يمر اليوم الخميس 109 عاماً على ميلاد مداح الرسول الفنان الكبير محمد الكحلاوى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق الأول من شهرأكتوبر عام 1912، وعاش حياة حافلة بالفن والأحداث والتحولات، التى جعلت من هذا الطفل اليتيم كالسندباد الذى يتنقل بين البلاد فيجمع ثروة تساعد على أن يصبح رائداً من رواد الفن والغناء والتمثيل فى مصر والعالم العربى، ثم يمر بتحولات أخرى تجعله يقرر ألا يغنى إلا مدحاً للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أطلق عليه مداح الرسول، ورفض الغناء لأى إنسان أخر حتى للرئيس عبدالناصر.
لعبت الصدفة أدواراً كثيرة فى حياة الفنان الكبير محمد الكحلاوى، والذى ولد الفنان بمنيا القمح محافظة الشرقية وعاش اليتم فى سن صغيرة حيث توفى والديه وتولى خاله محمد مجاهد الكحلاوى رعايته وكان مطربا ومنشدا تأثر به ابن شقيقته وعشق الفن والطرب من خلاله، خاصة مع ماحباه به الله من جمال الصوت ، فأتقن محمد الكحلاوى إنشاد المواويل الشعبية، إضافة إلى مواهبه الرياضية حيث الكحلاوي تميز فى كرة القدم وأصبح كابتن فريق نادي السكة الحديد.
عمل الكحلاوى فى بداية حياته موظفا في السكك الحديدية ثم ترك وظيفته والتحق بفرقة عكاشة ككومبارس، وعندما تأخر مطرب الفرقة طلب منه منظم الحفلة الغناء لتسلية الجمهور فحقق نجاحا كبيرا، كما عمل بالإذاعة من نشأتها عام 1934 .
سافرالكحلاوى مع فرقة عكاشة للشام وعادت الفرقة بعد شهرين وتخلف هولثماني سنوات في بلاد الشام، فتعلم الغناء العربي الأصيل وأتقن اللهجة البدوية وإيقاعاتها وغناء الموال ثم عاد إلى مصر ومعه الثروة الضخمة التى كونها خلال عمله فى هذه الفترة وقدرت بمبلغ حوالي 38 ألف جنيه وقتها.
اتجه الفنان الشاب إلى الغناء البدوي الذي تعلمه جيدًا أثناء سفره فكوّن في بداية حياته ثلاثية جميلة مع بيرم التونسي بالكتابة وزكريا أحمد بالتلحين وهو بالغناء، وتخصص الكحلاوى فى هذا اللون من الغناء حتى أصبح يطلق عليه " أمير بنى قحطان، كما أصبح نجما فى التمثيل وشارك فى بطولة عدد من الأفلام ، وأسس الكحلاوى ثانى شركة للإنتاج الفنى فى الوطن العربى وهى شركة إنتاج أفلام القبيلة، التى تخصصت في إنتاج الأفلام العربية البدوية ومنها "أحكام العرب، يوم في العالي،أسير العيون، وبنت البادية"، وغيرها والتى وصل عددها إلى 40 فيلما ، شارك فيها بالتمثيل واعتبرت هذه الأفلام بداية لتمصير الفيلم العربي الذي كان يعتمد على النصوص الأجنبية المترجمة، و قدم في هذه التجربة نحو 40 فيلمًا.
وفى منتصف عمرالفنان الكبير محمد الكحلاوى حدث تحول جوهرى فى حياته جعله يتجه للإنشاد الدينى والمدح النبوى ليصبح لقبه "مداح الرسول" ورائد من رواد الإنشاد الدينى حيث لحّن أكثر من 600 لحن ديني من مجمل إنتاجه الذي قارب على 1200 لحن، ولمع في الغناء الديني ولاقت أغانيه حفاوة عند جمهوره وأصبحت تذاع في كل المناسبات الدينية، ومن أشهر أغانيه "لجل النبي".
وعن قصة تحول الفنان محمد الكحلاوى واتجاهه للإنشاد الدينى ومدح الرسول قالت ابنته الداعية الإسلامية الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوى فى حوار لليوم السابع :"بدأ والدى حياته الفنية مطربًا وممثلاً؛ حتى أصيب باعتلال فى أحباله الصوتية وفقد القدرة على الغناء لفترة".
وتابعت ابنة مداح الرسول لليوم السابع :" ظل والدى مريضا لا يقدر على الكلام والغناء حتى رأى رؤية فى منامه، وسمع شخصا يوقظه قائلا: "سيعود صوتك ولكن لا تغنى إلا للرسول صلى الله عليه وسلم".
وأضافت:" استيقظ ابى ليجد صوته قد عاد ، فنذره لمدح الرسول فقط ، وقرر أن يعيش ما تبقى من حياته مداحًا للرسول، وألا يغنى لأى إنسان آخر".
وأشارت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى إلى أنه فى إحدى الحفلات فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر طلبوا والدها ليغنى أمام الرئيس، ولكنه اعتذر، مؤكدا أنه نذر صوته للغناء للرسول فقط ولن يغنى لأي مخلوق، وأن هذا عهد بينه وبين ربه لن يحيد عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة