حديقة الأسماك يعود تاريخها إلى عام 1867م، عندما طلب الخديوى إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة، تكون على شكل جبلاية، ومؤخرًا ترددت أنباء عن بدء إجراءات خروج حديقة الأسماك من تعداد الآثار الإسلامية والقبطية، وللوقوف على حقيقة هذا الأمر تواصلنا مع الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
وكشف الدكتور أسامة طلعت أن كل ما يتم نشره لم يتناول حقيقة الأمر بشكل صحيح، حيث إن ما تم بخصوص حديقة الأسماك ما هو إلا مراجعة فى المذكرة التفسيرية التى تم إعدادها منذ سنوات طويلة، وبناء عليها تم تسجيل جميع الحديقة، وهو كان أمر معتاد في مصر، حيث كان يتم تسجيل مناطق بالكامل رغم عدم تناسبها مع طبيعة الآثار ولا قانون حماية الآثار.
وأوضح الدكتور أسامة طلعت، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه بمجرد مراجعة المذكرة التفسيرية الخاصة بتسجيل الحديقة، وجدنا أخطاء، ورغم ذلك تم تسجيل الحديقة بشكل كامل، وخلال الفترة الأخيرة تم تشكيل لجنة من المتخصصين، وتمت مراجعة المذكرة حتى نخرج من هذه المسألة وطبقا للقانون بأن يتم تسجيل ما هو قديم وفقا لمواصفات محددة، وبناء على قرار اللجنة الدائمة التى اتخذ بالإجماع، تم تعديل تسجيل حديقة الأسماك لتصبح الجبلاية والأكشاك الثلاثة القديمة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية، بناء على قرار اللجنة الدائمة بالإجماع، وهى صاحبة القرار فى تسجيل أو تعديل أو شطب أى أثر وذلك طبقًا للقانون.
وتتكون الحديقة من مدخل من فتحتين تشبه فتحة خياشيم السمك وخلفها منطقة البهو، وفى جانب الفتحتين يوجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة الأربعة، أما الجبلاية من الداخل فقد روعى عند تصميها أن تكون على شكل ممرات أو تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع فى باطن البحر، فإذا ما نظرت إلى سقف أحد الممرات ستجده وكأنه واحد من بين تجاويف أخرى صنعتها الأمواج وهى تصاميم تعزف ألحانًا عند مرور الهواء بها تشبه إلى حد كبير حركة الماء وذلك من خلال حركة الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلاً بين الكهوف، كما توجد خارج الجبلاية ممرات تفصل بين مسطحات خضراء تحتوى على أشجار نادرة جلبت خصيصًا من مدغشقر وأستراليا وتايلاند حيث الغابات النادرة، التى تتميز بها هذه المناطق، وفى الأماكن المظلمة من الممرات يتم تسليط الإضاءة بطريقة فنية رائعة.