فحرام يبقى عندنا مواهب مدفونة."
 
طفل مشجع يكتب اسم رحاب على جبهته
طفل مشجع يكتب اسم رحاب على جبهته

وبسؤالها عن سبب عدم وجود نموذج مثل اللاعب المحترف محمد صلاح في مجال كرة اليد، قالت: "للأسف في مصر عندنا منظومة محتاجة تغيير كلي ومحدش فارق معاه، والبنات بالذات مظلومة جدًا، ومفيش ولا إمكانيات ولا اهتمام.. إحنا لو اهتمينا بالبنات بالذات في مصر هنلاقي 100 محمد صلاح مش واحد بس، وأقل حاجة من حقوقنا إن يكون لنا منتخب نمثل بلدنا فيه وتتفتح أبواب الاحتراف للكل."

وأكدت أنها تحلم بعمل منتخب لبنات مصر في لعبة كرة اليد بعد إلغائه عام 2012، وقالت: "حرام البنات اللي بتلعب في مصر والدوري اللي شغال من غير هدف، رغم إن عندنا بنات موهوبة ومن حقهم يمثلوا بلدهم، بس للأسف مفيش بإيدينا حاجة."

واختتمت حديثها بنصيحة للفتيات قائلة: "أنا بنصح كل البنات يحققوا ذاتهم ويحطوا في دماغهم هدف وحلم توصله، والله هتوصله، وإنها تصدق حلمها وتؤمن بنفسها قبل أي حد وتشجع نفسها بنفسها، والحاجة اللي هي شايفة إنها موهوبة فيها تنميها حتى لو كل البيت معترض ما ينفعش تستسلم وخلاص."










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة