رصدت مجلة بولتيكو حالة القلق بين الديمقراطيين بشأن تراجع شعبية الرئيس جو بايدن بسبب أزمة كورونا، وقالت إنهم يصلون إلى استنتاج "إنه الوباء ياغبى"، فى محاكاة للشعار الشهير الذى ظهر خلال عهد الرئيس الأسبق بل كلينتون، إنه الاقتصاد يا غبى، فى دلالة على مدى أهميته وتأثيره على فرص الديمقراطيين فى الانتخابات.
وبعد قرابة تسعة أشهر من توليه المنصب، أكد بايدن وفريقه أن ويلات الوباء بدأت فى الانحسار بسبب الإجراءات التى اتخذها الرئيس، ويشيرون إلى استطلاعات الرأى التى تظهر دعما قويا لجدول أعماله التشريعى، والمرتكز على البنية التحتية المادية وحزم الإنفاق الاجتماعى والمناخى. وأشاروا إلى مدى ندرة خروج المشرعين الديمقراطيين عن الصفوف، حتى خلال هذه الفترة الصعبة الحالية.
لكن مكانة بايدن لدى الأمريكيين تراجعت، حيث انخفض متوسط شعبيته نحو 15 نقطة منذ أواخر يونيو. وشهد تراجعا فى عدد الديمقراطيين وحتى الجمهوريين، إلا أن التراجع كان كبيرا على وجه التحديد بين المستقلين. وخلال نفس الفترة الزمنية، سارع الرئيس لإنقاذ مبادراته المحلية وسط صراع داخلى بين الديمقراطيين حول حجمها وتسلسلها. كما أن بايدن أشرف على انسحاب فوضوى وقاتل من أفغانستان، وواجه انتقادات لراده على المعاملة غير الإنسانية للمهاجرين الهايتيين على الحدود الأمريكية المكسيكية.
إلا أن الوباء هو الذى يلوح فوق كل هذا، وهو ما يزيد الأمر صعوبة على البيت الأبيض للعودة إلى الوراء.
وتذهب المجلة إلى القول بأن البيت الأبيض لم يجادل أبدا فكرة أن مصير بايدن السياسى مرتبط بمعالجة معركة كوفيد 19، ولهذا فإنهم تحركوا سريعا لتمرير حزمة إغاثة بقيمة 1.9 تريليون دولار بمجرد توليه المنصب، وأكمدوا على ضرورة الحصول على اللقاح، لكن الاعتراف بالعقبة أصعب من تخطيها. فقد تبين أن الإعلان عن إعادة فتح البلاد كان سابقا لأوانه، مثلما كان الحال بالنسبة للاعتقاد بأنه يمكن استخدام الإقناع والتعليم والتتثقيف لزيادة معدلات التطعيم ضد كورونا.